قال رسول الله ﷺ: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها...»

الشيطان لا يترك للإنسان طريقًا من طرق الخير إلا جلس عليه ليصده عنه، أو يفسده عليه.

اليوم نرى أثر ذلك بوضوح…

فتجلس بعض الأخوات في كورسات التربية، فإذا بالشيطان يفتح أمامها أبواب الذكريات المؤلمة: "أهلي ما ربّوني، لم يعلّموني"، فتنطوي على نفسها بدل أن تخرج بخطوات عملية تنفع أبناءها.

وتحضر دورة عن الحياة الزوجية، فيحوّلها الشيطان إلى ميدان للمقارنة: "زوجي لا يفعل… زوجي لا يعطيني…" فتعود مُثقلة بالاعتراض بدل أن تعود بزينة الحكمة والرحمة.

وتبدأ جلسة نفسية طلبًا للعافية، فيأتي الشيطان من باب العجلة واليأس: "جرّبته… ما في حل"، فتترك المتابعة وتستسلم للضنك.

هكذا يقعد الشيطان لابن آدم عند كل مقعد: يزيّن له الاستسلام بدل الاستمرار، واليأس بدل الأمل.

💡 فلنكن على وعي، ولنجعل نياتنا خالصة لله، فنأخذ من هذه الدورات والجلسات ما ينفعنا، ونترك ما يضرّنا، ولا نسمح للشيطان أن يحوّلها من أبواب عمل إلى أبواب ألم .


"اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا وشر الشيطان"

د.نور النومان

أحيانًا نحضر دورة نفسية أو تربوية، فنخرج منها ممتلئات بالمعرفة..
لكن حين نعود لواقعنا:
نحتار.. نتشتت.. وربما نتخبط في التطبيق.

🔹 لأن الدورة تعطيك الأساسيات والمبادئ العامة.
🔹 بينما الاستشارة الفردية أو الدورة التطبيقية تعطيك كيف تُسقِطين هذه المبادئ على واقعك أنت، بظروفك وضغوطك وطباعك.

التعلّم يشبه امتلاك كتاب وصفات مليء بالخطوات.
أما الاستشارة والتطبيق فهي وجود طاهٍ بجانبك، ينبهك إن زاد الملح أو قلّ، ويعلّمك ضبط الوصفة بمكونات مطبخك الخاصة.

وهنا تأتي النصيحة لكِ :
✨ لا تضيعي وقتك بين التأسيسات النظرية المتشعبة إن كنتِ مثقلة بالواجبات والأدوار.
✨ اذهبي إلى الدورات التطبيقية التي تمنحك مهارات عملية مباشرة.
✨ وإن احتجتِ، استشيري من تسقِط لكِ هذه المبادئ على واقعك الخاص.

دَعي التأصيل والتفريع لأهله من أهل الاختصاص، حين تتزاحم عليك المهام والواجبات.
واجعلي همّك: أن تحوّلي ما تعلّمتِه إلى خطوات تعيشينها فعلًا، لا معلومات تزدحم في رأسك.

د.نور النومان

الزواج للسكينة والرحمة… والإنجاب
ليس مخرج طوارئ من الكآبة ، ولا وسيلة للهروب من ضغوط العائلة، ولا خطة بديلة إذا فشلت في حياتك.

الزواج نعمة عظيمة شرعها الله للسكن والمودة والرحمة، ولعمارة الأرض بالذرية الصالحة.
لكن عندما نُدخله بنوايا مهزوزة، أو بدافع الهروب، نحمّل الزوج أعباء لم يُخلق ليحملها، أو لا نهتم لحقوقنا معه . ونظلم أنفسنا قبله.

قبل أن تقول/ي "نعم"، اسأل نفسك:
هل أبحث عن سكن ورحمة … أم عن طوق نجاة من غرقٍ داخلي؟

> الزواج مسؤولية، وليس مخرج طوارئ 🚪❌

نور النومان

"لو أحسَن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء".

يقول ابن القيم: "كنت آخذ قدحًا من ماء زمزم فأقرأ فيه الفاتحة مرارًا وأشربه فأجد به من النفع والقوة مالم أعهد مثله في الدواء".

ابن القيم

"كُونِي كَالْمَاءِ يَنْحَتُ الصَّخْرَ بِالتِّكْرَارِ لَا بِالصَّدْمَةِ"
الماء يعلّمنا أن التأثير الحقيقي لا يكون بالقسوة أو العجلة، بل بالحكمة واللين والتدرج. هكذا ينبغي أن يكون خُلقنا: نُصلح أنفسنا وقلوبنا بتأنٍّ ورفق، كما أمرنا الله ورسوله ﷺ:

> ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ (الفرقان: ٦٣).

