اليوم عنا في غزة عيد
الناس اكلت جبنة ڤيتا وشربت شاي بسكر


الحمدلله على كل حال. 💙

مَن لم يعرِف قدرَ النّعمِ بوُجدانِها عرِفَها بوجودِ فُقدَانِها.

الحمد لله على أنفاسنا.

اللهم وهذه ساعةُ استجابة، نرفع إليك أكفًّا أثقلها الحزن والدمع، اللهم ارفع عنا هذا البلاء، وانظر إلينا بعين رحمتك، اللهم اقصم ظهر عدونا، واجعل بأسه بينه شديدًا، اللهم عليك بكل من خذلنا وتركنا نموت وحدنا، بكل من باع دماءنا، وصمّ آذانه عن صراخ أطفالنا، اللهم ليس لها من دونك كاشفة، فارفع عنا هذا الكرب، وهذا الظلم، وهذا القهر، يا الله، إنك على كل شيء قدير، فكن لنا معينًا ونصيرًا، واحمل عنا ما لا طاقة لنا به، فما لنا سواك يا أرحم الراحمين.

ادعولنا في اخر ساعات الجمعة 🥺💙

يارب يا ارحم الراحمين أنت أكبر منهم جميعهم ، أكبر من كل تخطيطهم ومن كل تدبيرهم ومن كل مكرهم

انت مولانا ولا مولى لهم ، نجنا من كيدهم وارحمنا من بطشهم 🥺🤲🏼

يوم الجمعة في غزة 💔

اللهم انتقم لأطفالنا ولعجزنا ولقهرنا ولقلة حيلتنا

استيقظتُ هذا الصباح على صوت بكاء صغيرتي مريم. ارتجف قلبي، وهرعت إليها كأي أب يملك من الدنيا قلبه فقط. سألتها بلهفة:
“ما بكِ يا مريم؟”
فهمست بصوت متهدج يخترق الروح:
“جوعانة يا بابا…”

نظرتُ نحو زوجتي، علّ في يدها ما يُشبع الجوع، فقالت وهي تحاول أن تُخفي عجزها:
“خلص الطحين.”

خرجتُ أبحث، لا عن طعام، بل عن أمل. مررت بالسوق الذي لم يعد سوقًا، بل مجرد بسطات متناثرة وأعين تبحث عن البقاء.
وفجأة، رأيت حشدًا من الناس يتجمعون بجنون، فسألت:
“ما الذي يحدث؟”
قالوا: “يبيعون طحينًا…”

ركضت بكل ما تبقى فيّ من طاقة. علِّي أسبق الجوع.
لكن حين وصلت، كان كل شيء قد انتهى.
قال البائع: “خلصنا… ما ضل.”
ترجيته: “حتى لو نصف كيلو؟ لطفلة صغيرة جائعة…”
قال معتذرًا: “اليوم لم تدخل مساعدات… وخلصت الكمية.”

سألته عن السعر، فصدمتني الإجابة كصفعة على وجه الكرامة:
“٧٠ شيكل للكيلو… يعني ٢٠ دولار!”
قلت: “لماذا؟!”
قال: “المفاوضات تعثرت…”

أي مفاوضات هذه التي تقرر أن تجوّع أطفالنا؟
أي حوار هذا الذي يحول حياة الناس إلى رماد؟
عدت إلى بيتي، مكسور الخاطر، مثقل الرأس.

وفي الطريق، لمحت بائعًا يبيع قطع بسكويت محشوة بالتمر.
تذكرت ضحكة مريم، فتبسمت رغم وجعي.
سألته: “كم القطعة؟”
قال: “٢٥ شيكل يعني ٨ دولار…”
أعطيته المبلغ، لكنه نظر إليه بازدراء وقال:
“هاي عملة قديمة، ما بتمشي.”

توسلته: “أرجوك… إنها لطفلتي الجائعة…”
قال: “أنا آسف…”

أخرجت ما لدي، أعطيته ورقة نقدية بقيمة خمسين شيكل، رفض.
رجعتُ إلى البيت خالي اليدين، مثقل الوجدان.

فوجدت زوجتي قد طبخت بعض الأرز، وجعلت تُطعم مريم.
ضحكت الطفلة وهي تأكل…
ضحكت، فابتسمتُ معها… ثم بكيت.

بكيت لأن وجبتنا الوحيدة اليوم، صارت سببًا للسعادة.
بكيت لأن الطفلة تضحك رغم الجوع، وأنا أبكي من العجز.

أيها القادة، أيتها الشعوب…
لا تزال هناك بقيّة من شعبٍ صامد،
استريحوا قليلاً… حتى لا تُفنى تلك البقية