نَعْـــــوُهْ
الشَّهِيدُ البَطَلُ ثَائِرُ الحَلَبِي، ابْنُ غَزَّةَ العِزَّةِ،
ابْنُ فَرِيقِ "أَجْنَادِ الإِسْلَامِي"،
أَحَدُ رِجَالِ الظِّلِّ الَّذِينَ نَسَجُوا المَجْدَ بِخُيُوطِ التَّضْحِيَةِ..
المُرَابِطُ الَّذِي صَارَ قَلْبُهُ وَتَرًا يُنْشِدُ أَنَاشِيدَ الصَّبْرِ حَتَّى انْقَطَعَتْ أَنْفَاسُهُ..
المُجَاهِدُ الَّذِي عَلَّمَ المَوْتَ مَعْنَى «لا»..

يا ثائرُ..
يا طَلْقَةَ الحقِّ التي لا تُردُّ..
يا جَبَلَ الصَّبرِ الذي تَكسَّرَتْ عَلَيهِ غُصونُ الغُزاةِ..
هَذِهِ الأرضُ تُناديكَ.. وَهَذِهِ السَّماءُ تَسْكبُ دَمْعَها نُجُومًا

لَمْ تَكُنْ تَحْمِلُ سِوَى القُرآنِ سِلاحًا .. وَلَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ سِوَى «اللهُ أكبرُ» شِعاراً..
كُنْتَ الظِلَّ الَّذِي يَرْعَى الحُقُولَ المَسْنُونَةَ بِالدَّمِ..
كُنْتَ الصَّمْتَ الَّذِي يَصْنَعُ مِنَ الأَلَمِ مَشَارِقَ نُورٍ..
فَلَمَّا ارتَقيتَ .. انْشَقَّ القَلْبُ وَانْفَتَحَ الجُرْحُ وَاسِعاً كَالزَّمَانِ!

لَمْ تَكُفَّ قَدَمَاكَ عَنِ الثَّغْرِ حَتَّى وَأَدَتْهُمَا التُّرْبَةُ..

كُنْتَ تَقُولُ:
«المَوتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَيَاةٌ لَا تَنْتَهِي»..
فَصِرْتَ حَيَّاً فِي كُلِّ ذَرَّةٍ تُنَادِي: **«أُمَّتِي.. لَا تَسْقُطِي»**!

يَا مَنْ كَانَ يَسْتَنْزِفُ الظُّلْمَةَ بِصَلَاتِهِ..
يَا مَنْ كَانَ يُرَاقِبُ اللَّيْلَ طَوِيلاً.. لِيَكْتُبَ النَّصْرَ بِأَحْرُفٍ مِنْ دَمٍ!
هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ دَمَكَ صَارَ سِفْراً يُقْرَأُ فِي كُلِّ مِحْرَابٍ؟
هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اسْمَكَ الْيَوْمَ صَارَ نَبْضاً فِي أَصَابِعِ الأَطْفَالِ؟

لفَقَدْ صِرْتَ شَاهِداً عَلَى الْحَقِّ..
وَصِرْتَ قَنْبَلَةً تُفَجِّرُ الْحُبَّ فِي قُلُوبِ الْأَحْزَانِ!
نَعَمْ.. رَحَلْتَ..
وَلَكِنَّ رِجَالَ الظِّلِّ لَا يَرْحَلُونَ..
إِنَّهُمْ يَتَحَوَّلُونَ إِلَى رِيَاحٍ تَهُبُّ فِي صُدُورِ الْأَبْرَارِ!

يَا أُخْتَاهُ.. يَا أُمَّاهُ.. يَا مَنْ بَكَيْتِ..
ابْشِرِي..
فَثَائِرُنَا لَمْ يَمُتْ..
إِنَّمَا انْتَقَلَ إِلَى مَوْقِعٍ آخَرَ مِنَ اامَعْرَكَة!
سَيَظَلُّ يُنَادِي:
«صَبْراً يَا غَزَّةُ.. فَالنَّصْرُ قَرِيبٌ»

وَإِنَّا لَنَرَى فِي دَمِهِ..
بُشْرَى الْفَجْرِ..
وَفِي صَمْتِهِ..
هُتافَ الْمَلائِكَةِ:
«إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»

رَحِمَكَ اللهُ يَا ثَائِر..
فَقَدْ أَعْطَيْتَ الدُّنْيَا مَعْنَى..
وَأَعْطَيْتَ الْمَوْتَ جَمَالاً..
وَصِرْتَ فِي الْعُلَى.. شَاهِداً وَشَهِيداً!



فَـريقُ أجنَاد للفَن الإسلامي