أسهل ما تملكه: أصعب ما تحافظ عليه .

كَمْ مِنْ ضَريرٍ لَهُ في العُمْرِ أُمْنِيَةٌ
أنْ تَنظُرَ العَينُ في القُرآنِ ما قِيلا
وكَـمْ أصَــمٍّ تَمَنَّــى أنْ لَــهُ أُذُنٌ
تُصْـغِي فَيَسْمَـعُ للقُـرآنِ تَرْتِيلا
وأنتَ تنعَمُ فـي سمْعٍ وفـي بَصرٍ
ولستَ تَرْضَى عن النَّعْماءِ تحْويلا
فكيف تهجرُ قرآنَ الهدى سفَهًا
بلا حياءٍ وقد فُضّلْتَ تفضيلا؟

من عجيب أمر القرآن الكريم أنه يفتح لك أبواب حفظه برفق ثم يظل يتفلّت من صدرك لا لينأى عنك بل ليشدّك إليه شدًّا حتى يكون هو أنفاسك في الليل ونورك في النهار ورفيق قلبك الذي لا يزاحمه أحد.

اللهم إنّا نُشهدك أن تجويع وخذلان
غزة منكر لا يرضيك ولا يرضينا
نبرأ إليك منه
فاللهم استعملنا لنصرتهم
واجعلنا ممن نصرهم لا من خذلهم
واجعل لهم من لدنك وليا واجعل
لهم من لدنك نصيرا .
فأنت نعم المولى ونعم النصير
ولا حول ولا قوة إلا بك .

ربّاهُ ما ضاقَت و أنتَ رجَاؤنا
‏ من حسبهُ مولاهُ كيفَ يخيبُ

الصبر ليس رفاهيةً بل مفتاح للوصول .

للمؤمن محطات ينتظر فيها الفرج كما ينتظر المسافر طلوع الفجر، وكما أنَّ الثمرة لا تنضج قبل اكتمال موسمها؛ فإنّ الفرج لا يكتمل أثره إلا حين يكون القلب قد تعلّم الصبر، الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ.}

التأخير ليس حرمانًا بل إعدادٌ لكل جميل، نحن نتطلع إلى الأخبار السارة ونُحصي الأيام ونُرهق القلب بالتساؤل: إلى متى؟
وقد يكون ما ننتظره في طريقه إلينا بخطوات هادئة ولكننا لا نراها.

وإذا البشائر لم تحن أوقاتها
فلحكمة عند الإله تأخرت
وغدًا سيجري دمع عينكَ فرحةً
وترى السحائبَ بالأماني أمطرَتْ

يارب نصرك

استبدلت حقيبة المدرسة بقطرات من الماء لتعيش
اللهم كُن لهم عونا ونصيرا
وأهلك يهود فإنهم لايعجزونك

لا تكن عبدَ عملك، بل عبدًا تَوَكَّل على الله .

كل الذين ركنوا إلى الله تعالى ما ضلّوا وما وهنُوا، فمَن اعتمد على الله سبحانه لم يضلّ ولم تضعف عزيمته، فالتوكّل على الله ليس معناه أن تجلس وتنتظر بل هو مزيج بين الأخذ بالأسباب والثقة الكاملة في أن توقيت الله هو المناسب.

السرّ هو أن تعمل وكأن النتيجة بيدك، لكن قلبك يعرف أنها بيد الله وحده، لا تيأس إذا تأخر ما تريد، فمَن جعل ثقته بالله أغناه الله عن الخلق أجمعين، اعمل بالأسباب وكأنها كل شيء وتوكّل على الله وكأنها ليست بشيء،
*إذا أوكلت أمرك لله فانتظر ما يُدهِشك وما لم تتوقعه.*

‏كل شيء يكون في غمضة عين،
إذا أراد الله:
الصعب يتيسر،
الأبواب تتفتح،
العافية تسري في الجسد،
الأرزاق تتدفق،
يقينك وحسن ظنك بالوهَّاب الرزاق
تنال فيه ما ظننت به سبحانه،
احرس قلبك من القنوط واليأس.
(وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ )

مَن التفت في صلاته التفت الله عنه .

الالتفات في الصلاة نوعان: التفات القلب بانشغاله بالدنيا والخواطر، والتفات البصر بصرف النظر أو الرأس عن القبلة بلا حاجة، وقد سُئل ﷺ عنه فقال: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.) فمَن شرد بصره تبعه قلبه وضاع الخشوع.

الخشوع يتحقق بثبات القلب والبصر معًا، ولا يزال الله تعالى مقبلًا على عبده ما دام العبد مقبلًا على صلاته، فإذا التفت أنقص جزءًا من صلاته،
*أعظم ما يعين على ذلك استحضار عظمة الله والوقوف بين يديه.*

‏" من ألطاف الله الخفية أن يُصرف عنك أمرًا أحببت ظاهره وجهلت باطنه، ليُنجيك منه ثم يهبك ما يليق بك … فـيرضيك .. فـلا تحزن "

زِنْ لسانك فإن الجراحَ بدايتُها كَلِمَة .

لا تتكلم قبل أن تفكر ولا تفعل قبل أن تتأكد، إن كان الكلام طيبًا ونافعًا فقُلْ؛ وإن كان سيئًا فالصمت أولى، وإن كان الفعل حسنًا فافعله؛ وإن كان فاسدًا فاتركه، دع صمتك للتفكر وكلامك للحكمة وسكوتك دليل وقار، فإن لم يكن في القول خير فالصمت أبلغ، قال ﷺ: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ، ما يَتَبَيَّنُ ما فيها، يَهْوِي بها في النَّارِ أبْعَدَ ما بيْنَ المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ.)