في تربيتنا لأبنائنا، تعاملنا مع تحديات الحياة، أو حتى في إصلاح ذواتنا، لنكن كالماء الذي يذيب الصخر بلا صخب. تذكري دائمًا:
«*إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ*» (حديث صحيح).

لا تستهيني بخطواتك الصغيرة، فالإيمان يبنى رويدًا رويدًا بالطاعات، والنفس تُشفى بالصبر والمثابرة. اجعلي منهجكِ يَجمع بين قوة العقيدة ورحمة القلب، فلا تناقض بينهما.

المرأة الواعية لا تُجبر نفسها على الكمال، بل تروضها بالصبر كالماء، حتى تُصقلَ فطرتها النقية دون أن تُكسر.

د.نور النومان

علامات المتحرش شديد الإيذاء
(حتى لا تنخدعي بمظهره أو أسلوبه)

١. يقترب ليتراجع ثم يقترب مجددًا
يتقرب منك ببطء، يختبر حدودك، يأخذ ما يريد ثم يبتعد، ليعود متى رغب. هذه اللعبة المتناوبة تضعف دفاعاتك وتربكك عاطفيًا.

٢. يُشعركِ بالضعف والانكسار
يحرص على أن تري نفسك بلا قيمة، حتى تقتنعي أنكِ لا تستطيعين الرفض أو المقاومة.

٣. يعطي اهتمامًا متقطعًا
لا يرعاكِ باستمرار، بل يرسل لكِ فتات اهتمام يربطكِ به أكثر، فتظنين أنكِ أنتِ السبب في قلته، فتسعين لإرضائه أكثر.

٤. يهددكِ ويشعركِ أنه محصّن
يترك انطباعًا أنه لا يمكن لأحد المساس به، وأنكِ إن تكلمتِ ستُؤذَين أو لن يصدقكِ أحد.

٥. يُقنطكِ من رحمة الله وقوته
قد يوحي لكِ أن نجاتك مستحيلة، وأنكِ قد فقدتِ كل فرصة للستر أو التعافي.

٦. يكسر إرادتكِ بالمال أو المنفعة
يشتري صمتك أو طاعتك بوعود مادية، أو يلوّح بحرمانك من احتياجك إن لم تطيعيه.


---

إرشادات دينية ونفسية للتعافي

1️⃣ اللجوء إلى الله أولًا

اقطعي أي شعور بالذنب المزيف الذي زرعه فيكِ المؤذي.

أكثري من الاستغفار والدعاء: "اللهم اكفنيهم بما شئت"، وتذكري أن الله ستّار رحيم، لا يفضح تائبًا. فبادري بالتوبة فورا..


2️⃣ استعادة إحساسك بالقوة

اكتبي قائمة بمواقفك القوية في الحياة، حتى تتذكري أنكِ قادرة على النهوض.
لتستعيدي رشك.


3️⃣ كسر دائرة الصمت

اختاري شخصًا موثوقًا (أخت، صديقة، مختصة) لتفرغي لها ما في صدرك.

التحدث يحرر الدماغ من الضغط النفسي ويعيد ترتيب الأفكار.


4️⃣ العناية بجسدك

أحيانًا يترك الأذى النفسي أثرًا جسديًا (أرق، صداع، خمول).

نظّمي نومك، تناولي طعامًا صحيًا، وامشي أو مارسي رياضة خفيفة؛ فالجسد السليم يدعم النفس القوية.


5️⃣ تغيير بيئتك إن أمكن

ابتعدي عن أي مكان أو أشخاص يذكّرونك بالأذى.

أحيطي نفسك بمحيط آمن وداعم.


6️⃣ التعلم والوعي

اقرئي عن أساليب التلاعب النفسي والتحرش حتى تعرفيها فورًا في المستقبل.

الوعي سلاح، وكل معلومة تضيف لك حصانة.



---

التعافي ليس نسيان ما حدث، بل أن تعودي أقوى من قبل، وألا تسمحي لذكرى الأذى أن تتحكم في حياتك.

