من استجاب له ومن لم يستجب له فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمةً للجميع وسعت رحمته الجميع ولذالك كانت أقواله وأفعاله فيها كل الخير وفيها كل الصلاح للناس أجمع ومن ذالك ما يتعلق بكرمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إنك لتنظر اليوم إلى الغرب الكافر وهو يؤذي المسلمين في أقواتهم وفي أرزاقهم وهو يحاصرهم في مصادرهم وفيما يتمكنون منه ويتقوتون به ليجوع تلك الشعوب وليحيج تلك الشعوب لتخضع إلى قوانينه لتخضع إلى أفكاره لتخضع إلى إملاءاته ليتنازلواْ عن دين الإسلام ليستجيبواْ ما يفرضوه عليهم ولكن هيهات هيهات فأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الماضي وأصحابه في السراء وفي الضراء وفي الإيسار وفي الإعسار وأمته الماضية لا تزال أمته اليوم التي ستصبر كما صبر أصحاب رسول الله والتي ستتمسك بدينها وتقيم شعائر الدين ولو ربطت على بطونها الحجارة من الجوع ولن يستجيبواْ لفتنة ولن ينساقواْ إلى فتنة من أجل هذه الأمور فهم يعلمون أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى *﴿ مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦ﴾*
قد علمواْ أنما شاء الله أن يكون إليهم سيكون وما لم يشأ أن يكون فلن يكون أرزاقهم بيد الله سبحانه وتعالى.
انظر إلى الغرب الكافر وهو يجبر دول الإسلام وهو يؤذي دول الإسلام ويقوم بما يستطيع أن يقوم به ليضرها في أقواتها وفي أرزاقها وفي مصادر كسبها لتقوم بعد ذالك لتسدين من دول الكفر ولتأتي المنظمات
فتدخل بلاد المسلمين بالطعام وبالشراب وبالدواء ليفسدواْ بذالك الأخلاق وليفسدواْ بذالك الفطر وليملواْ بذالك زبالة الأفهام وأراذل الأخلاق عياذاً بالله هؤلاء هم، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم وأولئك أصحاب رسول الله دعاهم إلى النفقة فأجاء عمر بنصف ماله جاء أبو بكر بماله كله جاء عثمان فجهز جيش العسرة ودخل علي رضي الله عنه إلى بيت مال الكوفة فأنفقه كله ثم كنسه ثم صلى ركعتين ثم قال يا دنيا غري غيري فإني قد طلقتكِ ثلاثاً.
فأيها المؤمنون عباد الله " هذه صفة كريمة يتصف الإنسان بها فينفق مما أعطاه الله في سراء وفي ضراء في إيسار وفي إعسار ويتفقد فقير ومسكين ويحتسب أجره عند الله سبحانه وتعالى ولنعلم جميعاً أن الله سبحانه من قسم الأرزاق أنها بيد الله سبحانه وتعالى فالله إذا شاء أن يصل إليك رزقك وصل وإذا أراد الله أن يقبض عنك الرزق قبضه فأطلب الرزق من الله سبحانه وتعالى واسأل من الله جل وعلا من فضله وابذل الأسباب الشرعية التي بينها الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
اسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى وأن يجنبنا ما يسخطه ويأبى.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم ابرم لهذه الأمة أمر رشد تعز فيه أهل طاعتك وتهدي فيه أهل معصيتك وتذل فيه أهل الشرك والشقاق والنفاق.
اللهم احفظ علينا ديننا وبلادنا وأمننا وأعراضنا.
اللهم عليك بدولة الكفر أمريكا ومن مالأها على أمة الإسلام.
اللهم عليك بشرذمة اليهود الغاصبين لأرض فلسطين.
اللهم عليك بمن ظلمنا واعتدى علينا واستباح حرمتنا وسفك دمائنا وروع آمنينا.
اللهم يارب العالمين ويا أكرم الأكرمين يسر لنا أرزاقنا وبارك لنا في أقواتنا وقنعنا ورضنا بما قسمته وكتبته لنا واستعملنا وأهلنا وأولادنا وأموالنا فيما يرضيك عنا.
اللهم أغثنا.
اللهم أغثنا.
اللهم أغثنا.
اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً عاجلاً غير آجل نافعاً غير ضار.
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان والتقوى وأغث أرضنا وبلادنا وجميع بلاد المسلمين بالأمطار والخيرات والبركات.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

انظر إلى الصحابة وهم يقولون وأنت تعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً، هكذا كان عليه الصلاة والسلام يمشي ذات يوم مع أنس ابن مالك فيأتيه رجل من الأعراب يأتي بشدته وغلظته وقسوة أفعاله فيأخذ برداء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا محمد ولم يقل يا رسول الله ولا يا نبي الله جفاء في القول وجفاء في الفعل فقال يا محمد أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا من مال أمك فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثر الرداء في صفحة عنقه فضحك وأمر له بعطاء.
وهكذا أيها المؤمنون عباد الله " جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مال البحرين أي جزيتها فأخبروه بمقدم مال البحرين فقال أنثروه في المسجد قال فخرج لصلاة الفجر فلم ينظر إليه فلما قضى الصلاة قسمه بين أصحابه وما خرج منهم أحد إلا بعطاء ثم قال الراوي لهذا الحديث حتى ما بقي من ذالك المال درهم واحد وجاءه مال البحرين فخرج لصلاة الفجر فتعرض له الناس يريدون منه قال لعلكم قد علمتم بمقدم أبي عبيدة بمال البحرين قالواْ نعم يا رسول الله قال أبشرواْ وأملواْ فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم.
وقال ذات يوم لجابر ابن عبدالله، يا جابر ابن عبدالله لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيت هكذا وهكذا وهكذا فما جاء مال البحرين حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فقال من كان له عدة عند رسول الله فليأتي ومن كان له دين عند رسول الله فليأتي فقال جابر ابن عبدالله فقال قال لي رسول الله كذا وكذا قال فحثواْ يا جابر فحثى حثوة فعدها فإذا هي خمسمائة دينار قال فعد مثليها.
وهكذا أيها المؤمنون عباد الله " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي كما قال ذالك الأعرابي عطاء من لا يخشى الفقر.
جاءه أعرابي فقال أعطني يا محمد فأعطاه غنماً بين جبلين فاستاقها الرجل وذهب إلى قومه فقال يا قومي أسلمواْ فوالله إن محمد ليعطي عطاء من لا يخشى الفقر،، إن محمداً ليعطي عطاء من لا يخشى الفقر، قال أنس ابن مالك إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها وهكذا تعدد عطاء النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه كان يدخر لأهله قوت سنة أي ما يكفيهم سنة كاملة ثم يأتيه الضيف فيرسل إلى بيوته التسعة يبحث عن طعام له فلا يجد ما يطعم به ضيفه فيا سبحان الله أين نفقة السنة أين ذهبت وقد كان يربط على بطنه الحجر من الجوع لقد كان يدخر لأهله نفقة سنة ولكن يأتيه الفقير فيطعمه، والمسكين فيطعمه، والمحتاج فيطعمه، والضيف فيقرئه فلا يأتي على تلك النفقة شهر حتى تنتهي لكرمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه.



*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم
وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله " وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم كريماً في المال فقد كان كريماً في المقال وفي الفعال.
فقد جاء من حديث أبي سعيد الخدري أن ناساً سألواْ النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم فقال حين نفد ما عنده ولم يبقى شيء ما يكون من عندي خيراً فلن أدخره عنكم ومن يستغني يغنيه الله ومن يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيراً ولا أوسع من الصبر لما انتهى ما بيده علمهم وأرشدهم ودلهم على ماهو خير لهم من المال لأن المال ينتهي والمال ينفد ويزول ولكن أخلاق المرء لا تنتهي وأفعاله وتعبداته لله جل وعلا ينتفع بها في الدنيا والآخرة لذالك قال « من يستغني يغنيه الله من يتصبر يصبره الله من يستعف يعفه الله وما أعطي أحد عطاءً خيراً ولا أوسع من الصبر» وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول لهم بذالك إذا لم تجدواْ ولم أجد ما أعطيكم فاستعفواْ يعفكم الله واستغنواْ بالله يغنيكم الله واصبرواْ يصبّركم الله واعلمواْ أن خير العطاء وخير النوال هو أن يرزق الإنسان الصبر والإحتساب.
وهكذا أيها المؤمنون عباد الله " إذا تأملنا إلى كرمه صلى الله عليه وسلم نجده كرمه على من كان آمن به واستجاب له ومن لم يؤمن به ولم يستجب له فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان ينفق عليهم وكان يهب لهم أموالاً عظيمة وكان يتألف قلوبهم ليدخلهم في الإسلام فهذا صفوان يعطه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل ثم يعطيه مائة ثم يعطيه مائة ثلاثمائة من الإبل يقول مازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني وهو أبغض الخلق إليَّ فأعطاني ثم أعطاني حتى صار أحب الخلق إليَّ، هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كرمه هذا جوده وهذا عطاه وإنك لتستغرب اليوم وأنت تنظر إلى أعداء الإسلام إلى الغرب الكافر وهو يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقواله وبأفعاله وبرسوماته وبمسلسلاته وغير ذالك ولو تاملواْ وأنصفواْ لعلمواْ أن النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر الله عنه رحمة للعالمين من آمن به ومن لم يؤمن به

وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم « يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع إثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله » لذالك الله سبحانه وتعالى دعاك إلى هذه العبادة العظيمة وهي أن يكون عندك إنفاق وأن يكون عندك إعطاء وأن يكون منك إحسان بقدر ما تقدر وتستطيع قال الله جل وعلا *﴿ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾*
وقال سبحانه *﴿ فِىٓ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ﴾﴿ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ ﴾* فهم ينظرون إلى الأموال فيعتقدون أنما يخرجونه أفضل مما يبقونه ويعتقدون أنما يعطونه أفضل مما يدخرونه لأنهم قد علمواْ أنما أنفقوه هو باقٍ عند الله جل وعلا وأنما أخرجوه هو مدخراً لهم عند رب العالمين سبحانه وهم يحسنون الظن بالله جل وعلا فإحسانهم إلى فقير ويتيم ومسكين ومريض ومغروم كائن منهم في كل أحوالهم وفي كل أوضاعهم بقدر ما يستطيعون حسن ظناً بالله العظيم لذالك ينفقون في الإيسار وينفقون في الإعسار ويخرجون في السراء ويخرجون في الضراء ويحسنون الظن بالله سبحانه وتعالى أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً ويحسنون الظن بالله سبحانه أنه يخلف عليهم بخير.
قال الله جل وعلا في كتابه الكريم *﴿ وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُۥ ۖ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾*
وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: « قال الله تعالى يا ابن آدم أنفق أُنفق عليك » انظر إلى هذا العطاء وإلى هذا الترغيب العظيم والحد الكبير من رب العالمين أنفق يا من لا تملك شيئاً يا من أنت مخول مستخلف في مال أم أعطاك الله جل وعلا إياه ينفق عليك من بيده خزائن السماوات والأرض،فقد كان بعض السلف إذا أعسر أنفق وقال أرجواْ أن يعطيني الله سبحانه وتعالى
وهكذا أيها المسلم الكريم " إن إعطاك وإنفاقك على فقير ومسكين وأرملة ويتيم ومحتاج ومريض ومغروم هي تجارة رابحة بينك وبين الله سبحانه وتعالى هو عمل موفق يتقدم به الإنسان إلى الله جل وعلا لا ينظر إلى قليل ما أعطاه أو إلى كثير ما أعطاه إنما يريد أن يراه الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعوته وامتثل لأمره بقليل ما عنده أو كثيرة لذالك الله سبحانه وتعالى ذم من يلمز المتصدقين ويطعن فيهم لقلة إنفاقهم فقال *﴿ ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِى ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾*

أيها المؤمنون عباد الله " إنها عبادة تسير بأهلها ومن اتصف بها إلى جنة الله سبحانه وتعالى إلى رضوانه إلى دار كرامته لذالك الله جل وعلا ذكرها في ثاني صفات أهل الجنة فلا تستهن أيها المسلم الكريم لا تستهن بما تنفقه ابتغاء وجه الله جل وعلا ولو كان قليلاً فالله ينظر إلى قلبك وإلى إرادتك والله سبحانه وتعالى ما كلف نفساً
إلا ما تطيق ويا عجباً كيف ينفق الإنسان أموالاً طائلة متكاثرة دائمة متزايدة في كل يوم على شهواته على ملذاته على رغبات نفسه ثم لا يكون في ماله لقمة يضعها في فم جائع ولا يكون في ماله كساءً يكسواْ به جلد عاري ولا يكون في ماله حبة دواء يخفف بها ألم مريض ولا يكون في ماله ما يسره الله له به ما يسد به حاجة المحتاج.
أيها المؤمنون عباد الله " وهذه الخلة الكريمة والصفة العظيمة قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعلى مقاماتها وفي ذروة منازلها قال ابن عباس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، لقد كان كريماً بل جواداً بل فاق جوده كل جود وعطاءه كل عطاء صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
وانظر إلى أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها حينما جاءها رسول الله في بداية الوحي حينما نزل عليه جبريل قالت له:: والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتقرئ الضيف فوصفته صلى الله عليه وسلم بالكرم وبالجود في ماله في أخلاقه وفي جاهه وفي أفعاله وفي صفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهذا جابر ابن عبدالله رضي الله عنه يقول: ما سُأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئاً فقال لا ما سُأل شيئاً فقال لا، يخبرنا سهل ابن سعد رضي الله عنه أن امرأة من الأنصار أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدته بردة أي كساء فأخذه محتاجاً إليه فلبسه وخرج إلى أصحابه فجاء رجل من أصحابه فرأى ذالك الكساء على رسول الله فقال يا رسول الله ما أحسن هذا الكساء فأعطني إياه فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فدخل إلى بيته فطواه ثم بعث به إلى ذالك الرجل فقال له الصحابة وهم يأنبونه عمدت إلى شيء أخذه رسول الله محتاجاً إليه فسألته إياه وأنت تعلم أن رسول الله لا يرد سائلاً،، أن رسول الله لا يرد سائلاً،، فقال والله ما سألته لألبسه وإنما سألته لأتكفن فيه وجاء بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سهل ابن سعد فكانت كفنه.

*صور من كـرم وجـود*
*النبي صلى الله عليه وسلم*
*للشيخ/ عبدالقادر الصوملي*


إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد إن خير الكلام كلام الله جل وعلا وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذنا الله وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات من البدع والضلالات والنار.

أيها المؤمنون عباد الله " موعدنا في يومنا هذا مع الصفة الثانية من صفات أهل الجنة التي أخبر الله عنها في كتابه الكريم فدعى إليها وأثنى عليها وعلى أهلها وعدهم بالأجر والثواب في الدنيا والآخرة وكانت تلك الصفة من كريم وعظيم صفات وخلال نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال الله جل وعلا *﴿ ۞ وَسَارِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾﴿ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾*
فمما وصف الله جل وعلا به أهل الجنة أن قال *﴿ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ ﴾* هذه الصفة العظيمة دعى الله جل وعلا إليها في كتابه الكريم في أكثر من آية فقال سبحانه *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾*
فدعى الله جل وعلا أهل الإيمان إلى أن يرضخواْ مما رزقهم الله وأخبرهم سبحانه أن ذالك سينفعهم في يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة وقال سبحانه وتعالى في آية أخرى من كتابه الكريم *﴿ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
فدعى الله جل وعلا أهل الإيمان إلى أن يغتنمواْ نعمة الوجود والإيسار في مثل هذه العبادات العظيمة قبل أن يفاجأهم أمر الله سبحانه وتعالى فلا يستطيعون مع ذالك على إنفاق ولا يتمكنون منه وقال في الآية،، فأصدَّق،، قال أهل العلم لعظيم أجر هذه العبادة وثوابها على أهلها في الدنيا وفي الآخرة،
والله سبحانه وتعالى يقول في آية أخرى من كتابه الكريم *﴿ ءَامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُوا۟ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾*
فدعى الله جل وعلا العباد إلى الإنفاق وقال،، مما جعلكم مستخلفين فيه،، أي من الأموال والأرزاق التي لكم فيها أجل معلوم قد جعله رب العالمين سبحانه وتعالى لكم فيه ثم يأخذوكم منه ويأخذه منكم وتنتقل الأموال وتنتقل الدثور وتنتقل الممتلكات إلى غيركم فقوله سبحانه *﴿مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾* فيه إيقاظ للنفوس لتعلم أن هذا المال لا يدوم ولا يطول بيد أهله وإنما يعيش الإنسان فيه مدة قد كتبها الله له ثم ينتقل منه إلى آخرته وينتقل المال إلى غيره وكمال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم « يا ابن آدم هل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت » وما سوى ذالك فذاهب وتاركه للناس فينبغي عليك أيها المسلم " وأنت تنظر إلى الأموال التي منّ الله بها عليك بل وأبتلاك الله بها وتتذكر هذه الآية *﴿مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾* وتغمض عينك فتتذكر حينما يأتيك أمر الله جل وعلا فيركب على السيارة غيرك
وينقل إسم الدار إلى إسم غيرك ويقتسم الأموال من بعدك حينها تعلم قول الله *﴿مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾* وتغمض عينيك أخرى فتتذكر نفسك وأنت في الخرق البيضاء تقلبك أيادي الرجال ليس لك حول ولا قوة قد أنهى الله جل وعلا حياتك وأنتهت أنفاسك وتعطلت حركاتك وليس بيدك أمر ولا نهي فأين من كان يملك وأين من كان يدعي وأين من كان يذهب ويأتي إنتقل إلى الله سبحانه وتعالى.

السبب؟ فقال: أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك، فقال: لو كان شيء أحببتَ أن تقتل دوني؟ قال: إي والذي بعثك بالحق. يقول عمر بن الخطاب رضي لله عنه وهو يبكي: وددت أن عملي كله مثل عمله يومًا واحدًا من أيامه، وليلة واحدة من لياليه –يعني أبا بكر رضي الله عنهما-.

أما ليلته، فالليلة التي سار مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار فلما انتهيا إليه، قال: والله لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك، فدخل فمسحه، فوجد في جانبه ثقبًا، فشق إزاره وسدّها به، وبقي اثنان، فألقمهما، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادخل" فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع رأسه في حجره ونام، فلدغ أبو بكر في رِجْله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه النبي صلى الله عليه وسلم، فسقطت دموعه على وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما لك يا أبا بكر"؟ قال: "لُدِغْت، فداك أبي وأمي" فتفل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب ما يجده، ثم انتقض عليه وكان سبب موته.

هل عرف التاريخ مثل هذه التضحية ؟! إنه حب فريد من نوعه، حب الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينبع من إيمان عميق، وإخلاص شديد، واعتقاد وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم ذاتًا ورسالة، وتقديم هذه المحبة على حب النفس والولد؛ حيث لا يكتمل إيمان العبد إلا بهذه المحبة، فاللهم ارزقنا محبة رسولك عليه الصلاة والسلام

وهذا أنس بن النضر رضي الله عنه وجد عددًا من المسلمين جالسين في معركة أحد فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قُتِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قُتل.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض الله عن خلفائه الراشدين المهديين من بعده، وعن الصحابة والتابعين، وعنا معهم بعفوك ورضاك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، ودمر أعداء دينك أجمعين. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، واكفهم شر أنفسهم ومكر أعدائهم وخذلان أصحابهم.

إلهنا لا نهلك وأنت رجاؤنا، فاكتبنا مع عبادك الصالحين، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، ولا تخزنا يوم العرض الأكبر، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك، يحبون بحبك من أحبك، ويعادون بعداوتك من يعاديك، إنك سميع قريب مجيب الدعاء.

ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

ذكر العلماء علامات ومقاييس لمعرفة محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلب الشخص وعدمها، إذا توافرت في قلبه فليحمد الله تعالى على وجود حب صادق للنبي صلى الله عليه وسلم في قلبه، وإذا فقدها كلها أو بعضها فليحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، في يوم يجعل الولدان شيبًا.