تروَّ في كلامك فليس الكل ينتظر حكمتك، وتأنَّ في فعلك فالحماس يوجب المواجع، *الصمت زينة لا تُفرّط بها مجانًا.*

‏(الدنيا سجن المؤمن
و جنة الكافر) رواه مسلم.

‏ذكروا أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي الديار المصرية، مَرَّ يوماً بالسوق في موكب عظيم، و هيئة جميلة، فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار و أثوابه ملطخة بالزيت، و هو في غاية الرثاثة، فقبض على لجام بغلته، و قال: أنت تزعم أن نبيكم قال::

‏ *"الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر"*. فأي سجن أنت فيه، و أي جنة أنا فيها.
‏فقال ابن حجر::
‏ *المؤمن بالنسبة لما أعده الله له في الآخرة من النعيم كأنه الآن في السجن، و الكافر بالنسبة لما أعده الله له في الآخرة من العذاب الأليم كأنه في جنة*،
‏ فأسلم اليهودي
‏
‏"فيض القدير".

لا سؤالَ عن زلةٍ فالمحبّةُ لا تَضيع .

العاقلُ لا يُدقِّق في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ مع أهله وأحبابه؛ لأنه يعلم أن التدقيق الزائد يفسد الود ويُورِثُ الجفاء، فليس كل خطأ يُعاتَب عليه ولا كل زلّة تُذكَر، فمَن أراد صفاء العلاقات وطِيب العِشرة فليكن واسع الصدر سريع العفو، الحياة لا تخلو من الزلات، والقلوب لا تخلو من النقص، الله تعالى يقول: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ.}

لو عاملنا الناس بما يستحقون لما بقي لنا صاحبٌ ولا قريب، والتّغافل عن الهفوات ليس ضعفًا بل هو فنٌ لا يُجيده إلا النبلاء الذين يقدمون المودة على المجادلة والسلام على الانتصار .

اللهم يارب :
السلامة والطمأنينة
لقلوبهم وأجسادهم .

‏وأنَّ الراحة كلّها في التسليم، أن تُسلِّم أمرك لله وقد قرَّ اليقين في قلبك أنَّه وإن لم يأتِ ما تُحب فإنِّه سيُيسِّر لك ما فيه خير لك، فتشعُر حينها أنَّك تأوي إلى ركن شديد.

إذا أحبك الله لم يُبْقِ لك سبيلاً إلا إليه .

إذا أحبّك الله اصطفاك وأعدّك لنفسه، فيملأُ قلبك بمحبته ويشغل لسانك بذكره فيكون أكثر كلامك تهليلًا وتعظيمًا ودعاء، ويجعل جوارحك خادمةً في طاعته،
الله تعالى يقول: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي.}

حين يحبك الله ينتقيك من بين الخلق؛ يجعل همّك فيه وكلامك له وعملك عنده فتغدو مِمَّن اصطفاه وربّاه وقرّبه، أعظم نعمة عليك أن يصطنعك الله تعالى لنفسه طاعة وعبادة ودعوة ورسالة فتنشأ على ذلك وتموت عليه.

والفاتحةُ رُقية وهي من أعظم ما يُرقى به المريض، فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء فإنَّ هذا لا بأس به .
ابن عثيمين الفتاوى .

حكم صلاة من يرفع أحد أعضائه السبعة عند السجود؟
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

‏"وغدًا سيجري
دمع عينك فرحةً
وترى السحائِب
بالأماني أمطرت"

كل شيء يُباعُ ويُشترى إلا الأخلاق .

الأخلاقُ مجموعة الصفات والسلوكيات الحميدة التي تميّز الإنسان في تعامله مع نفسه والناس، وتُظهر مدى حبه للخير والصواب مثل الصدق، الأمانة، التواضع، الوفاء، الإحسان، الصبر، الحياء، العدل، الكرم، الحلم.

أما مكارم الأخلاق: هي أشرف تلك الأخلاق وأرفعها قدرًا، وتدل على رُقيّ النفس وصفاء القلب، قال رسول الله ﷺ: (إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق.)
فكل حضارة راقية وكل مذهب أخلاقي، يحتفي بمكارم الأخلاق ويعتبرها أساسًا لبناء الإنسان والمجتمع، *فمِن أيهما أنت؟؟*

اللَّهُمَّ قد اشتدَّ البلاءُ بأهلنا في غـزَّة والسودان وأصابتهم البأساء والضرَّاء فارحم يا ربِّ ضعفهم وتولَّ أمرهم واشفِ مريضهم وتقبَّلْ شهيدهم وأطعِمْ جائعهم وألبِسْ عاريهم وأدفِءْ بردهم واكبِتْ عدوَّهم وفرِّجْ كُربتهم إنَّك بكلِّ شيءٍ عليمٍ، وعلىٰ كلِّ شيءٍ قدير

عبد الله بن عبد الرحمٰن الجبرين (1933م - 13 يوليو 2009م ) (1352 هـ - 20 رجب1430 هـ) عالم دين سعودي وفقيه إسلامي، حاصل على درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله، من مواليد قرية محيرقة في مدينة القويعية. وله العديد من الدروس والمحاضرات والمؤلفات، توفي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض يوم الاثنين 20 رجب1430 هـ عن عمر يقارب 77 سنة بعد أن عانى من المرض.[1]
رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة