في عالَم القصص الخرافية، تتراقص الصور الساحرة، من مَلِكات الشر إلى أميرات الحُسن، مرورًا بأقزامٍ مسحورة ووحوشٍ ضارية، وصولًا إلى نعال من زجاج، وتفاح مسموم، ومفاتيح تفتح أبواب العجائب، ومرايا تنطق بالأسرار. هذا السحر الآسر استوطن قلوب الكبار والصغار على مر العصور، وتجاوز حدود الثقافات، ليورث جيلًا بعد جيل، ويتجدد مع كل حكاية تُروى. قلَّما يمتلك فنٌّ أدبي قدرةَ الحكاية الخرافية على إلهام الوجدان وإشعال فتيل الخيال. فما هي الحكاية الخرافية؟ وما جذورها؟ وما مغزاها العميق؟ وما الذي تبوح به عن الأخلاق والجنس والمجتمع؟ في هذه المقدمة القصيرة والثرية، تغوص «مارينا وارنر» في أعماق هذا العالم العجيب، مستعرضةً كنوزًا من الروايات المبتكرة، وتسعى لتحديد ملامح هذا النوع الأدبي المتغير عبر الزمان. وبأمثلة برَّاقة، من كلاسيكيات «ذات الرداء الأحمر» و«سندريلا» و«الجميلة النائمة» إلى معالجاتٍ عصرية مِثل «بياض الثلج» لديزني، تُقدِّم دفاعًا قويًّا عن الحكاية الخرافية باعتبارها منجمًا ثريًّا للفهم الإنساني ومرآةً ثقافية بالغة الأهمية