كثير من ضغائن النفوس وأحقاد القلوب تأخذ طابع النصح.
فَترى الناصح يبث سمومه وسوءات ظنونه وما يخفيه من غم في بضع كلمات للمنصوح.
فيتبع ذلك كله؛ بإني لك ناصح أمين.
وسليقة المؤمن لا تكذبه في استنباط الكلم الذي يسوؤه.
بون واسع بين شدة النصح الواجبة في كثير من الأحيان، وبين النصح المغلف بذكر المساوئ والاستعلاء والتكبر.
وأسأل الله أن يبعد عنا كيد كل حاقد، وسم كل مغلول، وأن يسلل سخيمة قلوبنا وقلوبهم، وألا يبيت في صدرنا وصدورهم شيء من الغل.

أجمع المؤمنون على أن الصلاة على رسول الله نجاة من كل جانب.
بها يُرفع المؤمن درجة وبها تنقضي عنه الكربات وبها تتيسر له الأمور وبها ينجلي سواد القلوب.
فصلوا وزيدوا.

لا شك أن المرأة يُسعى إليها ولا ينبغي للثابت أن يتحرك إلا بمقدار معين، وأن الرجل هو المطالب بالحركة والسعي لأجلها.
لكن ما هو مقدار السعي وكيف يسعى؟
كثير من النساء يعتقدون أن هذا السعي ينبغي أن يكون مطلقا، مهما أغلقن في وجه الرجل الباب، مهما أبعدوه عن طريقهن، مهما أخذ من حلول وطرق، فهي غير كافية لاستحقاقيتهن الجارفة.
وهذا ضرب من الخبل لا يقوله عاقل.
فالرجل يسعى، نعم، لكنه يسعى في حدود طاقته، حتى إذا استنفدها، كان هينا عليه أن يترك الأمر كله وأن يستنشق بعض الراحة مع تعبه وجهده المهدر.
في الواقع لا يوجد ما يسمى؛ إذا أحبك وصل إليك، مهما كانت العقبات.
لانه بذلك تعلو داخله الأنا ويكون هو محور حياته وممتلك زمام أمرها رغم الأقدار، وهذا غير مقدور عليه.
والعقبات متفاوتة، وبعضها يلمس الكرامة مباشرة، فالفوز حينها في اغتنامك كامرأة تُراد، لن يكون طعمه حلوا مستساغا، بل يكون طعمه مرا مصاحبا بالقلة والدونية والإجهاد.
فَكما المرأة تستحق، فالرجل كذلك، والسعي له شروطه وضوابطه، لا يكون مطلقا حتى لا يتأذى طرف على حساب الآخر، والكرامة وحفظ القلب ورعايته أشياء لا تشترى ولا تُهان، والحب إنما بالبذل المعتدل، لا بالبذل من طرف دون الآخر.

من الدعاء الذي لا أغفل عنه:
" اللهم ارزقني بسطة في العلم والجسم. "
لأن المرء منا لا بد أن يكون معافى، ذا جسد صحي وعلم وفير ينفع به نفسه وغيره.
ثم أتبعه بدعاء:
" وانفعني اللهم بما علمتني. "
لأن كثير من العلم يكون وبالا على صاحبه.
ثم أختم كل ذلك بدعاء:
" ولا تجعل الدنيا أكبر همي يا ربي ولا مبلغ علمي."
فلا أشطط بكثير علم ولا أغتر بوفرة في جسد.

الله واسع سبحانه، فادعه ولا تستثقل أو تستصغر الدعاء.

ولكن.. ولكن ما أشدَّ عُنفَ الحياة بنا تُفني بعض المرءِ، وَتُطالبُه من فَورِهِ أن يزداد تعلقًا بِالبقاء، وإقبالًا على الاستكثار من أسبابه!

