"من يلزم القرآن يتهذَّب شاء أم أبى ، ويجد نفسه في دربٍ من الخير لايدري كيف وصل إليه فما أسعد صاحب القرآن حينما يسري في عروقه ، ويشبع قلبه من لذته ، فتأتي تنهيدة الرضا :
‏ " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " .

‏"يودُّ الإنسان لو يبكي دمًا على حفظه للقرآن الذي نسيه بذنوبهِ" 💔.

‏والله أن المرء إذا سرد وجهًا من القرآن أو سورة واحدة دون خطأ أو تعتعة يكاد قلبه يطير فرحًا والأنس يسكن صدره ولذائذ الدنيا بأسرها لا تعادل شيء أمام هذا المقام. فكيف إذا سرد القرآن كله عن ظهر قلب الوجه تلو الوجه والسورة تلو السورة دون خطأ و تعتعة؟!
اللهمَّ بلِّغنا النعيم المعجّل!

القرآن غيّرني دون أن أشعر ، غيّر أفكاري وقناعاتي وتصرفاتي وعلاقاتي ، القرآن وهبني حياة أخرى مختلفة ، أشبه ما تكون بحياةٍ سماوية ، جعلني أكثر هدوءًا واتزانًا من قبل ، جعلني أترفّع عن أمور كثيرة لا تليق بي ، القرآن أنقذني في مواقف كنت فيها على وشك الانهيار واليأس

لا أتصور إلى أيّ حدٍ من الشتات والحزن الذي كنت سأصل إليه لولا أن منّ الله عليّ بحفظ القرآن و أحاطني برعايته ولطفه ووفقني للسير على هذا الطريق الذي يشعّ نورًا وطمأنينة

أذكر أشد اللحظات حلكة وأكثر الليالي التي بكيت فيها بضعفٍ وعجز تام لكنّ القرآن منعني من الاستسلام
وفي كل مرة كان يخبرني بأنّني على موعد مع الفرح
بأنّ الفجر سيبزغ وأنّ سحائب الضيق ستنقشع وأنّ الليل سيرحل والشمس ستُشرق والمخاوف ستُبدّد والجراح ستسكن وتلتئم

أتساءل لولا آيات ربي ما الذي كان سيبرئ ملوحة جرحي ؟

ما الذي كان سيجعلني أتماسك وأكمل طريقي باعتزازٍ دون خوف ؟

ما الذي كان سيسقي زهور الأمل في قلبي ؟
ما الذي كان سيحمي روحي من القلق ؟

الحمدلله الحمدلله على نعمة القرآن ♥️

‏"لا يزال الشيطان بك، يوهمك أنك متعب، ومزاجك نكِد، والوقت غير مناسب لقراءة وردك من القرآن، حتى تقهره مستعينًا بالله، وتَتمّ وردك، فيذهب ما في نفسك، وتَنشط، ويتسع صدرك، فقد صرفه اللّٰه عنك مخذولاً بعد أن استعنت به سبحانه."