ومن مقاييس محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: أن يكون فقد رؤيته صلى الله عليه وسلم أشد علينا من فقد أي شيء في الدنيا؛ ذلك لأن غاية ما يتمنى المحب أن يسعد برؤية حبيبه، فمحب النبي صلى الله عليه وسلم دائم الشوق لرؤيته، ولو أُعطي فرصة اختيار أحب شيء وأغلاه لاختار رؤية صلى الله عليه وسلم، لقد كان أكثر ما يجلب الهمَّ لقلوب الصحابة هو خشيتهم من فراقه صلى الله عليه وسلم.

روى الطبراني في الأوسط وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إنك أحب إليَّ من نفسي، وأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك؛ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك؛ عرفت أنك إذا دخلت الجنة؛ رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة؛ خشيتُ ألا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: (وَمَن يُّطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أولَئِكَ رَفِيقاً) فذكرها، أي: فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فبشَّره.

وهذا صحابي آخر يخشى إذا فارق الرسول صلى الله عيه وسلم في الدنيا ألا يلقاه في الجنة؛ ربيعة بن كعب الأسلمي، يقول: كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: (سل) فقلت: يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: أو غير ذلك ؟ قلت: هو ذاك، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم

هكذا كان الصادقون في محبتهم، فما حقيقة محبتنا؟!

هل قدمنا طاعة نبينا صلى الله عليه وسلم على طاعة النفس والهوى؟!

هل نحزن على ما فاتنا من طاعته أشد من حزننا على شيء من الدنيا فقدناه؟!

المحب للنبي صلى الله عليه وسلم لو خُيِّر بين مجرد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وفقد أغلى شيء في الحياة لاختار الأول دون تردد.

ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم الاستعداد التام لبذل الأنفس والأموال دونه صلى الله عليه وسلم، فإن المحب الصادق يترقب بكل اشتياق الفرصة التي يبذل فيها نفسه وكل ما يملك دون حبيبه، والمحبون الصادقون للنبي عليه الصلاة والسلام كانوا دائمًا على أتم الاستعداد لفدائه في حياته، والذين جاءوا من بعدهم كانوا يجدون حسرة في قلوبهم على فوات هذه الفرصة.

ربنا أحببنا نبيك، وعشنا نشتاق رؤياه، فأقر أعيننا بالنظر إلى وجهك الكريم واللقاء بحبيبك في جناتك حين نلقاك. اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد.. فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم امتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ إذ لا يختلف اثنان أن المحب لمن يحب مطيع، بل لا يقف المحب عند إنفاذ أوامر حبيبه فقط، بل يلاحظ بكل دقة تغيرات وجهه، وإشارات عيونه، لعله يدرك ما يحبه حبيبه فيفعله، أو يعرف ما يبغضه حبيبه فيبتعد عنه.

وحينما ننظر إلى المحبين الصادقين من خلال هذا المقياس يظهر لنا العجب العجاب، روى الإمام أبو داود عن جابر رضي الله عنه: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال: "اجلسوا " فسمع ذلك ابن مسعود رضي الله عنه فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تعال يا عبد الله بن مسعود"، فلم تسمح نفس ابن مسعود المؤمنة رضي الله عنه أن يتأخر عن تنفيذ أمر حبيبه صلى الله عليه وسلم إلى أن يدخل المسجد ثم يجلس، بل جلس على باب المسجد في لحظة سماعه أمره صلى الله عليه وسلم.

وليس هذا شأن ابن مسعود رضي الله عنه وحده، بل هكذا كان جميع المحبين الصادقين، فقد روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كنت ساقي القوم يوم حُرّمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ، فإذا منادٍ ينادي، فقال: اخرج فانظر، فإذا مناد ينادي: ألا إن الخمر قد حُرّمت، قال: فجرت في سكك المدينة، فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها فهرقتها، هكذا كانوا في تنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف نحن؟!

إن المتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ليجد منهم محبة له منقطعة النظير، وفداء له بالنفس والمال؛ هذا أبو بكر رضي الله عنه لله عنه يعلل هذه التضحية بقوله: "إن قُتِلْت فإنما أنا رجل واحد، وإن قُتِلْت أنت هلكت الأمة"، وفي الطريق على الغار كان يمشي أمام النبي صلى الله عليه وسلم تارة، ويمشي خلفه ساعة، فسأله عن

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*حب النبي صلى الله عليه وسلم*
*للشيخ/ خالد بن سعود الحليبي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة*
1/ أعظم نعم الله تعالى على عباده 2/ ذكر شيء من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم 3/ حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم 4/ علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم 5/ محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم

*الخطبة الأولى:*
الحمد الله القائل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الأحزاب: 45] أرسله الله إلينا وأطلعنا على بعض حقه علينا، فقال: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح: 9].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسن سنته إلى يوم الدين صلاة وسلامًا دائمين الليل والنهار.

أما بعد: فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله تعالى وطاعته يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

واعلموا أن أعظم نعم الله تعالى على عبده أن يهديه للإيمان به والاعتصام بحبله، وإن تاج هذه النعمة أن جعلنا نحن المسلمين من أمة خير الأنبياء والمرسلين، جاءنا ونحن في ظلام دامس نتخبط في دياجير الجاهلية فأخذ بأيدينا إلى نور الإيمان وجنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) [آل عمران: 164]، هو الرحمة المهداة (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128]. والشهيد الصدوق عند الله (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.... ) [البقرة: 143].

فالشكر لله الذي شرفنا بأن جعلنا من أمته (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: 157].

كان آخر الأنبياء والمرسلين، ولكنه تقدمهم خَلقًا وخُلقًا، ومجدًا وفضلاً:

فاق النبيين في خَلْق وفي خُلُق *** ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمِس *** غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم

يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمرت لا أفتح لأحد قبلك" رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة" رواه مسلم.

هذا غيض من فيض، وقطرة من بحر فضائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكأني بالنفوس المؤمنة تطير شوقًا وهي تستمع إلى تلك الآيات والأحاديث، تتمنى أن تمثل بين يديه الكريمتين، وأن تقدم روحها رخيصة للذود عنه، وليس عجيبًا أن يحب المسلمون نبيهم كل هذا الحب، وهو الذي كان السبب في شرفهم وعزهم وإنقاذهم من النار إلى الجنة.

وإن محبته صلى الله عليه وسلم من شروط الإيمان، فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، كما أن محبته صلى الله عليه وسلم سبب لحصول حلاوة الإيمان، يقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"، وذكر أولها: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" والحديث رواه مسلم.

وهي سبب في مرافقته في دار النعيم، فقد ورد في الحديث الشريف أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب" متفق عليه

عباد الله: يزعم كل واحد منا أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، لكن هل نحن صادقون في هذا الادعاء؟ وهل مجرد ادعائنا هذا له قيمة عند الله؟

اللهم يا رب العالمين يا رحمن يا رحيم يا مالك يوم الدين اللهم أغثنا، اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا يا رب العالمين اللهم أعذنا وذرياتنا من إبليس وذريته وجنوده وشياطينه يا رب العالمين، اللهم أعذ المسلمين من الشيطان الرجيم من إبليس وذريته والشياطين وجنوده يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير.

اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا...

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله. اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعذنا من شر كل ذي شرٍ يا رب العالمين.

﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90 - 91].

اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

عِبَادُ اللَّهِ؛ إِنَّ موَاطِنَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ من مَوَاطِنِهَا إِلَّا عِنْدَ التَّشَهُّدِ، أَوْ فِي صَلاَةِ الْجَنَازَةِ، أَوْ فِي آخِرِ الْقُنُوتِ، أَوْ عِنْدَ إِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ، أَوْ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ، أَوْ الْخُرُوجِ مِنْهُ، أَوْ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ؛فَإذَا ذُكِرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ بَادَرُوا بِالصَّلاَةِ عَلَيهِ، وَهَذَا أَمْرٌ حُسَنٌ وَطَيِّبٌ، إِنَّمَا التَّقْصِيرُ يَحْصُلُ مِنَ الْبَعْضِ بِعَدَمِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ابْتِدَاءً، كَأَنْ يصَلِّي عَلَيْهِ فِي بَيْتِه أَوْ مَجْلِسِه، أوْ سُوقِه، أَوْ عَمَلِهِ، أَوْ مَا شَابَهَهَا، دُونَ أَنْ يحْتَاجَ إِلَى مُذَكِّرٍ لَه؛ لِأَنَّ المُذَكَّرَ أَوْ سَامِعَ الحَدِيثِ لَا يَحْصُلُ مِنْهُمَا تَفْرِيطٌ فِي الغَالِبِ، وَللهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

عِبَادَ اللهِ؛ إِنَّ المَوَاطِنَ الَّتِي يَحْصلُ فِيهَا التَّقْصِيرُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، كَثِيرَةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ:

1- عِندَ اجْتِمَاعِ القَومِ وَقَبلَ تَفَرُّقِهِمْ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: « مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيْهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِم تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ »؛ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

2- عِندَ وُرُودِ وَصْفِهِ أَوْ اسْمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي القُرْآنِ، عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ خَارِجَ الصَّلَاةِ، أَوْ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي صَلَاةِ النَّفْلِ، كَعْنْدَ تِلَاوَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ [الفتح: 29] وَقَوْلِهُ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [التوبة: 128] وَقَدْ نَبَّهَ اِبْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِ جِلَاءِ الْأَفْهَامِ، وَقَدْ عَدَّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَرَدَ اِسْمُهُ أَثْنَاءَ التِّلَاوَةِ؛مِنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ.

3- عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، للْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: «إِذَا قُمْتُمْ عَلَى الصَّفَا فَكَبِّرُوا سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ حَمْدُ اللَّهِ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدُعَاءٌ لِنَفْسِكَ، وَعَلَى الْمَرْوَةِ مِثْلُ ذَلِكَ» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي تَحْقِيقِ فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ.

