رسالتي إلى أمي وأبي بعدَ القصيدة:

أعلم أنّي مهما تحدّثتُ عن فضلكما فلن يسع الكلام، وأعلم أنّ صمتي أحيانًا قد يبدو جفاءً، لكنّي اليوم أختار أن أُعبّرَ لكما بطريقةٍ مختلفة، اخترتُ أن أُعبّرَ بصوتي عبر قصيدة انتخبتها خاصّة من قلم البحراني الأديب الأستاذ #عبدالله_القرمزي الذي أجادَ في تعبيره عن جُهدكما، قصيدة تحمل كل ما لم أستطع قوله، لتتداولها الألسن وتبقى ما حييتُ شاهدًا على دَيني لكما.

شكرٌ خاصّ إلى أمي التي ما تركتني لحظةً دون دعاء، التي تُخبرني كل حين أنّها تذكر اسمي وتدعو لي كلّما شاهدت إعلانًا يحمل اسمي أو مشاركةً لي، والتي كانت تتوسّل بالإمام الحُسين عليه السلام عندما كانت تحملني في بطنها، وكانت تتوسّل بساداتي الأطهار إلى الله عز وجل لأخرجَ سالمًا إلى هذه الدُّنيا.

وشكرٌ خاصّ إلى أبي الذي أخذني صغيرًا إلى مجالس الحسين عليه السلام، إلى حيث تعلّق قلبي بكربلاء، إلى حيث تعلّمت أن الخدمة شرف، وأن الولاء لعلي صلوات الله عليه فرض، وأنّ الرجولة أن تدافع عن الحقّ وتنصر عليًّا مهما كلّف الأمر، رأيته يخدم ويبذل ويُدافع ويُستذبح في سبيل ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، فكيف لا أعرف قيمة ما علّمني؟

هذه القصيدة هي محاولتي البسيطة لردّ الجميل، لعلّي أفي بعشرِ عشرِ الدين، أقولها أمام الناس كلهم: كل ما أنا عليه اليوم من حبّ للنبي وأهل بيته، من شغفٍ بكربلاء، من تمسّكٍ بالولاية، هو ميراثكما العظيم الذي حملتماه عن آبائكما وأجدادكما حتى بلغ إليّ.

إن كان في حياتي من خيرٍ وصوتٍ يصدح، فدعاؤك يا أمي، ودمعتك يا أبي، هما أول خيط فيه، وهما آخر ما أرجو أن أختم به حياتي.

ولدكما الذي يرجو أن يكونَ بارًّا لكما | أحمد.

- -

وأرجو منكم جميعًا معرفة نعمة وجود الأُم والأب، فاشكروهم حالاً، أو اذكروهم بالرحمة إن كانوا تحتَ التّراب..