- محمود شاكر | أباطيل وأسمار

بعض صفات الرجال المغفول عنها في زمننا:-
١- غاض لبصره
٢- حسن السمت مهندم ونظيف
٣- ينتقي أحسن الكلام وأكثره تهذيبا
٤- متبسما ذا وجه صبوح
٥- لا يرفع صوته إلا للضرورة القصوى
٦- لا يسب ولا يتفوه ببذيء الكلام
٧- لا يحط من قدر امرأته أو أحد من النساء بفعل أو قول
٨- ركيز في مشيته لا يلتفت يمينا ويسارا
٩- لا يعتز بمعصية ولا يتفوه بها أمام أحد في مجلس صحبة أو غيره.
١٠- هادئ في حديثه يعرف قدره وقدر من يحاوره، فلا تتفلت منه لفظة أو علو صوت يحط من قدره قبل أن يحط من قدر من يحدثه.

وبالطبع؛ كل أو كثير من هذه الصفات قد اندثرت تحت ما يسمى (الباد بوي).
ذلك الذكر الذي لا يرتقى لكونه ربع رجلٍ؛ فيه من المثالب العظام، مهلهل لا قدر له، يشين من يجاوره ويذله.
وفق الله الرجال لأحسن الأخلاق.

بطل تختبر ربنا وتسأله سبحانه: ليه يا رب؟
بطل تستنى مبررات من خالقك سبحانه، ونزهه عن كل ده.
ربنا سبحانه لم يظلم أحدا، وهو سبحانه عزيز غني عنك وعن عبادتك وعن جزئية التبرير اللي أنت تنتظرها واللي الشيطان بيوقعك فيها.
ربنا سبحانه يوزع الأرزاق كيف يشاء ويبتلي عباده كيف يشاء؛ لحكمة خبير قدير عليم.
ومش شغلتك كعبد تفهم الحكمة، لأنك في دنيا هتنقضي، وآخرتك يا إما جنة يا إما نار.
إنت مش مخلد في الدنيا علشان تفضل تسأل.
كم من النعم التي لا تحصى أنعمها الله عليك، ولابتلاء واحد أعرضت!
لا تنس فضل الله عليك، ونزه مولاك سبحانه عن تساؤلاتك التي تسوؤك.

الزوجة تعين زوجها بالصبر أكثر من أي شيء غيره.
الصبر على نائبات الدهر وتقلب الحال، الصبر على طلبه العلم ووقته القصير معها، الصبر على تربية النشء ليكونوا خلفا صالحا لسلفٍ صالح أُسّس على التقوى.
وهو بدوره يكون آمنا إذ وجد مُعينا يعينه على ذلك كله.
ويكون عاقلا غير غافل لا يترك زمام الأمر كله لها، بل يعينها ويخفف عنها وطأة الأيام والشدائد.
أن يصبرا على بعضهما، ويصبرا سويا على من هو دونهما، ويشتركان بقلب واحد على دفع كل صائل.
الصبر الجميل المغفول عنه، نسأل الله أن يهدي كل متحابين إليه.

