Лента постов канала هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله ) (@halami) https://t.me/halami ثقافي ، فكري ، أدبي ، إنساني. . ru https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Mon, 11 Aug 2025 13:43:45 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Mon, 11 Aug 2025 13:43:45 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Mon, 11 Aug 2025 13:43:45 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Thu, 07 Aug 2025 20:57:01 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Sun, 27 Jul 2025 17:24:05 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Sun, 27 Jul 2025 11:40:15 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Thu, 24 Jul 2025 06:34:11 +0300
Подробнее
]]>
https://linkbaza.com/catalog/-1001007925170 Sun, 20 Jul 2025 19:58:41 +0300
لا بد أنّ

لا بدّ أنه في الخامسة. صادفته عند المكوجي، حافيًا. لا بدّ أنه يلوذ من لسعات الظهيرة. ذكرني بطفل ما. "عمي عندك نص ريال؟"، لا بد أنه مرسول بمال للملابس ففقده. "ليش تريد فلوس؟" "أريد أشتري أسكريم"، لا بدّ أن الشمس نشفت حلقه. "بس بابا عيب تطلب من الناس، وين أهلك؟" "ما عندي في البيت غير أبوي"، لا بد أنه يتيم، "أبوك ما يعجبه تطلب فلوس..."، "أنا ما أحبه، أنا طاير من البيت"، لا بد أن الصبي شقي، لا بد أن الأب حازم، "أبوك يحبك، بس يمكن انته ما تسمع الكلام". غاضبا:" أبوي يضربني واجد واجد"، لا بد أنهما يعانيان معًا، كل بطريقته.

"بشتري لك أسكريم، بس ترجع البيت، ولا تطلب من حد غريب فلوس مرة ثانية"، لا بد أن تعابير وجهه الغامضة تعني الموافقة. لم يختر آيس كريم بل أشار إلى معجنات مدهونة بالشكولاته، وأشار إلى علبة مياه غازية. "تجلس تاكل هنا، ولما تخلص تروح البيت"، بينما أخرج: "شكرا عمي" ، أرسل لي قبلة هوائية بيده. اندهشت. لا بدّ أنه شاهد الحركة في مقطع مصور.

أخذني كرسي الحلاق إلى افتراضات بشأن الصغير الحافي اليتيم الخائف الذي لم يدخل المدرسة بعد ويستطيع أن يعد حتى المئة، قارنته بصغار أبرع منه في الحساب لكنهم لن يطيقوا المشي حتى بالنعال في طقس كهذا.
لم يكن ينبغي أن أتركه، لكنه قال إن بيته قريب، لا بد أن أباه غاضب، لا بد أنه سيقسو عليه، سيضربه؛هكذا سيعبر عن خوفه من غيابه.

في طريق عودتي، رأيته ملتصقًا بجدار المسجد، يتشبث بالظل المتناقص، لا بد أن الدنيا أظلمت عليه في منتصف النهار، "ليش ما رجعت البيت؟"، "أبوي بيضربني"، لا بد أن جحيم البيت أشد من هنا، "هين بيتكم؟"، أشار إلى منزل يبعد عدة أمتار، "بروح أكلم أبوك عشان ما يضربك" لا بد أنه سيتفهم طلبي كجار بعيد، سأستخدم كل لياقتي التربوية، "لا، لا، لا تروح" لا بد أن هيئتي غير الرسمية لم تشجع الصغير لأتوسط له، أردت أن أدعوه إلى مكيف السيارة، ترددت، لا بد أن السيارات المارة التي لم تكترث له، سيساورها الفضول وهو معي، فكرت في حيلة:" لما تخلص الصلاة، خبر الإمام يوصلك البيت، ويكلم أبوك ما يضربك"، لا بد أن الأب سيستجيب لوقار الإمام.
تركته، ولم يتركني، بقي معي يذكرني بصغار أعرفهم، أعرفهم جيدا، يحبون الآيس كريم، الكريب، والديو، ويتقنون الحساب، ويكرهون النوم في الشتاء دون مكيف.
تركته في صهد الظهيرة وحيدا، حافيًا، خائفا من الضرب، ولم يتركني، جلب لي معه طفلا من الذاكرة، ملامحه كبرت في وجهي، طفلا يهرب إلى حجارة الجبل المتقدة حتى لا تلسعه العصا...
سأكتب قصته، لا بد أن الكتابة ستخلصني من بؤسه.

الشاعر العماني خميس قلم
Подробнее
]]>