أسباب التعثّر في طلب العلم كثيرة، ومن أهمّها وأقلّها نصيبًا من الاعتراف بها ممّن تعثّر: عدم الجدّ، وكثير من السالكين إنّما يكون تعثّرهم من هذا الباب، لا من دنوّ همتهم وإلا فهمّتهم العالية ورغباتهم حالمة كثيرًا ما تخادعهم إذا تعثّروا، ولا من عدم الشيوخ أو الكتب أو المناهج أو غير ذلك، وتلك أسبابٌ عادةً ما يسهُل الاعتراف بها لأنّ فيها إعفاءً للنفس وإعذارًا لها، أمّا الاعتراف بالكسل وعدم الجدّ وخوار العزم وضعف الصبر فثقيل على النفس.
فانظر في نفسك أخي السالك في طريق الطلب؛ إن كنت تسأل عن المناهج والكتب والترشيحات وتشرع ثم لا تُتمّ شيئًا، أو تلتحق بالبرامج والدروس والحلقات العلمية ثم لا تنهي شيئًا، وتفتح عشرة كتب بقصد إنهائها ثم لا تنتهي من واحدٍ منها، أو إذا أنهيت فتعلم من نفسك أنّ ذلك صورة لا حقيقة لها = فليس علاجُك في برنامج جديد، أو ترشيح جديد، أو درس جديد، أو منهجية جديدة، أو كتاب جديد.. الآفة في نفسك فعالجها، ولن تعالجها إلا إذا اعترفت بالداء أولًا، وإن عرضتَ أمرَك على ناصح فأرشدك لذلك فالتزمْه، ولا تأنف أو تكابر، فالأنفة والمكابرة لن تغيّر من حقيقة الداء شيئًا.
وعمرُك -الذي ستُسأل فيمَ أفنيته- تنفلت ساعاتُه من بين يديك، ولن يتوقف كرامةً لك مراعاةً لمزاجٍ متقلبٍ أو عزمٍ خائر!

#طلب_علم

اللي في الصورة ده شخص انتشر له فيديو مؤخراً يحكي عن تجربته المريرة مع ألعاب القمار والمراهنات على الإنترنت، ناصحا غيره جزاه الله خيرا.
للأسف الشديد القمار انتشر بين الشباب تحت اسم العاب إلكترونية، وتوقع نتائج مباريات.
يظن بعض هؤلاء أنها مجرد ألعاب إليكترونية ممكن يربح منها، لكنها في الحقيقة قمار وميسر صريح لا شك في حرمته.
والقاعدة في ذلك: أن كل شيء فيه احتمال أن تغرم أو تريح اعتمادا على الظن والتخمين، أو اللعب، فهو قمار محرم.
حتى لو تخلل ذلك بعض المهارة أو الخبرة.
طالما أنك تدفع مالا، وتنتظر الربح أو الخسارة فأنت مقامر.
لكن أنا أريد أن أحدثك عن شيء آخر هنا .. هل سمعت من قبل عن (القمار القهري) أو (هوس القمار) أو (اضطراب القمار) ؟
هذا ببساطة هو مرض (إدمان المقامرة) الذي وقع فيه هذا الشخص وغيره كثيرون .. ممن دمروا حياتهم بسبب هذه الألعاب.
منذ يومين جاءني سؤال عن شخص جمع مبلغا مليونيا تحت اسم التجارة والمضاربة، وهو في الحقيقة يقامر بها في هذه الألعاب، وهو الآن محكوم بأكثر من ثلاث سنوات سجن.
تتعجب حين ترى تسلسل الأحداث في حياة المقامر ..
لماذا لم يتوقف هذا الشخص مبكرا عن هذا العمل الذي يستنزفه؟!
لكن الحقيقة أنه لم يكن قادرا على التوقف .. لأنه وقع في فخ إدمان المقامرة.
وإدمان المقامرة مثل إدمان المخدرات تماما، يحتاج صاحبه إلى علاج من أجل التعافي ..
هوس نفسي يدفع المقامر دفعا لمزيد من اللعب أيا كان الثمن، وأيا كان ما يخاطر به.
قد يسرق، أو يحتال، أو يبيع ما يملك، من أجل مزيد من اللعب.
يصاب بتوتر واكتئاب وعصبية إذا امتنع عن المقامرة.
يبرر لنفسه كل مرة أنه سينجو، وأنه يلعب بإرادته.
يكذب على أقرب الأقربين.
بسيطر التفكير في المقامرة على عقله ليل نهار، بحيث ينشغل بالتخطيط لها، وللحصول على مزيد من المال ليستمر فيها، طوال الوقت.
يتحول لشخص يعيش ليقامر، وينزف نزيفا لا يتوقف.
لذلك من يجرب ولو مرة كأنه يجرب شمة هروين، أو جرعة استروكس.. هو في الحقيقة يلقي بنفسه في فخ قد لا ينجو منه أبدا.
وقد قرن الله الميسر بالخمر والأصنام لعلك تعتبر وتفهم أنك تبيع روحك للشيطان حين تقامر.
{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر والأنصاب والأزلام رِجْس من عمل الشَّيْطَان فَاجْتَنبُوهُ لَعَلَّكُمْ تفلحون * إِنَّمَا يُرِيد الشَّيْطَان أَن يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء فِي الْخمر وَالْميسر ويصدكم عَن ذكر الله وَعَن الصَّلَاة فَهَل أَنْتُم مُنْتَهُونَ}.

هذه محاضرة تشتمل على قواعد ضابطة، ومبينة، لأهم مسائل الحيض،
أسأل الله أن ينفع بها في الدارين.