إطلاق البصر سوءاته تتجاوز مجرد النظرة ذات الشهوة لحاجات تانية كتير وسواد في القلب يكبر مع الوقت.
مش هيقتصر على إنك تنظر فقط للمتبرجة وتمتع نظرك بيها، بل هينتج عنه تشويش لمفهوم رجولتك ومفهوم الثقة تدريجيا؛ إنك تنظر في وجه كل واحدة بتبص ليها علشان تشوفها هتقابلك بنظرة إعجاب ولا لا.
بمعنى آخر كأنك فقدت ثقتك في نفسك، فَنظرات البنات ليك هي اللي هتديك الثقة دي من تاني على إنك رجل مُستحِق وفيك اللي يجعلك تعجب غيرك.
لأن ببساطة إنت هتمل من مفهوم البذل دون رد، هتزهق من كونك تطلق بصرك والطرف التاني مش شايفك!
بالإضافة إلى انعدام مفهوم الذوق، الذوق اللي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأخلاق والمظهر الخارجي؛ الذوق اللي بيخليك لو نظرت إلى امرأة تريدها في الحلال؛ أسرتك، وبالتالي تقدم على خطوة الزواج.
هنا المفهوم ده بيتدمر تماما ويحل محله غريزة شهوانية فقط مش شايفة قدامها غير شيء واحد ليس إلا.
أثر الكلام ده بعدين يُلاحظ لما بتتزوج، أي كلمة لطيفة من زوجتك مش هتشعر بيها، وإنما هتحتاج الكلام الخارجي من نساء تانية، وده خراب في خراب.
مش بس الكلمة، وإنما الفعل وحسن التبعل وخلافه من اللي بتقدمه لك زوجتك، وإنت مش قادر تشوفها بعين راضية مستحسنة جمالها.
فَغض البصر بيحافظ على قلبك بالكلية، مرّن نفسك على إنك عبد لله مطيع لأوامره، مش لازم تكون الرجل اللي مفيش منك اتنين، إنت رجل عليك أوامر لازم تنفذها وهتموت.

ليس لها من دون الله كاشفة.
اللهم إنا استودعنا إخوتنا في غزة والسودان، فالطف بهم وقو شوكتهم وانصرهم يا رب.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

أما السودان

فكعادة السوء، لا بواكي له، ولا اهتمام يذكر، ولا ترندات تعرف

فرج الله عن أهلنا هناك
ووقاهم شر كل ذي شر.

إن الدنيا بحالها وناسها ومشاعرها لا تسع امرأً خُذل في موضع أمنه وسلامته وطمأنينة قلبه.
الله وحده المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به.

وبات يكتم حزنه حتى لا يُقال عنه مُدّعٍ يستجلب الاهتمام!

كان حقيقيًا وسط الزَّيف.

من مصادر الثقافة؛ هي ثقافة الود التي تتحلى بها الزوجة الصالحة.
والتي يقوم بها البيت كله، وتصل بها حبال الألفة لتمتد إلى كل ركن من أركان محل عيشهم، ليغدو طيبا هنيا يُحب أن يُمكث فيه.
البيت ليس جدرانا وسقفا وبعض الأثاث، وإنما هو نتاج امرأة تعيش فيه وتزرع فيه كل طيب وخير.

أنا شخص انتقائيٌ جدا، لست بمغرورٍ،
لكنّي أبدًا لن أقبل على نفسي صداقة بغير اقتناعٍ، أو أمشي في طريق علاقةٍ وَقلبي خائف.
أنتقي القلوب وأغربلها، لأنني ببساطة أخاف!
أخاف من خبيئة شعورٍ منافق، غير صادق، يخذلني ويستهتر بوديعة قلبي.
أخاف من شعور الكسرة.
لذلك تجدني أُحَدِّث مَن أمامي بكل أريحية وود، لكنّي أبدًا لا أعطي كل ما بجعبتي، أو أُشعره أنني اشتريت ودّه، وجيبي فقير ثقة واطمئنان.
لا هو كِبرٌ أو عُلو، بل هو حقٌ لحفظ النَّفْسِ من كل مُريدٍ لجيرة قلبي.
لأن القلب تاللّه غالٍ وهشٌ، إن كُسِرَ فُقِد.
هو قلب واحدٌ وعيشٌ واحدُ.

لا تزايد!
لا تزايد على أحزان أخيك، ولا تزايد على فرحته.
إن حَزِنَ شاركه حزنه على قدره، وإن فَرِحَ لا تكدر صفو يومه بأن تقلل من جهده.
أخوك منك، فلا تنقص منه شيئا.