الَّلهُمَّ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهُ وَأَنِلْنَا شَفَاعَتَهُ وَاجْعَلْنَا فِي الجَنَّةِ بِجِوَارِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عباد الله: يقول الله تعالى﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

فصلُّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ وسلِّم تسليمًا كبيرًا.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين يا رب العالمين.

اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين على الحق يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك يا قوي يا عزيز.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين ونفث كرب المكروبين من المسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم ضاعف حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم يا أرحم الراحمين.

قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاءَ الْخَلَائِقِ كُلّهم، فَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي إِذَا مِتُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً إِلَّا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، صَلَّى عَلَيْكَ فُلَانٌ، فَيُصَلِّي الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ بِكُلِّ وَاحِدٍ عَشْرًا »؛ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، كَمَا فِي صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لِلْأَلْبَانِيِّ.

عِبَادَ اللهِ؛ الصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَضْلُهَا عَظِيمٌ، وَيَكْفِي فِي ذَلِكَ أَنَّ اللهَ جَلَّ فِي عُلَاهُ، يُصَلِّي عَلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَمَلَائِكَتُهُ الكِرَامُ، يُصَلُّونَ عَلَى مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ، وَخِيَارُ الأُمَّةِ مِنْ لَدُنِ الصَّدِيقِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، يُصَلُّونَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ جَلَّ فِي عُلَاهُ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

وَصَلاةُ اللهِ عَلَى نَبِيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ، أَمَّا صَلَاةُ المَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ فَهِيَ الدُّعَاءُ وَالاسْتِغْفَارُ.

عِبَادَ اللهِ؛ لَا يُفَرِّطُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِلَّا الغِلَاظُ الأَجْلَافُ، المَحْرُومُونَ مِنَ الخَيْرِ، الذَّينَ بَخِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فلَمْ يُوقُوا شُحَّ الأَنْفُسِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبِانِيُّ.

وَأَمَا كَيْفِيَةِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَالْجَوَابُ ذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حِينَ سَاَلَهُ الصَّحَابَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: قُولُوا: «الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، الَّلهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهَ؛ رَغِمَتْ أُنُوفُ غَلَاظٍ أَجْلَافٍ، لَا يُصَلُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَرْغَمَ أُنُوفَهُمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السِّلَامُ، وأَمَّنَ عَلَى ذَلِكَ خَيْرُ الأَنَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَنْ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ حِينَ " ارْتَقَى دَرَجَةً: «آمِينَ»، ثُمَّ ارْتَقَى الْأُخْرَى فَقَالَ: «آمِينَ»، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «آمِينَ»، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَفَرَغَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ كَلَامًا الْيَوْمَ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ؟، قَالَ: «وَسَمِعْتُمُوهُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، رَحِمَهُ اللهُ-عَعَرَضَ لِي حِينَ ارْتَقَيْتُ دَرَجَةً فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبْرِ أَوْ أَحَدَهُمَا؛لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَقَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ " رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا،
وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًَا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*فضل الصلاة على النبي*
*صـلـى الله علـيه وسـلـم*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الْخُطْبَةُ الْأُولَى:*
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

أمَّـا بَعْـدُ:
عِبَادَ اللهِ؛ إِنَّ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مَقَامًا عَظِيمًا؛ فَهُوَ صَفْوَةُ خَلْقِ اللهِ، صَاحِبِ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ، وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ. بِهِ هَدَى اللهُ الْخَلْقَ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى طَاعَتِهِ، وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ مِنْ أَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ، وَمِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ.

عِبَادَ اللهِ؛ إِنَّ المُسْتَفِيدَ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم هُوَ المُصَلِّي عَلَيْهِ؛لِقَوْلِهِ صِلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا سَمِعْتمْ المُؤَذِنَ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ ًاكُونَ هُوَ؛ فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعةُ»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

فَأَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ الْمُسْتَفِيدُ؛ لِأَنَّ الحَيَّ القَيومَ، يُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا صَلَّيْتَ عَلَى خَلِيلِهِ، سَيِّد ِوَلدِ آدَمَ النُّورِ المُبِينِ وَالسِّرَاجِ المُنِيرِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَضَائِل عَظِيمَةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ: قَوْلُ أُبيِّ بنِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: الرَّبْعُ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ، قَالَ أُبِيُّ فَقُلْتُ: النَّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ، قَالَ أُبَيُّ فَقُلْتُ: الثٌّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ، قَالَ أُبَيُّ فَقُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلُّهَا يَا رَسُولَ اللهٍ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

قَالَ ابْنُ القَيَّمِ رَحِمَهُ اللهُ: وَسَأَلْنَا شَيْخَنَا اِبْنَ تَيْمِيَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ لِأُبِيِّ بُنِ كَعْبٍ، دُعَاءٌ يَدْعُو بِهِ لِنَفْسِهِ، فَسَأَلَ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: هَلْ يَجْعَلُ رُبْعَهُ صَلَاةً عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « إِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ »، فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ: أَجْعَلُ لَكَ النِّصْفَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « إِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ »، إِلَى أَنْ قَالَ أُبَيُّ: أجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ أَيْ: أَجْعَلُ دُعَائِي كُلَّهُ صَلَاةً عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ». قَالَ شَيْخُ الإِسْلَاِم: وَذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبًي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، وَمَنْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، كَفَاهُ هَمَّهُ، وَغَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ.
قُلْتُ: وَصُورَةُ ذَلِكَ: لَوْ أَنَّ مُسْلِمًا جَلَسَ فِي المَسْجِدِ لِلْدُعَاءِ مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، فَلَوْ جَعَلَ كُلَّ هَذَا الوَقَتِ صَلَاةً علَىَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لَكُفِيَ الهَمَّ، وَغُفِرَ لَهُ الذَنْبُ.

عِبَادَ اللهِ؛ الصَّلَاةُ عَلَى الرَّسولِ وَصِيتةُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لِأُمَّتِهِ حَيْثُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلَاةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُصَلِّي عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ» رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

اصبرواْ على المعسرين فأنتم مأجورون على ذالك وأنتم مأجورون على فعلكم ذالك وهي تعتبر لكم صدقات كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم « أن من دان رجل فله بكل يوم مثله صدقة ومن دان رجل وحل الأجل وصبر فله بكل يوم مثليه صدقة » فاعتبروها عند الله واحسنواْ إلى المعسرين وتجاوز ما استطعت إن كنت مستطيع رام أنه في محله
وهنا تنبيهان أوجههما لأننا نسمع مع أوضاعنا وتقلبات العملة الورقية المصرفية أن هناك من يتعامل بمعاملات تعتبر معاملة ربوية ألآ وهي أن الرجل مثلاً إذا استدان من رجل مثلاً بخمسمائة ألف ويقول له صاحب الدين اقضني الخمسمائة التي عندك يقول له ما عندي الآن فيقول إما أن تقضيني وإما سأحولها بالريال إما السعودي أو الدولار أو أي عملة وهذا الفعل يعتبر ربوياً لا يجوز أن تحول العملة إلى عملة أخرى بهذه الطريقة لأنها ماش على قاعدة إما أن تقضي وإما أن تُربي وهي ماشية على ما قاله صلى الله عليه وسلم « كل قرض جر نفعاً فهو رباً » فهو يقول إما أن تقضيني الآن وإلا سأحولها بعملة أخرى فما ينبغي لك في هذا الفعل والأصل في قضاء الديون أن تكون بالعملة التي استدنتها

هذا هو الأصل فيها فترجع إليه العملة بما فيها هذه الحالة الأولى فنصيحتنا للتجار أن لا يتصرفواْ بهذه التصرفات يقول الأسعار مرتفعة هذه أرزاق وهذه أرزاق بيد الخلاّق فلا تجعلها في ظهر هذا وإنما طالبه بحقك فهو بين خيارين إما أن يعطي الحق وهذا هو الواجب عليه وإما أن يكون معسراً فأنت تتذكر حديث فضائل التجاوز عن المعسرين وانتظر الخلف من رب الأرض والسماء.

الحالة الثانية " ما يحصل من بعض التجار وهو إن جاء رجل يستدين منه يقول له إن أردتها الآن ستعطي السعر الآن أو الثمن الآن فهي بالعملة الموجودة بسعر اليوم وإن أردت أن أديّنك فستكون عندك بالعملة الأخرى إما بالدولار أو السعودي أو غيره فيقول إما أن تقضي الآن وإلا يعني سأحولها عليك الآن نتفق عليها بعملة أخرى وإني أقول هذه الطريقة ليس فيها من جهة الحل والحرمة أنها حرام بل هي حلال كما سمعت لكن ينقصها شيء اسمه الرحمة والعفو فهناك من الناس من يحرص في بيعه إن يقول إن ستشتري مني الآن بالنقد فهي بسعر اليوم وإن أردت أن أديّنك فستكون بعملة أخرى ويحددها هو حسب ما يرى ارحمواْ الناس.. ارحمواْ الناس وإن كنا نقول هي جائزة كما سمعت لكن هذا فيه تثقيل على الناس.

