لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا!

«من نوَّر الله قلبه وكشف الغطاء عن بصيرته، وعلم ما حباه الله من النعم، وما يجب عليه من الطاعة والشكر، وأفكر فيما يستقبل من أهوال يوم القيامة، وما يلقى العباد في تلك المواقف من الشدائد، وما يعاينوه من مساءلة الله عباده عن مثاقيل الذر، وعن الفتيل والقطمير كان حقيقًا بكثرة الحزن وطول البكاء.
قال الحسن -رحمه الله-: يحق لمن عرف أن الموت مورده والقيامة موعده، وأن الوقوف بين يدى الله مشهده، أن يطول في الدنيا حزنه!»..


[شرح صحيح البخاري، لابن بطال (١٠/ ١٩٦)]

باب ما جاء في تقنُّع رسول الله ﷺ

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: بينما نحن يومًا جلوسٌ في بيت أبي بكر -رضي الله عنه- في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: «هذا رسول الله ﷺ متقنعًا».


متقنعًا: مغطيًا رأسه، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "إنما فعله لحاجة التخفّي، وليست عادته".


#الشمائل_المحمدية

باب ما جاء في مِشية رسول الله ﷺ

عن علي -رضي الله عنه- إذا وصف النبيَّ ﷺ قال: «كان إذا مشى تقلَّع كأنما ينحطُّ من صبب»..


تقلَّع: يُنهِض قدمه بقوة ويمشي بقوة.
ينحطُّ من صبب: ينزل من مكان مرتفع.


#الشمائل_المحمدية

تُجاهدها أو تغلبُك؟

«لا يقوى العبد على نفسه إلا بتوفيق الله إياه وتوليه له، فمن عصمه الله وحفظه تولاه، ووقاه شُحَّ نفسه وشرها، قوّاه على مجاهدتها ومعاداتها.
ومن وكله إلى نفسه، غلبته وقهرته، وأَسرته وجرَّته إلى ما هو عين هلاكه»..

[رسائل ابن رجب (١٤٤)]

﴿حَريصٌ عَلَيكُم﴾

«عزمُ الرسول ﷺ -على أن يكتب كتابًًا لا ضلال بعده- كان مثالًا عظيمًا لمقدار حرصه على أمته ورأفته بهم، ومحبته الخير لهم إلى آخر ساعات بقائه بهذه الحياة الأولى، فكان ﷺ لا يفوِّت لحظة من لحظات تمكنه من الإرشاد استكثارًا لهم من الخير، واحتياطًا في تجنيبهم مواقع الفتن.
إن الاعتبار في ذلك يزيد أمته حبًا فيه، وتعظيمًا لقدره، فيكثرون من الصلاة عليه، وسؤال الله أن يجازيه أحسن ما جازى نبيًا عن أمته، فيعود ذلك على الأمة بخير عظيم»..


[جمهرة رسائل ومقالات ابن عاشور (٢/ ٦٦٠)]

الاستعاذة من النفاق

«سمع جبير بن نفير -رحمه الله- أبا ‌الدرداء -رضي الله عنه- وهو في آخر صلاته، وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فأكثر التعوذ منه.
فقال جبير: وما لكَ يا أبا ‌الدرداء أنت والنفاق؟
فقال: ‌دَعنَا ‌عنك، ‌دَعنَا ‌عنك، فوالله إن الرجل ليُقلب عن دينه في الساعة الواحدة، فيُخلع منه!»..


[سير أعلام النبلاء، الذهبي (٣٨٢/٦)]

فقه المؤمن

قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: «إنَّ من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أَمُزْدَاد هو أم مُنْتَقِص، وإن من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أَنَّى تأتيه»..


[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي (٥/ ١٠١٦)]