تساؤلان لطالما أشغلاني ومعي الكثير في طبيعة تعامل بعض الإسلاميين مع إخوانهم حين يصلون للسلطة، الأول: التشكيك في سياساتهم ومواقفهم، مع تغليب السوداوية والسلبية وسوء الظن، والتساؤل الثاني حرص هؤلاء ممن يبعدون مئات بل وآلاف الأميال على التدخل، مشككين لدرجة تصل إلى التكفير، لمجرد مواقف لا تروق لهم… ما ضرهم لو تركوا فتواهم لأهل العلم في البلد المعني لقربهم من الواقع.. أهل مكة أدرى بشعابها.

‏استثمارنا اليوم في الذكاء التحرري السوري، فقد ظهر واضحاً إعجاب العالم بالتجربة التحررية السورية التي اقتلعت ظلماً غير مسبوق، وبهذا فإن تظهير الثقافة السورية المنتصرة على الظلم والاستبداد، إنما استعادة لدور مسلوب، فإن كانت فرنسا قد عُرفت بقواها الثقافية الناعمة من أمثال فيكتور هوغو، وفولتير وجان جاك روسو وغيرهم، وبريطانيا بشكسبير وجين أوستون وغيرهما، فيحق للشام أن تُقدم حكايتها الباهرة عبر ميادين الفكر والثقافة والأدب والدراما.. قوة النخب الناعمة اليوم يكمن بسكب حبرهم ، بعد أن سكب الأبطال دماءهم ....