سيقول التاجر أنا سأخرج السلعة الآن ولو أردت إرجاعها الأسعار مرتفعة والأسعار مضطربة الله عز وجل هو المسعر فانتظر الخلف منه وتقرب إلى الله بفعل الخير الذي فيه التعاون فيما لا ضرر فيه عليك في نفس البيع والشراء وعامل الناس بالمعاملة الحسنة والله عز وجل أكرم وأجل وأعلى وأعظم فلو أحسنت إلى عباده فالله أعظم وأجل وهو الكريم المتعال سبحانه وتعالى فأحسنواْ المعاملة وفقكم الله احسنواْ المعاملة ولا تنظر إلى كذا وكذا امشي في يومك واعلم أن ما كتبه الله سيكون واترك الأمور كلها لله وارضى بما أراده الله واسعى في قضاء حالك وأمرك إلى ما فيه سعادتك ونجاتك إذاً من حسن المعاملة التي كانت يتحلى بها الرسول إنها حسن المعاملة في قضاء الديون وحسن المعاملة في التعامل مع المعسرين
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً صالحاً متقبلاً.
اللهم إنا نسألك صلاحاً في قلوبنا واستقامة في جوارحنا وصلاحاً لأبداننا وأموالنا
اللهم وفق عبادك إلى الهدى وجنب عبادك الردى
اللهم إنا نسألك خفضاً للأسعار
اللهم إنك أنت المسعر
اللهم إنك قلت وقولك الحق يقلب الله الليل والنهار
اللهم قلّب أحوالنا إلى أحسن حال وإلى أفضل حال وأجمل حال إنك سميع مجيب الدعاء يا رحمن وصلَّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

أما بعد معاشر المسلمين " ألآ وإن من المواقف العظيمة والعبر الكبيرة من سيرته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنه الدعوة إلى إعطاء الحقوق ومنها الحرص على إقامة المكاييل والموازين الحرص على إقامتها الإقامة الصحيحة فلقد جاء من حديث جابر عند ابن ماجة رضي الله عن جابر ورحم الله ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا وزنتم فأرجحواْ » إنها الموازين، إنها الموازين وإنها المكاييل التي يجب على أهل الإسلام المحافظة عليها *﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾*

وهو الآن ويل هي كلمة شديدة عظيمة تدعواْ المسلمين إلى الحذر وتدعواْ المسلمين إلى الانتباه وإلى اليقظة مرادي بالشدة هنا شدة الدعوة للمسلمين أن يحذرواْ من تخفيف الموازين ومن تخفيف المكاييل بل عليهم أن يأتواْ بها على أحسن حال وأتمها فهو يقول: « إذا وزنتم فأرجحواْ » فإقامة الموازين والمكاييل من المعالم التي هي صفة تدل على أن صاحبها متصف بصفات عظيمة اعتصرت في جسد يخاف من الله ويراقبه كيف لا وصفة المكاييل والموازين إن قام بها صاحبها على أحسن حال فإن ذالك معناه أن عنده الخوف من الله.
ثانياً أن عنده الأمانة فيما يفعل ويذر.

ثالثاً أنه حريصاً على إخوانه المسلمين فلا يرضى أن يغش ولا يرضى أن يخون ولا يرضى أن يغدر أو يمكر فأقيمواْ الموازين بالقسط أقيموها معاشر المسلمين " سواء في البيوع العامة بما في ذالك بيع الخضار وغيره فاتق الله فلا تدخل فاسداً فيها ولا تدخل غشاً فيها واتق الله ولا تنقص المكيال فالمسألة شيء تافه قليل قد يجعل الميزان يثقل لكنك تأجر عند الله وقد يكون الناقص شيئاً تافهاً لكنك تجد الإثم عند الله وإننا نسمع ما بين الفينة والأخرى من يقومون بعدم إعطاء الموازين حقها فنقول ارحمواْ أنفسكم أما من يشتري منكم فقد جعل الأمانة في أعناقكم وأنتم تتصرفون حسب ما ترون وعند الله تجتمع الخصوم *﴿ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾﴿ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ﴾*

فالرسول يقول في يوم القيامة أنها تؤدى الحقوق وإن كان قضيباً من أراك وإن كان مسواكاً فكيف لو كان الأمر أكثر لهذا ولذاك
وإنا لننصح التجار أجمع أن يحرصواْ على إقامة الموازين كم من الناس من ينظر إلى الأسعار مرتفعة فيحرص إما في بيع القمح وإما في بيع الأرز وغيره أن ينقص من المكاييل المعلومة وأن ينقصها إلى مكاييل أخرى من أجل أن يظهر أن الميزان بهذا السعر وأنه بهذا العدد مكتمل وهو قد خان وغش أو تظن أن البركة ستحل لعل عقوبة أن تأتي فتأخذ الحرث والنسل ولعل عقوبة أن تأتي فتأخذ ما جمعته فتتمنى أنك لم تصنع ذالك فاعطواْ الحقوق إلى أهلها.

وهكذا كم نسمع ممن يبيعون اللحوم أن يحرصواْ على أن يجعل في الميزان قطعة ثم يزن للمشتري منه شيء ويترك شيئاً أو يجعل الميزان عليه آلة صحن ثقيلة تثقل الميزان فينظر الناظر ويقول الوزن قد خف أف لها من معاملة سيئة يعلوها عدم الخوف من الله والمراقبة لله فنصيحتي نصيحة محب ونصيحة مشفق ونصيحة يريد لهم الخير أن يقيم الجميع الوزن على وفق الشريعة وأن يحرصواْ على البعد عن المخالفات الشرعية وأن يقيمواْ الوزن بالقسط ولهذا ذكر الله الآية *﴿ أَلَا يَظُنُّ أُو۟لَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ﴾﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾﴿ يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾*

فدعاء في الأولى وحذر ثم ختم بالموقف العظيم وهو موقف القيامة فالله الله.
ومن المعاملة الحسنة في سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم إنها معاملة الحسن في قضاء ديون الناس لقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أعطى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما جاء في وقت قضاء الدين جاء يسأل النبي قضاء الدين وأغلظ الرجل على النبي في قضاء الدين فأخبر النبي الصحابة بأن ينظرواْ له بقضاء دينه قالواْ يا رسول الله ما وجدنا إلا سناً أي من الغنم أقوى من سنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطوه فإن لصاحب الحق مقالاً فمعاملة الناس بحسن قضاء ديونهم ومعاملة الناس بعدم المماطلة في قضاء الديون للمستطيع من المعاملات الحسنة فمن كان مستطيعاً فمطل الغني ظلم كم من الناس من هو مستطيع لقضاء الديون لكن يؤجل ويماطل التجار ويماطل من استدان منهم بحجة أنه وأنه اتقواْ الله إن كنت مستطيعاً فأعطي التاجر ماله وأرجع المال إلى صاحبه ولا تماطله وأنت مستطيع فإن النبي سمى ذالك من الظلم وبالمقابل من كان معسراً فما أحوج التجار إلى أن ينظرواْ إلى إعساره وإلى أن يحرصواْ على الصبر والمصابرة.

معاشر اليمنيين " الأوضاع عظيمة والأوضاع يعلوها ما يعلوها فإذا وجد وحرص هذا من جهته وهذا من جهته التاجر من جهته والذي استدان من جهته على التقارب في ذالك إن هذا من معالم الخير والصلاح في المجتمعات الإسلامية فأحسنواْ أيها التجار اصبرواْ على المعسرين..

فكم من الأصدقاء ساءت المعاملة مع صديقه لإساءة قول زل بها ولإساءة فعل تحرك بها فساء خلقه وتغيرت معالم أخلاقه وصار إلى أسوء حال يعلوها الظلم في الأقوال والغيبة في البعد والنميمة في الحاضر والمآل كم من الأصدقاء بمجرد كلمة هتف بها صديقه وزل بها لسانه هجره وتركه وأرسل لسانه عليه بالقضاء فكان بالكيل كيلين وبالإثنين ثلاثة وأربعة فساءت المعاملة بمجرد كلمة قالها أو بمجرد سوء فعل تصرف به فهدم كل معالم الخير الأولى وهدم معالم الصداقة الأولى بمجرد كلمات قيلت وأفعال مضت.
أين الصبر والمصابرة؟
أين التجاوز والإعفاء؟
،، فاعفواْ واصفحواْ حتى يأتي الله بأمره ألآ تحبون أن يغفر الله لكم،،

فأين المعاملة؟
وأي صداقة تقوم على الخير وتنشأ على الدين ويكون معالمها وقواعدها ثابتة بمعالم وقواعد الإسلام فإن مبدأ الصداقة تحط قدمها في الدنيا وتحط رحلها في جنة عرضها السماوات والأرض *﴿ ٱلْأَخِلَّآءُ يَوْمَئِذٍۭ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلْمُتَّقِينَ ﴾*

وهكذا الصداقة التي تقوم على إقامة الشرور وعلى إقامة البلاء والدبور من سرقة للممتلكات ومن نهبٍ للأراضي والدور ومن تعامل بسوء المعاملة فإن حط قدمها هاهنا ونهايتها قد تكون في نار وقودها الناس والحجارة أجارني الله وإياكم منها، فالأصدقاء والخلان يا معاشر شباب الإسلام أنتم زهرة هذه البلاد وأنتم رونقوها وجمالها وأنتم عدتها وعتادها فلتكن أخوتكم قائمة على الخير وصفائكم قائم على الهدى ومعاملتكم قائمة على مافيه الصلاح إياكم أن تكون الصداقة قائمة على متابعات الفديوهات الماجنة التي يعلوها الأراذل ويتصفحها ضعفاء الإيمان ويقبل عليها من لا خوف لهم ولا مراقبة لله.

أيها الأصدقاء لبعضكم البعض احرصواْ أن تكونواْ عوناً لبعضكم على المحافظة على الصلاة وعلى المحافظة على الدين وعلى البعد عن المخالفات لتعلمواْ أن رونق المصاحبة والمصادقة لهو صفاء في القلوب وسعادة في المجالسة وأخلاء في المصادقة إن كان في الحضر فهي أنفاس تتجاذبها اللقاء وإن كان في السفر فهي أنفاس يخطر في ذكرياتها ومعتصراتها أمور حميدة يتذكرها البعض من الآخر إحذر أن تكون مع صديقك مثبطاً له عن الصلاة ومتكاسلاً له عن العبادة بحجة أن الدين فيه تشدد وبحجة أن الدين فيه تزمت فدينك الإسلام هو معلم فلاحك وهو علامة صلاحك وهو علامة فوزك ونجاحك آما ترضى أن تكون لله عبداً آما ترضى أن تكون لله ساجداً آما ترضى أن تكون لله خاضعاً تذكر النعم *﴿ وَفِىٓ أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾*

من الذي أوجدك من العدم وأوجدك بعد أن لم تكن شيئاً وجعلك من أهل الإسلام والإيمان إنه الله فحق لك أن تعبده وأن تفتخر بمعالم هذا الدين وأن تكون من أهله ومناصره إذاً من حسن معاملته صلى الله عليه وسلم إنها المعاملة الحسنة مع الأصدقاء، إنها المعاملة الحسنة مع صحابته كيف لا والصحابة هو أنقى المجتمع وأفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل إنهم صحابة هذا النبي الأمين رضي الله تعالى عنهم أجمعين ورضي الله عن آل بيته أجمعين فكلا الأمرين معالم من معالم حبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذاً فأحسنواْ المعاملة مع الأصدقاء وكونواْ عوناً لأصدقائكم مع بعضكم البعض.

