"قُضِيَ الأَمرُ وَجَفَّ القَلَمُ" .

على غفلة زارها خريف ما .

‏"مِن نافِذَتي
أتَطلع في الساحة
ما أشبه أيامي بكِ أيّتها الأوراق!"

"قدَّمْتَ عُمركَ للأحلامِ قُربانًا،
لا خُنتَ عهدًا، ولا خادعتَ إنسانًا،
والآن تحملُ أحلامًا مَبْعَثرة،
هل هانَ حلمُك أم أنتَ الذي هُنا؟!"

"نحن المتأملين كثيرًا، المتحدثين قليلًا، الغير متعارفٍ علينا في اتحاد الطلبة أو على رأس الرحلات أو منظمّي الحفلات، الذين يعرفون الكثير لكنهم يفضلون الإنصات أكثر.
الذين يبتسمون حين يُطلب منهم أحد الحديث، لا يحفظون أرقام الهواتف ولا أسماء الشوارع، ولا عناوين العالم.
يحفظون فقط شكل السماء والأشجار، ووجوه العابرين، وملمس العشب، ورائحة الخبز، وتجاويف يد البائع، والزهرة التي تدلّت من منزلٍ أحدهم، وكلمة "أحبك" على الجدار، والطير الذي يحلّق فوقهم تمامًا."

ربما ..
الوداع لا يُنطَق، بل يُنزَف .

⁣"كيف للإنسان أن ينطق الوداع لتلك الأشياء التي يُحبها؟"

لم أعد أفرّق بين ما يحدث في الخارج،
وما يختمر في رأسي كحلمٍ بطيء الطهو.
المدينة تمشي على الأسفلت،
وأنا أمشي فوق سطرٍ هشٍّ في رأسي،
كأنني أعيش في كتابٍ يُعاد كتابته كلّ مساء.

في الواقع كنت أجلس على الكرسي ذاته،
أرتشفُ قهوتي التي بردت منذ فجرٍ نسي أن يُشرق،
لكن في داخلي..
كنتُ أطارد غيمةً سوداء تُخفي كنزًا،
وأتحدث مع ظلّي كما لو كان صديقًا قديماً
عاد من منفى دون ملامح.

النافذة أمامي تُطلّ على شارعٍ ضيّق،
لكنها في رأسي تُطلّ على محيطٍ
كلّ أمواجه رسائلُ لم تُفتَح بعد.
والقطار الذي يمرُّ في الجوار، بدا لي كحلمٍ لا يتوقف، يرحل دائمًا ولا يحملني معه أبدًا.

"تتكرّر في فلسطين كلمةُ مجزرة، وسيأتي يومٌ تُسقِط فيه الحروفُ نُقاطَها."

- أمي..
ها أنا الآن أتنقل بين ظلال الغربة والضياع،
أترقب عودة الحنان الذي كان يحيطني،
ذلك الحنان الذي شدّني إليه يومًا، وأعاد لي
نفسي الضائعة. 

- رَ |مِيتَا.

نحنُ ليسَ ما نُظهِرُهُ ، نحنُ كُلُّ ما نُخفيهِ .

يُدهشني وَقع الإعتِرافَات
حين تَتحرر مِن بعد كبت طوِيل.

كأنِّي أَضعُ
سِتارًا بينَ قلبي
والصَّوت ،
أنا الَّذي حينَ أخرُج
أُقابِلُ ضَجيجَ هذا
العالَم بِسمَّاعَة .

للتو خرجت
‏كل النصوص
‏الحزينة من أوراقي
‏اصطفّت حولي
‏كقضاة تُحاسبني
‏على كل وجعٍ
‏أودعته فيها.

ربّما الأشياء ليست بهذا السُوء،
ربّما عيناك مُرهقتان ليس إلا .

"وتُصبح إنسانًا هادئًا،
لا يُعكِّر صفوك ضجيجُ العالم،
ولا تُثيرك زحمةُ العابرين.
تلجأ إلى رُكنك الدافئ،
وزاويتك المُنعزلة، تنعمُ بوحدتك
وكأنها فُسحةُ العمرِ العَجول.

عندما لا تكونين موجودةً
من رُعب الواقع
أتلفتُ للخلفِ ألفَ مرةٍ
وللأمامِ أنظرُ ألفَ مرة
عندما تكونين قِبالي
أغدو صخرةً قوية
وبكامل هدوئي
أغفو على صدر الأرض.

- زكريا شيخ أحمد

“لا طاقة لدي،
ولكني أجاهد.“

تُربّى على الطاعة،
تُعلّم أن الانقياد هو السلام،
وأن التمرد هو الفوضى..
تتبع القواعد بلا سؤال،
تحجم أحلامك، تلتزم بالأدوار ..

لكن هذا الصمت،
هذا القيد غير المرئي،
هو الذي يقتل الحياة فيك..
كيف تختار أن تكون ظلًا
حين ولدت لتكون نورًا؟

- رَ |مِيتَا.

كيف أقنع كل هؤلاء المحيطين بي
أنني محاطة بك فقط؟

أنا لا أُبلي بلاءً حسنًا،
أنا فقط أُجاهد كي لا أسقط علنًا .

- رَ |مِيتَا.

" يُحاول الأنسان
عدداً هائِلاً ولا نهائيًا من المُحاولات
لكي يُصلح نَفسهُ كُل يَوم
يّقضي حَياتهُ محاولاً
لكي لا تَحولهُ الدُنيا لأسوء نُسخة منه" .