د.نور النومان

كل سيدة ترى أن بعض الأمور بدأت تؤرقها مع خطيبها العاقد عليها أو زوجها فلتجيب على هذه الاسئلة ( هدفها للاستبصار الذاتي ليس إرسال الإجابات لي) 🌿💕
الاسئلة هي :

لماذا تزوجت ؟

لماذا قبلت بفلان على وجه الخصوص؟

هل فلان يصلي و يقوم بالفرائض وحريص على ترك المنكرات قدر المستطاع ؟

ما أولوياتي في الزواج؟

ماهي الامور الثانوية التي لا يأتي منها طائل يذكر ولا تقف عليها سير الحياة الأسرية؟

ما واجباتي في الزواج وفق كتاب الله وسنة نبيه ، وما واجباتي في العرف غير المخالف لهما ؟

كيف اتعامل في المشكلات الصغيرة -بالتغافل أم باسلوب عتاب انثوي أم بالنكد- ؟

كيف اتصرف في المشكلات الكبيرة-بالحكمة و نية الإصلاح أم بالغضب و إشباع حظ النفس الهدامة -؟

هل أنا حريصة على زيادة الحب والألفة ، أم على إشباع حظ نفسي و تصيد الأخطاء و جعلها تتراكم في صدري حتى تخنقني و تخنق زواجي ؟


💡صارحي نفسك بهذه الأسئلة دون خجل ، أو جلد للذات ، ثم اسعي في تطوير مملكتك ( بيتك) ، و الإحسان لجنتك ( زوجك) ، مجتمعك الصغير الغالي ( عائلتك) ..

حفظكن المولى من نزغات الشياطين ، وكلل حياتكن بالرضى والسكينة و السعادة 🌿

نور النومان

الشعور بالتعب والإنجاز ، أفضل من الشعور بالراحة والفراغ والخمول ...

اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل ..


#همة
نور النومان

🌿 "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ"

الصدمةُ مثلُ جرحٍ عميقٍ في القلب، يُثقل الروح ويُشوّش الرؤية.. لكنها ليست نهاية المطاف، بل محطةٌ نتعلّم فيها كيف نُعيد بناء أنفسنا ووعينا بإذن الله.

كيف نتعافى؟
1. الاعتراف بالألم دون إنكاره أو استعجال المعافاة منه :
- كما قيل "الحقُّ مُرٌ، لكن طريقَه واضح". لا تُنكِر ثِقل الصدمة، فالاعتراف بها أول خطوة للشفاء.

2. إفراغ المشاعر:
- أحيانا بعد الجلسة الأولى أو استشارة ثقة، قد تشعرين بأن الألم ازداد! هذا طبيعي، فكما يُنظّف الطبيب الجرح من الصديد قبل تضميده، النفس تحتاج أن تخرج أحزانها أولًا.

3. الصبر والتدرج:
- كما قيل "الأعمالُ كالسهام، لا ينفع فيها كثرة العَدو، إنما ينفع إصابةُ الهدف" . لا تستعجل النتائج، خُطوةً خطوة، وكرِّر الحديث عن الألم حتى يُخفّفه الوقت والثقة بالله. خذي العبرة منه وتوكلي على الله..

4. إعادة البناء:
- املأي فراغ الصدمة بمعنى جديد:
عبادة، طموح، أو عمل صالح، فاجعلي ألمك دافعًا ووقودا لا عائقًا.

5. الاستعانة بالله:
- "إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ"(حديث). ثقي أن الله سيُبدّل أحزانك راحتين ( في الدنيا والآخرة)، ولو بعد حين.

---

تذكَّري:
- الصدمة اختبارٌ لا عقاب.
- الثِقل بعد الجلسات دليلٌ على التطهير، لا الفشل.
----

اكتبي في ورقة عندك: ما العبارة التي تسندك عندما يُثقل عليك الألم؟ ✨

وفقك الله لكل خير

د.نور النومان

رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا

بعد النتيجة: كيف أتعامل مع الأهل والضغوط؟

🌸 إلى ابنتي الغالية التي تنتظر أو استقبلت نتيجتها...

قد تسمعين عبارات محبطة، أو مقارنات مزعجة، أو نظرات لوم ممن حولك، رغم أنكِ اجتهدتِ وبذلتِ ما تستطيعين...
لا تجزعي، فليس كل نقد قاسٍ نابع من كره، وليس كل ضغط عداوة، أحيانًا هو جهل بالاحتواء، لا أكثر.


---

🔹 كيف تتعاملين مع ضغط الأهل والمجتمع؟

1️⃣ تذكّري دائمًا: رضا الله فوق رضا الناس.
نتيجتك لا تعبّر عن قدرك عند الله، بل عن محطة عابرة من محطات الحياة.