معاشر أهل الإسلام، معاشر أمة محمد إن من صفاته وسيرته ومن مواقفه العطرة إنه الدعوة إلى مراقبة الله في السر والعلن ولقد جاء في الصحيحين بل الحديث رواه السبعة أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: « سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه »

إنها المراقبة لله التي لا يراقب فيها العبد مخلوقاً من المخلوقين ولا يراقب قلبه فيها عبداً من العباد إنه يراقب فيها ربه فلا يرضى أن يراه الله في معصية يقودها ولا في منكر يسعى إليه بل يسعى لإصلاح حاله مع الله لا ينظر إلى فلان أن يراه ولا ينظر إلى فلان أن يسمعه بل ينظر إلى الله الذي هو حي قيوم لا يريد أن يراه الله وهو على معصية يعملها أو على بدعة يقيم شيعتها ويظهرها أو على مخالفة يقوم بها ويدعواْ إليها بل خائف من الله ومراقب لله في السر والعلن احذر أيها المسلم فإن ديننا له وجه واحد لا يتقلب كالفخاخ صاحبه فتارة يكون على كذا أو كذا بل الدين معلم واحد وصراط مستقيم وحياة قويمة جعلني الله وإياكم من أهله ومن قواده ورواده فالله الله في حسن المراقبة لله احذر أن يراك الله في معصية.

معاشر أهل الإسلام " كم ترى من المسلمين لا يحب أن يراه مخلوقاً آخر على معصية قام بها أو على ذنب ارتكبه لأنه يخاف من لومه أو من التشهير بحاله أليس الله عز وجل أحق أن يخاف الناس منه أين المراقبة لله؟ فليكن عندك في قلبك وفي ظاهرك وباطنك في سرك وعلانيتك قوة المراقبة لله والوجل.

أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين

عنهم ويجهلون عليَّ وهو يخبر أيضاً أنه يحسن إليهم ويسيئون إليه فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأن كنت كما قلت فكأنما تصفهم المل وليكننّ لك من الله عليهم ظهير

أي نصير انظرواْ إلى حسن المعاملة في دعوته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو يدعواْ إلى حسن المعاملة بالرغم بأن صاحب هذه المعاملة وهو يخبر الرسول عن سوء المعاملة التي يجدها من أقربائه هو يحلم عنهم وهم يسيئون إليه، يحسن ويسيئون ويحلم ويجهلون وهذه صفات سيئة فيهم إلا أنه يدعوه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى ما سمعتم.

وهكذا إن حسن معاملته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عمت الناس كلهم فانظرواْ إلى معاملته في خطاباته مع الناس فهو يدعواْ إلى الرحمة ويدعواْ صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يسر الدين وسهولته بالضوابط التي جاء بها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم معاملته حسنة، انظر إلى معاملته الحسنة مع جيرانه صلى الله عليه وعلى آله وسلم انظرواْ إلى معاملته الحسنة مع أزواجه إلى معاملته الحسنة مع المجتمع كله فمعاملته مع جيرانه إنها ضربت أقوى الأمثلة وأروعها وضربت أصفاها وأنقاها وأجلّها فهاهو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حريص أشد الحرص على جيرانه فيما ينفعهم ويقربهم إلى الله ويدعوهم إلى ما فيه الخير والسداد يأتي إلى أحد اليهود غلام يهودي فيأتي إليه النبي يزوره وهو على فراش الموت فيقول له النبي يا غلام قل لا إله إلا الله فينظر الغلام إلى أبيه وأبوه عنده فنظر الغلام إلى أبيه فقال أبوه أطع أبا القاسم فقال الغلام أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فخرج النبي وهو يقول الحمدلله الذي أنقذه من النار إنه حسن المعاملة بما فيه الخير اليهود والنصارى أعداء ديننا وملتنا وأعداء قيمنا وأخلاقنا وأعداء إخوتنا وصفائها لكن النبي يحسن بما فيه الخير إلى جيرانه وهو كما سمعتم يدعوه إلى الإسلام.. يدعوه إلى الإسلام لو ننظر إلى معاملتنا الآن مع جيراننا لرأيتموها معاملة صفاتها التقصير إلا من رحم الله فأحسنواْ المعاملة مع الجيران واعلمواْ أنها من سيرته الحسنة ومن مواقفه العظيمة ومن أوصافه الكبيرة ومن أخلاقه الجسيمة صفة تحلى بها فكسب بها القلوب البعيدة وكسب بها القلوب القاسية الغافلة فقادها إلى سبيل الخير وأخذ بنواصيها إلى معالم الهدى وصار بساقها إلى جنة عرضها السماوات والأرض فكانت معاملته حسنة مع جيرانه.

كم من الجيران يشكواْ من جاره من سوء معاملاته القولية وسوء معاملاته الفعلية فلا أحسن إلى جيرانه في قوله ولا كف عنهم الأذى في فعله بل فعل الأفاعيل التي قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم « والله لا يؤمن.. والله لا يؤمن.. والله لا يؤمن قيل من يارسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه » انظرواْ إلى نفي كمال الإيمان عند هذا الصنف لا يؤمن يقسم ثلاث مرات والحالف هو رسول الرحمة والهدى لا يحلف إلا على أمر عظيم ولا يقسم إلا لحدث جلل كبير وأي حدث جلل في سوء المعاملة بين الجار وجاره في باب المعاملة مع الجيران فالله الله إحسنواْ المعاملة.. إحسنواْ المعاملة وتفقدواْ وانظرواْ إلى ما يجب لكم أمام جيرانكم.

وإن حسن معاملته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنها تتمثل في جميع حياة الناس وأمورهم فهاهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحسن المعاملة أيضاً حتى مع خصومه فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأتي إليه أحدهم ويستأذنه في ضرب عنق عبدالله ابن أبي فيقول لا لأن لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه حسن معاملة وحسن تصرف سديد قوي رشيد كيف لا وهو صلى الله عليه وسلم القائد للخير والعلم الكبير للأمة إلى ما فيه صلاحها وإلى ما فيه استقامتها وإلى ما فيه برها معاملة الحسنة أيضاً مع منهم له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الأصحاب فمعاملته لهم معاملة عالية راقية صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأتي إليه سلمان الفارسي الذي خاض كثيراً من الأرض ومشى على كيلوهات من الأرض قطعها بحثاً عن الحق ونظراً في معالم الحق وأنواره فيرتقي من ظلمات إلى ظلمات حتى وصل إلى نور الإسلام وشعاع الخير فانتقل من يهودية إلى نصرانية وهكذا انتقل من معالم كثيرة وكلها ظلمات لكنه يبحث عن الحق حتى وصل إلى نور الإسلام الذي يشع خيره إلى القلوب فيقشع ظلمات الجهل والبدع والشركيات ويستبدلها بنور الطاعات والقربات فيأتي إليه سلمان بعد أن كان سلمان عبداً وطلب سيده منه إن أراد أن يعتقه أن يعطيه ثلاثمائة من النخل وأن يقوم بزراعتها فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يقوم بزراعتها ويدعوه أنه لا يضع النخلة حتى يخبر الرسول بذالك فيأتي سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه إلى رسول الله وإذا بالرسول يشرك على بالزرع ويقوم بالدعاء والتبريك فتنشأ الزراعة نشأة طيبة هذه هي المعاملة الحسنة مع الأصدقاء.

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*مواقف وعبر من سيرة خير*
*البشر صلى الله عليه وسلم* 4️⃣
*للشيخ/ وهبان بن مرشد المودعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أجارني الله وإياكم والمسلمين أجمع من البدع ومن الضلالات ومن النار.

أيها المسلمون عباد الله " إن التكلم على سيرة رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنها ذات شجون كيف لا وهو التكلم على أفضل خلق الله وهذه هي خطبتنا الرابعة التي هي من مواقف وعبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أيها المسلمون عباد الله
" ما أجمل أن يسمع المسلمون الحديث عن نبيهم وما أجمل أن يسمع المسلمون وأن تطرق هذه المواضيع وتسمعها آذانهم وهم يسمعون المواقف العظيمة ويسمعون الأحداث الطيبة المباركة التي كان عليها نبيهم صلى الله عليه وسلم فإن التكلم عليه يزداد به الإيمان ويسعد بها العباد الخلص من عباد الرحمن ويجد المجتمع كله عين السعادة والفلاح والنجاح إن اقتدواْ واهتدواْ بهديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال الله عز وجل *﴿ وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَٰمَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَٰنُكُمْ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾*
وقال سبحانه *﴿ ۞ وَٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا۟ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِين ﴾*
ودعا سبحانه وتعالى أيضاً في كتابه الكريم إلى الصفات الحميدة التي هي صفات جمة عظيمة قال محذراً ومنبهاً وداعياً *﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾﴿ ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُوا۟ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴾﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾﴿ أَلَا يَظُنُّ أُو۟لَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ﴾﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾﴿ يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾*

وقال عز وجل أيضاً مبيناً الصفات الحميدة التي من عمل بها اتصف بصفات جمة حسنة وكبيرة وعظيمة لما فيها من المصالح للبشر ولما فيها من المصالح لفعلها التامة ممن فعلها قال الله عز وجل *﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ ﴾*
وهكذا أيضاً ذكر عز وجل من الصفات العظيمة التي يتصف بها الخلق والبشر وهي من باب أولى في رسولهم ونبيهم أعني أنه متصف بها إنها صفة التعاون على البر والتقوى *﴿ وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ﴾*

وهكذا أيضاً دعا سبحانه وتعالى عباده إلى أن يحرصواْ أن يكونواْ أشد إقتداء بنبيهم ومشياً على طريقته وأن يحذرواْ المخالفة على هديه *﴿ فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾*
ودعوته سبحانه وتعالى لعباده أن يقتدواْ بهذا النبي وأن يكونواْ ممن إهتدى بهديه ومشى على سنته وأثره إنما لأنه رسول مرسل من عند الله كلامه حق وقوله صدق صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

معاشر المسلمين " إن من المواقف الحميدة ومن الصفات العظيمة التي اتصف بها هذا الرسول الأمين إنها صفة حسن المعاملة مع الناس فصفاته صلى الله عليه وسلم فهو حسن المعاملة مع الناس بقوله وبفعله فلقد جاء في مسلم من حديث أبي هريرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إن لي أقرباء أصلهم ويقطعونني وأحلم

كله يسعى للإصلاح ويسعى لتهدئة الوضع والحال لا يسعى إلا لما فيه الخير والصلاح أين نحن من هذه الصفة العظيمة وهي صفة الإصلاح وصفة تهدئة الوضع وإخماد نار الفتنة المشتعلة شعبها أين الحرص على لمّ الشمل وتوحيد الكلمة والصفح.

