لقاءات المسجد المباشر

مسجد التقوي


(ثغر المراءه بين رساله البيت ورساله الامه)
        🌾 مع الدّاعية المُتميّزة :
🌱أ/شيماء بنت محمد الرفاعي🍃بارك الله فيها🌱

      🔆 بتاريخ : 20/8/2025
       🕋    26 صفر 1447

🎦 تسجيل (المجلس الخامس عشر) من
مُدارسة وتدبّر ﴿جزء قد سمع﴾

☜«اللقاء الاول » (لسورة الجمعه)


        🌾 مع الدّاعية المُتميّزة :
🌱أ/شيماء بنت محمد الرفاعي🍃بارك الله فيها🌱

      🔆 بتاريخ : 20/8/2025
       🕋    26 صفر 1447

✦﴿سورة الصف﴾:
حين يتحول الإيمان إلى صفوف متراصّة وعمل صادق

سورة الصف ليست مجرد آيات تدعو للجهاد في سبيل الله، بل هي منهج متكامل لإعداد الجيل الذي يحمل هذا الدين بصدق ويمثّله بقوة، في أي زمان ومكان، حتى يُظهِر الله به دين الحق على الدين كله.

1. صدق القول قبل قوة الفعل

منذ مطلع السورة، يقرع الخطاب الإلهي قلوب المؤمنين:

{يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون؟}

الآية تضع أول معيار للنصرة الحقيقية: الصدق بين القول والعمل. ليس في الإسلام مكان لخطابات الحماسة المجردة، ولا للشعارات الفارغة. فالذي يرفع راية الإسلام، ولا يلتزم بمقتضاها، إنما يخذل الصف قبل أن يبدأ القتال.

2. المؤامرة الكبرى: إطفاء النور

{يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}

تأمل في لفظة “ليطفئوا”… كلمة تُستعمل عادةً للنار، ولكن هنا هي مع الدين. وكأن الدين في قلوب المؤمنين شعلة حيّة، تتقد بالحرارة، وهذه الحرارة هي سر التضحيات والعطاء. والكفار لا يريدون فقط إضعاف الدين، بل القضاء عليه من جذوره.

وجاءت {ولو كره الكافرون} لتشمل كل صنوف الكفر، فكل كافر – على اختلاف مشربه – يكره أن يبقى للدين أثر في القيم والأخلاق والمجتمع. أما حين قال: {ولو كره المشركون} في موضع آخر، فالمشركون هم رأس الحربة في مواجهة الرسل عبر التاريخ.

3. دين الحق… لا يعرف الجغرافيا ولا الظروف

{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}

دين الله هو الحق المطلق، والحق لا يتغيّر باختلاف المكان أو الزمان. لا عذر لمن يعيش في الغرب أو في بيئة بعيدة عن أجواء الإسلام ويقول: “لا أستطيع أن أظهر ديني”. فالحق يُمارَس في مكة، والهند، والصين، وأي بقعة من الأرض. الأمر أشبه بقاعدة رياضية ثابتة: واحد زائد واحد يساوي اثنين، في أي مكان وزمان. إذا امتلأ قلب المؤمن باليقين أن هذا الدين هو الحق، انطلق به حيثما كان، وأظهره بلا تردد.

4. من التنظير إلى العمل: التجارة الرابحة

بعد أن نهى الله عن القول بلا فعل، جاء السؤال الحاسم:

{يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟}

إنه انتقال من الكلام إلى العمل، ومن الوعود إلى الصفقة الحقيقية بين العبد وربه. التجارة دائماً بين طرفين، لكن حين يكون طرفها الآخر هو الله، فهي تجارة لن تبور. وأول ربح فيها: النجاة من النار.

هنا يتضح الدافع الأصيل للبذل: النجاة الشخصية من العذاب، لا التفضل على الدين. حتى إذا خرج المؤمن للجهاد، يخرج لأنه محتاج إلى هذه النجاة، ساعياً لمقعد في الجنة.

5. الإيمان أولاً… والجهاد بمعناه الواسع

{تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم}

الإيمان هو المحرك الأول، والجهاد ليس مجرد قتال بالسيف. الجهاد أوسع: قتال، نصرة، كلمة حق، دعوة، تضحية بالمال والنفس والوقت. إنه بذل مستمر في سبيل أن يبقى نور الله مشتعلاً في الأرض

✍🏻الداعية:أ/شيماء بنت محمد الرفاعي

🎦 تسجيل (المجلس الثالث عشر) من
مُدارسة وتدبّر ﴿جزء قد سمع﴾

☜«اللقاء الأول » (لسورة الصف)


        🌾 مع الدّاعية المُتميّزة :
🌱أ/شيماء بنت محمد الرفاعي🍃بارك الله فيها🌱

      🔆 بتاريخ : 6/8/2025
       🕋  1447صفر 12

🎦 تسجيل (المَجلس الثاني عشر) من
مُدارسة وتدبّر ﴿جزء قد سمِع﴾

☜وهذا هو «اللّقاء الرابع والاخير» من ﴿سورة المُمتَحَِنَة﴾

        🌾 مع الدّاعية المُتميّزة :
🌱أ/شيماء بنت محمد الرفاعي🍃بارك الله فيها🌱

      🔆 بتاريخ : 23/7/2025
       🕋 28 محرم 1447

🌿 سورة الممتحنة: حين يُمحّص الله القلوب قبل النصر

في زمن اشتدّت فيه الحاجة إلى التمايز والتميّز، جاءت سورة الممتحنة، كأنها ميزانٌ إلهيّ، توزن به القلوب، وتُعرض فيه الولاءات، وتُختبر به العزائم.