2️⃣ ردّكِ لا بد أن يكون ناضجًا ومحترمًا.
قولي بهدوء:
"أنا سعيدة لأني حاولت، وأثق أن الله سيكتب لي الخير، وأحتاج دعمكم لا تأنيبكم."

3️⃣ احمي قلبكِ من التأثر الزائد بكلام الناس.
كل إنسان يتكلم من منظوره، لا من موقعك.
اجعلي قلبك معلقًا بالله لا بكلماتهم.

4️⃣ ابحثي عمن يفهمك.
قد لا تجدين التفهّم الكامل من بعض الأقارب، فلا تجبري نفسك على نيل رضاهم.
كلمة طيبة من أخت صالحة قد تكون أنفع لقلبك من ألف تهنئة سطحية.


---

👨‍👩‍👧 إلى الأهل، برقيّ ومحبة:

النتائج لا تختصر النفوس...
ابنتكم تحتاج حضنًا آمنًا، وكلمة مطمئنة، ودعاءً صادقًا، لا عتابًا جارحًا.

🔹 حتى إن خابت النتيجة، فإن دعمكم هو ما يصنع منها إنسانة متزنة...
🔹 تذكروا أن نجاحها الحقيقي ليس في مجموعها، بل في نجاتها من الضغط والانهيار وفقدان الأمان.


---

🌱 كوني مطمئنة يا ابنتي، ما خاب من استودع مستقبله لله، وما ضاع سعيٌ نُوي به وجهه.

احرصي في القادم على تحري ما يلائم أنوثتك، ويبعد عن الاختلاط المحرم ، ضياع البوصلة ..

د.نور النومان

وردني سؤال عن زوجة تشتكي مما اكتشفته من ماضي لزوجها ، أثر قليلا على بداية زواجهما لانها غير قادرة على النسيان وتعايره بالتصريح والتلميح ::

الرد كان ..

و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
حياك الله حبيبتي

مشكلتنا تكمن في نسيان ضعفنا ، و خطأنا ،وان الله يسبل بستره علينا ..
و كما قال أحد الصالحين بما معناه : لو أن للذنوب رائحة لما اقترب أحد ليلقى على شخص السلام ( إشارة لكثرة الذنوب) ..

تعايرين زوجك بشيء من الماضي، و كأنك تتحدينه بأنك مثالية و لن تخطئي بشئ يوما ..

اسئلي الله العافية، وكفي عن التفكير بذلك الإسلوب .. فأنت تخنقينه بمشاعر الخزي والعار ، و مشاعر كتلك إن حاصرته ستجعله يقع بالمحرمات والمعاصي إن لم يعنه الله ...

اسعي لجعله يقدر ذاته ، و امدحي فيه إرادته التي جعلته يقلع عما كان عليه ، ويسعى للتوبة والزواج و تكوين أسرة ..

أما أنت فاسئلي الله ألا تصبحي كالمرأة التي كرهتيها في ماضي زوجك ، ومن أشد أنواع الابتلاء أن تبتلي بعيب كرهتيه في غيرك ، وكم يحصل هذا للأسف ، نعيب في أخواتنا بعض الأمور ومع الوقت نبتلى بما كرهناه ، لنسياننا أن الله هو المنعم علينا بما نحن فيه من الصلاح ( الظاهر) ..


نصيحتي ..
لا تتكبري ، ولا تنسي حقيقة البشر ، ولا تنبهري بظواهر الناس ، فكل شخص فيه من العيوب ما فيه ، ومردنا إلى الله هو يحكم بيننا ...

شيء أصبح في الماضي ، و جبر الله ضعف زوجك ، فلم تفتحين عليه جروحا مقيتة ؟

ما الفائدة في التنقيب في المستنقعات- أكرمك الله- ؟

هل ستحصيدين الا الروائح المنتنة ، و الاوساخ ؟

انفضي عن ذهنك غبار الماضي - ما استطعتي- وجاهدي نفسك ، وانشغلي بما ينفعك ، جددي علاقتك بزوجك ، واسعي لتحصيل علم شرعي ، وامور دنيوية تنفعك ،وصلي الارحام ، و ساعدي الاخرين ، و ربي ابنائك بما يحب الله ويرضى .... الخ

بالتدريج و التجديد وبتلك الخطوات وبتصحيح الافكار سيأخذ الماضي منحى مناسب ( فعل انتهى)..
فقط استعيني بالله ولا تعجزي


بارك الله فيك وبزوجك و ابعد عنكما همزات الشياطين ..

#زوج #زوجة #زواج

من الأرشيف

نور النومان