فكم من الناس اتصف بأقبح الصفات وأنداها وهي صفة التعامل السيئ إما بالغيبة والنميمة التي تشعل معالم الفتن وتقود حرارتها وتزيد نارها شعلة ووقوداً أين من يسعى إلى ما فيه الخير والصلاح للناس؟ أهناك من الناس من لا يهمه أن يقوم الصلح في أوساط المجتمعات بل يسعى جاداً للتفريق فيما بين الأسر إما بين المرأة وزوجها وإما بين الأب وأبنائه وإما بين الجيران وإما بين المسلمين مع بعضهم البعض والشاهد على ذالك قفواْ وانظرواْ إلى أحوال أسر تئنَّ من السحر من جهة المرأة مع زوجها فكم من أسر تشكواْ من السحر الذي تشتعل نيرانه وتضترم في البيوت لأن فلان يريد أن يفرق بين المرأة وزوجها وبين الزوج وزوجته حقد دفين في قلبه أراد أن يطفئ حرارته بالذهاب إلى من يكون سبباً في التفرقة بين المرأة وزوجها.

فكم من أسر تشكواْ وتئنَّ وكم من أزواج يشكون ويئنون من قوة ما يعانونه من السحر الذي سعى إليه من لا خوف في قلبه ولا مراقبة ولا تضرع ولا إنابة فسعى للتفريق بين هذه المرأة ربما هدم معالم الأسرة وقد قيم الأولاد على ساق الوجود بفضل الله وصارت البيت قائمة بأركانها وقائمة بأعضائها وأحفادها فيسعى للتفرقة جاداً إما لكلمة قيلت أو لأمر أراده وما حقق له وهذا من الشر المستطير والإلحاد المبين.

وكم من رجل أشعله في قلبه الحسد فتعامل بالسحر للتاجر مع ماله فأراد أن يفرق بين التاجر والمال بأحقاد نفسية وأحقاد ضغينة حاسدة حاقدة أين الرحمة القلبية؟ أين المراقبة لله والخوف والوجل من الله؟
فمن صفاته صلى الله عليه وسلم ومواقفه أنه حريص على الإصلاح كلما سمع بذالك سعى إلى إخماده وسعى إلى الإصلاح في المجتمعات كلها فأين نحن من الانقياد والاهتداء بهدية والاقتفى لأثره صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ختاماً إن حرصنا على الاقتداء به والسير بطريقته والاهتداء بأثره من العلامات الناجحة في حياتنا فمن أراد أن يكون ناجحاً حياته ناجحاً في أقواله ناجحاً في أعماله موفقاً مسدداً من الله فيحرص على ما دعي إليه وليقتفي الأثر بأثر رسول الله والمشي على هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم آما تجد في سيرته وفي مواقفه إنها سيرة لا تستطيع القبائل بأعرافها ولا الأفراد بذكائها ولا المجتمعات بتقنيها وتقدمها أن تأتي بأفضل مما جاء به صلى الله عليه وسلم بل كل من جاء بأي طريق من الطرق التي تبين الشهامة والقيم والأخلاق فإنه إن لم يستقيها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلن يجد قوله عدل ولا فعله سداد ولا أمره قويم فمن أراد الاقتداء العظيم والرفعة السامية في الحياة فليكن رسولنا صلى الله عليه وسلم هو محل القدوة وهو المحل الأعظم المبجل الذي يُقتدى بهديه ويُمشى على أثره وينظر في أقواله وأفعاله فيعمل بها فما سُمع قول من قوله وعمل به إلا وجد الناس خيراً ووجد الناس براً وتقاً وما خولف صلى الله عليه في قول قاله أو فعل فعله إلا وجد الناس شراً في حياتهم وبعد مماتهم إلا أن يتغمدهم الرب برحمة منه وفضل
اسأل الله العظيم بمنه وكرمه وبفضله وإحسانه أن يوفقني وإياكم إلى ما فيه الخير والسداد
اللهم أصلح أحوال عبادك يارب العالمين
اللهم أمنا
اللهم أمّن بلادنا بأمانك
اللهم وفق هذه البلاد إلى الخير والسداد
اللهم ألف بين قلوب عبادك على الخير ووحد صفوفهم على الهدى
اللهم اشفي مرضى المسلمين وارحم الأموات يارب العالمين ووفقنا وإخواننا إلى ما فيه الخير والسداد إنك سميع مجيب الدعاء
وصلَّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

ويقدم الأعرابي الأسئلة ومع ذالك يتواضع صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الإجابة القولية وفي الأخلاق الحميدة، يأتي إليه أحدهم وقد قسم صلى الله عليه وسلم المغانم وإذا بردائه على كتفه فيسحب رداء رسول الله حتى يؤثر الرداء من على منكبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيلتفت إليه فيقول الأعرابي يا محمد أعطني فليس هو من مالك ولا من مال أبيك ولكنه بادر القول بحسن التواضع في قوله وفعله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

خذواْ من صفاته فستجدواْ أن صفاته صفات عظيمة تحلى بها وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه قولواْ بواقعنا وبأحوالنا كم من أناس أعطى الله لهم المال وبسط لهم الرزق فأنفواْ بأنفسهم وتكبرواْ على غيرهم وأفتخرواْ على غيرهم وصارت لعاعة الدنيا هي التي تتحكم في عقولهم وصارت الدنيا هي التي تصرف عقولهم من قمة التواضع إلى ردائة الكبر والفخر والعجب والغرور بالرغم بأنها صفة ذميمة وصفة مشينة فتواضع إن كنت ذا مال فتواضع فإن التواضع صفة جمة وصفة عظيمة وصفة من تخلق بها أحبته القلوب وحنت إليه القلوب مطواعاً لا كرهاً ومن تكبر وتفاخر ابتعدت القلوب عن حبه إلا مجاملة ومداهنة فالتواضع صفة عظيمة وصفة كبيرة فإن كنت ذا منصب في الحياة فاحذر الكبر والعجب والغرور فإنه داء فتاك ومرض قاتل للنعم فما دامت النعمة لمتكبر وما دام الخير لمتكبر فالصفة وهي صفة التواضع إحرص عليها إن كنت ذا وجاهة في الأرض فاعلم أن الذي أعطاك الوجاهة هو الله قادر أن يسلبها فكم أذل من عزيز، وكم أضعف من قوي فتغير الأحوال بيده وتغير الخلق بيده، فبيده تقليب الأحوال والأمور فأنت اليوم قوي قادر أن يجعلك ضعيفاً فتخلق وتواضع لإخوانك ولعباد الله الكبرياء من صفات الرحمن فلا تنازع الرحمن في صفاته فإن من نازعه فيما هو من خصائصه أذله، ومن نازعه فيما هو من صفاته الكريمة قهره وأبعده فقد تكبر عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان وانظر إلى عظيم ما اتصف به إبليس من كبريائه عن سجدة لله أمر بها فتركها ولم يقابلها بالإنطياع والقبول فدحر من مكان علي وإذهب به إلى مكان سافل ردي ذهب من مكان رحمة وعلو إلى مكان غضب ولعنة فالصفة العظيمة إنها صفة التواضع والتخلق بالأخلاق الحسنة لأنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اتصف بها وتحلى بها فاحرص عليها أيها العبد المسلم واعلم من أين جئت وإلى أين منتهاك، فأنت جئت من نطفة وقبلها لم تكن شيئاً مذكوراً وتصير إلى تربة يعلوها ما يعلوها من طينة القبور وظلمة اللحود وتصير بعدها إلى علام الغيوب في موقف مشهود وفي موقف عظيم ثم تصير فيه إلى ما قدمته من العمل إما إلى نار حامية أجارني الله وإياكم منها وإما إلى جنة عالية جعلنا الله وإياكم من سكانها وروادها فانظرواْ أيها الأخوة إلى هذا الخلق العظيم وإلى هذا الموقف الكبير منه صلى الله عليه وسلم في سيرته إنه موقف التواضع فليكن لنا عبرة وطريق نمشي بما مشى عليه هذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم

أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين
وبعد معاشر المسلمين " ومن الأمور الحميدة والصفات الكبيرة التي تحلى بها هذا النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنها صفة تعظيمه لحرمات الله إنها الصفة العظيمة فكان معظماً للحرمات تقول زوجته عائشة رضي الله عنها إنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يغضب إلا إذا أنتهكت الحرمات حرمات ربنا غضب صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنها صفة الغيرة إذا أنتهكت الحرمات، إنها صفة الغيرة إذا رأى المخالفات إنها صفة الغيرة إذا رأى من يخالف شرع ربنا انظرواْ أين نحن من هذه الصفة ومن هذه المنقبة الحميدة العظيمة فكم من الآباء من يرى المخالفات منتشرة في أسرته وأبنائه لا يرفع لذالك رأساً.