ليست سورةً عابرة… بل هي عقد ولاء جديد، وميثاق شرف بين المؤمن وربّه.
إنها سورة تُعلّمك:
أن النصر ليس سلاحًا ولا عددًا، بل صدق ولاء، وصفاء قلب، وتمحيص عهد.

⸻

🔹 الولاء والبراء: عقيدة لا كراهية

من أول آية فيها، تُعلن السورة قانونها العلويّ:

“يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء…”

ليست المسألة خصومةً دنيوية… بل عداوة لله، فكيف تُجمّلها القلوب؟
إنها سورة تفكك جذور التبعية العاطفية، وتنتزع الحنين الباطل إلى ماضٍ وثنيّ، أو نسب جاهليّ، أو مصلحة دنيوية.

ولكنها تُعلّمك – في ذات الوقت – أن البراء لا يعني الحقد، بل هو موقفٌ لله، لا للهوى…
ولذلك قال إبراهيم عليه السلام:

“وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده”
⸻

🔹 الامتحان الحقيقي: حين تختار الولاء على القرابة

الامتحان الحقيقي ليس في الحرب، بل في لحظة التردد بين قلبك وقلب عدوّ الله.
في أن تُطعن من جهةٍ تحبها… أو تُؤذى من قريبٍ خذلك… أو ترى في “عدوك” أباك أو أمك أو ولدك…
ومع ذلك تظل ثابتًا، لأنك أحببت الله أكثر.

قال الله:

“قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه…”

فيا قلب المؤمن… لا تقل إنك مؤمن حتى تُمتحن.
وهذه السورة تمتحنك في أدق مواضع القلب: الولاء، والتبعية، والتعاطف، والخوف، والحنين.

⸻

🔹 بيعة النساء: القلب حين يعاهد النور

حين يفتح الله للناس باب الهجرة إلى الإسلام، لا بد من امتحان…
وهنا تأتي آية البيعة:

“إذا جاءك المؤمنات يبايعنك…”

عجيبة هذه البيعة!
فهي لا تطلب من المرأة سلاحًا ولا مالًا… بل تطلب:
• قلبًا طاهرًا من الشرك.
• لسانًا صادقًا لا يكذب.
• يدًا لا تمتد لجريمة.
• فِراشًا لا يدنّسه فاحشة.
• طاعةً في المعروف، لا في هوى الرجال.

كأن الله يقول:

إن الأمة لا تنهض إلا حين تُبايعها النساء على الطهر والنور والصدق.
فالمرأة هنا ليست تابعًا، بل حارسة قِيَم، وصانعة أجيال، وصوتًا في ميدان التزكية.

⸻

🔹 ولا يعصينك في معروف: درسٌ في الطاعة الراشدة

ما أعجب ختام بنود البيعة:

“ولا يعصينك في معروف”

فالرسول ﷺ لا يأمر إلا بمعروف، ولكن الله أراد أن يعلّمنا ضوابط الطاعة، حتى مع خير الخلق:
• طاعة في الحق، لا في الجبروت.
• طاعة راشدة، لا عمياء.
• طاعة لله، لا لمجرد البشر.

فإذا كانت الطاعة للرسول مقيدة بالمعروف، فكيف بمن دونه؟!
هنا تتجلّى روح الإسلام… حرية قلبية تُحب الطاعة لا الذل، وتخضع لله لا للبشر.

⸻

🔹 وآخر السورة: فاصل حاسم بين الصفين

تختم السورة بكلمة فاصلة:

“يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم…”

إنه تحذيرٌ من التباس الصفوف، وتلوّن القلوب.
فمن رضي بغضب الله عليهم، ومال قلبه نحوهم، فذاك امتحان خفيّ للإيمان.

إن الله لا يقبل نصف إيمان، ولا ولاءً مزدوجًا.
فإما أن تكون لله، أو تُترك في فتنتك.

⸻

✨ الرسالة الأخيرة من سورة الممتحنة:

يا قلب المؤمن…
إذا أردت النور، فلا بد من امتحان.
وإذا أردت النصر، فابدأ ببيعةٍ صادقةٍ في قلبك.

سورة الممتحنة ليست مجرد “أحكام”، بل هي سورة الصدق القلبي مع الله.

هي سورة الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، فنجحوا…

فكوني منهم.

✍🏻الداعيه شيماء بنت محمد الرفاعي