س/ صاحبي على طول ساكت، باهت، ومبقاش يتكلم زي الأول، إيه ممكن يكون السبب؟

ج/ فيه نوعية ناس لما بتزعل مبتتكلمش!
بتسكت خالص، بتحل مشاكلها بالسكوت لحد ما سبب المشكلة ده يمشي.
مش علشان هو جامد جدًا وهيحلها لوحده، هو أصلا مش عارف يحل أو يربط، هو كل اللي عنده السكوت!
ومبيبقاش عنده طاقة إنه يحكي - مش علشان خايف إنه يتخذل،لا - هو فعلًا معندوش طاقة يعافر ويحفر في بطن المشكلة اللي سكتته ويتكلم عنها، فبكل بساطة (بيسكت).
الناس دي بتبقى عرضة لحاجتين، للأذى من فرط السكوت ولمهاجمة أصحابهم ليهم إنهم بيركنوهم على الرف وإن أصحابهم دول ملهمش لازمة في حياتهم!
بالعكس، هو من ضمن أسبابه إنه مش عاوز يشيلك أصلا -وهو عارف إنك عاوز تشيل-، بس لما بيفكر ويقول (أنا أصلا معنديش طاقة أحكي، فليه هو يبقى عنده طاقة يسمع؟)
وبالتالي النوع ده بيحتاج المبادرة، ولو سكت متزعلش منه، لأن خروجه من الروتين ده صعب جدًا، متعافرش معاه يحكي، لكن توهه عن الموضوع، خليه يفكر في أي حاجة تانية، خرجه من المود، وإوعى تزعل منه لأنه مبيحكيش، لأنه والله بيفكر في زعلك قبل زعله أصلًا، فَمتزودش الطين بلة وتشوف نفسك قليل، لأنك مش كده، وأقف جنبه لأنه محتاجلك.

لا أريد من الرحمة فيّ أن تتقلص جراء النوازل وسوءات الناس.
أريد أن أظل رحيما ودودا حتى لو انقلب العالم رأسا على عقب، بلا رحمة أكون حيوانا شريدا لا وجهة له.
ونعوذ بالله من تحول العافية إلى بلاء والأخضر إلى رماد.
نعوذ بالله من الشتات بعد الهدى.

ده الأكاديمي والمستشار القانوني د. غانم العطار؛
الصورة الأولى التُقطت له قبل الإبادة حيث كان يكرم ويتبرع ، والثانية بعد توقفه إثر إرهاق شديد أثناء محاولته جلب كمية بسيطة من المياه في أحد مخيمات النزوح بغزة.

الصورتان تختصران حجم المأساة، وتحوّل الإنسان من موقع التأثير والعلم إلى مشهد الانهيار في وجه العطش والذل.

جرت عادة الصمت في الناس قديما أن يكون يومين أو ثلاث بأقصى تقدير، وما يلبث الإنسان أن يخرج من صمته بأي حدث خارجي يحرك مكنون صدره.
أما الآن، فلا تجد من يجترئ أن ينبس ببنت شفة، مراعاة لنفسه من ألا يُفهم، مراعاة لسلامة قلبه من الأذى، وتجنبا لأي تسلط على سلامه النفسه وبصيرته التي يحويها حتى لا تتآكل مع الأيام.
نسأل الله السلامة والعافية وأن يصبرنا على الأذى وتفاوت الظنون.

اتق النار ولو بشق تمرة، زرع الفسيلة - أبسط الأشياء - اتقاء النار وإعدادا ليوم الحساب، رجل دخل الجنة في سقيا كلب وامرأة دخلت النار في هرة.
كل الأشياء البسيطة دي اللي نوهت عنها الأحاديث الشريفة وفي منها ما هو مستطرد في القرآن، تقولك وتنبهك إنك لازم ولا بد تتقي النار، لازم تبعد عن جهنم بكل السبل المتاحة.
جهنم - نعوذ بالله منها - قاتمة شديدة وصعبة، حر الدنيا اللي هو جزء بسيط جدا من شدتها عامل فينا كده، فما بالك بها وداخلها معذبين وأصوات مشؤومة وعذاب عظيم.
اتقوا النار، وادعوا الله أن يظلكم بظله، يوم لا ظل إلا ظله.