وكم من الأزواج من لربما تساهل في أمر المخالفات يراها موجودة بلا نكير منه بينما لو تأخر عنه الطعام في بيته دقائق معدودة لسمع في البيت ارتفاع صوته بالسباب والشتام واللعان والتهديد وربما الضرب إلى غير ذالك لأنه انتهك حق من حقوقه أو أضعف في شيء من حقوقه بينما يرى الصلاة لا تقام في بيته إلا بالتهاون والتكاسل وكأن الأمر لا يعنيه بينما تراه في أموره الخاصة يشتعل قلبه ويشتعل لسانه بأقوى وأقبح أنواع السباب والشتام فأين الغيرة والغضب إذا رأيت المخالفات إما في البيوت أو رأيت المخالفات على الأفراد أو رأيت المخالفات على من هم تحت يدك فالغيرة على دين الله من المعالم الحميدة والمعالم الكريمة الكبيرة.

ومن الصفات التي اتصف بها صلى الله عليه وسلم وهي لنا عبرة إنها صفة الإصلاح بين الناس هاهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبلغ أنه حصل في أهل قباء خلاف ووصل بهم الحد إلى أن يرتجمواْ بالحجارة فيقول صلى الله عليه وسلم هلمواْ لنقوم بالصلح بينهم فيتجه للإصلاح بينهم صلى الله عليه وسلم إنها الرحمة النبوية في حل الخلافات القبلية أو في حل الخلافات أيضاً الأسرية في حل خلافات المجتمع

مقداماً إلى الخير ومقداماً إلى فعل الطاعات تجعل صاحبها معتمداً على الله لا على غيره، تجعل صاحبها واثقاً بالله لا واثقاً بغيره، تجعل صاحبها يعلم أن كل الأحوال بيد خالقه تعالى فيتوكل على الله في سره وجهره في ظاهره وباطنه في سفره وحضره، إن قوة التوكل على الله تورث الشجاعة القلبية بالحق، إن قوة التوكل على الله تجعل أصحابها لا يوافقون على الخوف من فقر مادة ولا من فقر حاجة تجعل أصحابها أصحاب قلوب حية لأنهم متوكلون على الذي بيده الأمر كله وإليه يرجع الخلق كلهم.

هاهو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يكون مع صحابته في بعض أسفاره فيتجه الصحابة رضي الله عنهم كل واحد يتجه إلى شجرة من الأشجار ليعلق عليها سيفه وليهدأ تحتها ويهدأ باله من قوة متعب السفر وضيقه فيعلق النبي صلى الله عليه وسلم سيفه على شجرة فيأتي رجل من الأعراب على غير ملة الإسلام يعلو في قلبه في بداية أمره الحقد الدفين ويعلوه البغض الأكبر اللعين يعلو في قلبه الحقد الكبير على نبينا صلى الله عليه وسلم فإذا بالنبي تهدأ عينه ويريد أن ينام فيأتي الأعرابي إلى سيف رسول الله ويسله من الشجرة ويرفع صاهلاً صوت سيف رسول الله وإذا به يوقظ الرسول صلى الله عليه وسلم وقد شهر الأعرابي سيفه وارتفع لمعانه واتخيلواْ هذا الموقف الذي يبين عظيم أمره من خلال ما تسمع من أخباره فيرفع الأعرابي سيفه ويقول يا محمد من ينقذك مني؟ إنها كلمة تبين قوة العجب والغرور وتبين قوة الإعتماد على النفس وتبين الحقد الدفين الذي تحلى به هذا على رسولنا الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا به يرفع سيفه ويرفع معه صوته بقوله يا محمد من ينقذك مني فيتجلى قوة التوكل على الله والاعتماد على الله والثقة بالله ويرفع صلى الله عليه وسلم إصبعه ويقول له الله، أي سينقذني منك يا أعرابي لم يلتجئ إلى الذوات ولا إلى الأشخاص البشرية ولم يعلوه الخوف والرعب كحالة البشرية وإنما تجلى قوة التوكل في قلبه على الله وقوة الاعتماد على الله، إن الله عز وجل هو حي قيوم خلق الخلق وهو ربهم وإلههم وإذا بالأعرابي يسمع هذه الكلمة التي تقرع القلوب قرعاً وتحرك الضمائر وتسوقها فيسقط السيف من يد الأعرابي ويسير إلى الأرض منطرحاً فيأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع سيفه ويقول له يا أعرابي من ينقذك مني الآن فيرتفع الأعرابي لأن التوكل لا يحتمل في قلبه لأنه لا يزال على ماهو عليه فيقول الأعرابي يا محمد كن خير آخذ.. كن خير آخذ انظرواْ الآن إلى قوة توكل نبينا على ربه وإلى ضعف مايجده هذا الأعرابي من الوهن والانحطاط فيقول يا محمد كن خير آخذ ولكن كرمه العظيم وصفته الجمة ورحمته العظيمة يترك الأعرابي ثم يذهب الأعرابي في سبيله وهو يقول لا أقاتلك في قوم يقاتلونك أبداً إنه قوة التوكل على الله الذي تحلى به هذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

معاشر المسلمين " قيسو أحوال قلوبنا في اعتمادها وتوكلها على الله صارت في هذه الأيام صار توكل البعض على الله ضعيف وصار البعض إن توكل على الله ففي توكله دخل وخلل فأين الاعتماد على الله؟ أين التوكل على الله؟ إحذر من الإتكال على النفس والمال والذات والجاه والمنصب وليكن توكلك على الله أعظم وأجل وأكبر فأمرك بيده وتصرفاتك يصرفها كيف يشاء،، يقلب الله الليل والنهار إن في ذالك لعبرة لأولي الأبصار،، فتوكلواْ على الله وثقواْ بالله واعتمدواْ على الله وارجعواْ إليه، فإليه المرجع وإليه المآب.

إن من المواقف والعبر في سيرته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنها مواقف جمة ومواقف عظيمة كبيرة فمن مواقفه ومن الصفات الحميدة له صلى الله عليه وسلم إنها صفة التواضع الذي تحلى بها صلى الله عليه وسلم صفة عظيمة كبيرة افتقدها بعض الناس وانخرط عنها بعض الناس هاهو صلى الله عليه وسلم إنه أمام الأنبياء والمرسلين إنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي قال عن نفسه « أنا سيد ولد آدم ولا فخر » إنه صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه..،، سبحان الذي أسرى بعبده..،، مرتبة عالية وكبيرة عظيمة لم ينلها أحد من البشر قط ولم ينلها أحد من المخلوقات قط ومع ذالك اتصف بصفة التواضع واتصف بهذه الصفة العظيمة التي من تحلى بها رفع ومن تحلى بها نجي ومن انخرط عنها هلك وخاب.

هاهو أنس ابن مالك رضي الله عنه يمر على الصبيان ويسلم فيقول لقد كنت مع رسول الله ويمر على الصبيان ويسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاهو يأتي إلى الصغار وينادي أحدهم بقوله يا أبى عمير ما فعل النقير وهاهو متواضع صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مأكله متواضع في ملبسه متواضع في مشربه متواضع في أحكامه وأقواله يقول الحق ويعدل به ويقوله متواضعاً لربه سبحانه وتعالى لم يتحلى بصفة الكبر الذميم ولم يتحلى بصفة الكبر اللئيم بل كانت الحلة العظيمة الكبيرة إنها صفة التواضع فتراه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما يصف ذالك صحابته رضي الله عنهم يأتي الرجل فيتكلم معه، ويأتي الأعرابي من البادية فيتكلم معه

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*مواقف وعبر من سيرة خير*
*البشر صلى الله عليه وسلم* 3️⃣
*للشيخ/ وهبان بن مرشد المودعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين جميعاً النجاة من البدع والضلالات ومن النار.

معاشر المسلمين، معاشر السامعين " إننا نحمد الله عز وجل ونشكره على فضله وعلى نعمه الظاهرة والباطنة *﴿ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ﴾*

وإن من نعم الله سبحانه وتعالى ما أكرمنا به وأنعم علينا
من إرسال هذا الرسول الذي تحلى بأفضل الأخلاق وأعلاها واتصف بأعظم ما يتصف به البشر فهم تبع له في أخلاقهم وهم تبع له في حسن معاملتهم فما أحسن أحد المعاملة إلا ولنبينا الحظ الأوفر والأعظم منها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهذه هي خطبتنا الثالثة من مواقف وعبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أيها المسلمون " إن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اتصف بصفات جمة عظيمة من عمل بها وحرص على الإقتداء به وجد أنه في أعلى وأجل وأفضل المناقب الحميدة الكبيرة قال الله عز وجل في كتابه الكريم *﴿ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾*

وقال سبحانه *﴿۞ لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَٰحٍۭ بَيْنَ ٱلنَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾*
وقال الله عز وجل *﴿ ۞ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا ﴾*
وقال سبحانه *﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ ﴾*

وقال سبحانه وتعالى مخبراً أيضاً بصفات عظيمة وصفات كبيرة لهذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم *﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾*
وهكذا معاشر المسلمين " إن الواقف أمام سيرته صلى الله عليه وسلم يصاب بالعجب ويصاب بالدهشة على الأخلاق العالية والأخلاق الكبيرة التي حلي بها هذا الرسول وهذا النبي الأمين.

فمن مواقفه صلى الله عليه وسلم الحسنة ومن صفاته الجمة الكبيرة إنه قوة توكله على الله.. إنه قوة توكله على الله،، فإذا عزمت فتوكل على الله إنها الصفة العظيمة التي تكسوها التي تتحلى بها القلوب وتتصف بها القلوب الحية التي خالطها واتصف بها الأنبياء والرسل فالأنبياء والرسل هذه الصفة العظيمة وهذه الصفة الكبيرة أوتواْ الحظ الأوفر منها وهاهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضع هذه الصفة وهي صفة التوكل على الله تكون صفة متميزة متحلياً بها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم *﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ ﴾*

إنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين أقوى الأمثلة وأروعها وضرب المواقف العظيمة في قوة توكله على الله عز وجل فهاهو في الغار في الموقف العظيم الذي يبين عظيم توكله وثقته بالله وهو القائل « ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما » إنه التوكل العظيم إنها الثقة الكبيرة إنه حسن الثقة بالله والتوكل على الله التي تعتبر صفة تجعل صاحبها