﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ ولا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ﴾

﴿ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ يريد الشغل بالدنيا عن الدين ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ﴾ في تجارتهم حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني. (الزمخشري)

ودخل في هذا العموم وعيد كل من ذهل عن الجهاد في سبيل الله، وشغل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن طلب العلم، وعن النصيحة للمسلمين، بسبب مراعاة شأن الأموال والأولاد. (الطيبي)

كانت اليهود تفتخر على العرب بأنهم أهل كتاب، ثم منّ الله على أمة الإسلام بخير كتاب.
قال ابن كثير: ﴿وإنه لذكر لك ولقومك﴾ قيل: معناه لشرف لك ولقومك، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد. واختاره ابن جرير.

ثم نَبَت أناسٌ من بني جلدتنا يستحون مما في كتابهم ويتنصلون من الحق الذي فيه، ولا يعلمون أن أمّة بلا كتاب= أمّةٌ بلا شرف.

يصنع القرآن إنسانا ربانيا أُخرويا لا يعرف الوهن والاستسلام، يمده بالزاد الروحي، ويجعله مُحلّقا في السماء متحررا من أغلال الأرض، مستعدا لكل السيناريوهات المحتملة، لا يعبد الله على شرط، فهو مُوقن بموعود الله وإن تقطع جسده وفاضت روحه قبل أن يرى النصر.
(اعملوا على مكانتكم إنا عاملون)

في قوله: ﴿إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ﴾ عقيب ذكر مَقْت المُخْلِف: دليلٌ على أن المقت قد تعلق بقول الذين وعدوا الثبات في قتال الكفار فلم يفوا.
(الزمخشري)

اعلم أنه لما بولغ في بغض القول إبهامًا جيء بما يحب من الفعل تعريضًا، قوبل البغض بالحب، والقول بالفعل، ووصفه بالبنيان المرصوص، تعريضًا بالقول المتزلزل والوعد المُخلَف،

وأما كيفية اتصاله به، فإن قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يدل على أن ما يلي كلمة النداء والتنبيه من الخطاب معني به جدًا كما سبق في فاتحة البقرة.
والخطاب هو قوله: ﴿إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًا﴾، وقوله: ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ تمهيد وتوطئة لهذا الخطاب، وتقدمة تنبيه على أن ما يخالفه مبغوض عند الله، والتقاعد عنه بعد الوعد من أشد البغض، وأكبر المقت عنده،

ومما يشد من عضد ذلك أن قطب هذه السورة الكريمة يدور على أمر الجهاد، ألا ترى كيف أعيد قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿وتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ وختمت بقوله: ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾، وفيه دليل ظاهر على علو شأن الجهاد ورفعة منزلته عند الله، لأنه ذروة سنام الأمر، وكفى به شاهدًا ما رويناه عن ابي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، لوددت أني أقاتل في سبيل الله، فأقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل»، وكان أبو هريرة يقولهن ثلاثًا، أشهد بالله، أخرجه البخاري ومسلم.
(حاشية الطيبي على الكشاف)

(وما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إيمانَكم إنَّ اللهَ بِالناسِ لَرَءُوفٌ رَحِيم)

من أعظم المشاعر التي يوسوس بها الشيطان في صدر المؤمن ليقعده عن السير في طريق الحق= الشعور بالندم على التضحية والبذل في سبيل الله، واليأس من قيمة أي عمل صالح يفعله.

ولذلك أخبرنا الله في خواتيم سورة آل عمران، بعدما حدثتنا السورة عن هزيمة أحد وما أصاب المسلمين من أذى وقرح، أنه سبحانه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى.

فاصبروا وصابروا ورابطوا، واعلموا أنكم لا تُظلمون نقيرا ولا فتيلا في سبيل الله، وما عندكم ينفد وما عند الله باق، فالله هو الغني الحميد الشكور الغفور سبحانه وتعالى.

لو يشاء الله لانتصر منهم، ولكنه يبتلي عباده ليخرج ما فيهم من إيمان ونفاق.

وكما أن بعض آيات القرآن نزلت لتفضح المنافقين، فكذلك تأتي بعض البلاءات فاضحة كاشفة.

المؤمن في لحظات بلاء إخوانه يكون خائفا وجلا مشفقا، فيجأر بالدعاء ويطلب العفو ويخشى العقوبة ويتبرأ من الظلمة، أما سلاطة اللسان وجرأة القلب وكثرة عتاب المجاهدين فهي من شعب النفاق.

هذا رابط حلقتنا من (بودكاست نديم) بعد أن حذفتها إدارة موقع (يوتيوب).

وقد سمّينا الحلقة:

مدينةٌ لا تنحني.

ولربما كان التلميح أوضح من التصريح!

‏ https://youtu.be/JoOoV4IUTDQ?feature=shared

اللهم انصرْ إخواننا في غزة نصراً مؤزراً، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

حذر الموت (كيف تنهض الأمم) | خطبة | د. أحمد عبد المنعم

🔖في زمن تتكاثر فيه الظلمات والفتن، لا خلاص لنا إلا بالتمسك بنور الوحي، واستحضار السنن الربانية في حياة الأفراد والأمم، واليقين بأن الله ﷻ وحده هو الذي يقبض ويبسط، وأن الأمة لا تموت، بل تُبعث من جديد عندما تُحيي في قلوبها العقيدة الحقة، وتتحرر من أغلال المخاوف المادية وأُسُر المصالح الفردية المتوهمة

🎙 مع تأملات هامة في سورة البقرة، بعنوان :
حذر الموت (كيف تنهض الأمم) | خطبة | د. أحمد عبد المنعم
ساوندكلاود | يوتيوب | صوتي

💡لماذا تبدأ حركة النهوض من تصحيح العقيدة؟
💡 وكيف يقود اليقين إلى البذل؟
💡 وما الذي يجعل أمة تنهض من رقادها وتكسر قيود الذل؟

#انشر_الوعي .. وكن (لبِنة) في التغيير المنشود للأمة ..

#تربويات
#إنه_القرآن

إذا سيطر الخوف على الإنسان، أفقده التفكير، أفقده العزة ، أفقده الغيرة

#فائدة_منتقاة من مجلس:
حذر الموت (كيف تنهض الأمم) | خطبة | د. أحمد عبد المنعم

#تربويات
#إنه_القرآن