وَقِيلَ: الْعَارِفُ ابْنُ وَقْتِهِ، وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ الْكَلَامِ وَأَخْصَرِهِ، فَهُوَ مَشْغُولٌ بِوَظِيفَةِ وَقْتِهِ عَمَّا مَضَى، وَصَارَ فِي الْعَدَمِ، وَعَمَّا لَمْ يَدْخُلْ بَعْدُ فِي الْوُجُودِ، فَهَمُّهُ عِمَارَةُ وَقْتِهِ الَّذِي هُوَ مَادَّةُ حَيَاتِهِ الْبَاقِيَةِ.

أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه

↖️🔗

أيُّكُــم مُحمّــد🤍؟!

إليِّك -رعاك الله ووفقك لمرضاته- هذا الموقف النبويّ، والتوجيه التربويّ من أعظم قائدٍ عرفته البشرية، وعِش هذا الموقف بكلّ قلبك، وجلّ روحك:

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالىٰ في صحيحه:
حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا اللّيث، عن سعيد هو المقبري، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: "بينما نحن جلوس مع النبي ﷺ في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عَقَلَه، ثم قال لهم: أيُّكُم محمد؟ والنبي ﷺ متكِئٌ بين ظهرانَيْهِم".


هذا رجلٌ عبَر المفاوز، وسار قاصدًا صاحب أعظم سيرة، وخير مسيرة، الرجل الذي صار حديث سادة العرب والعجم! سأل عنّه؛ لأنه ارتسم في مخيلته أن السادة آنذاك محاطون بالحماية، ويسكنون العروش الفارهة، ويفترشون الحرير لا الحصير!

الغريب هُنا، ومالم تعتاده الأعين أنك لن تميّز النبي القائد محمّد ﷺ في مجلسه، أو من بين أصحابه، لن تميّزه عمّن حوله بالهيئة أو الملبس، ما دفع الإعرابيّ للسؤال كما في الحديث: "أيُّكُم مُحمّد؟".

ومما يزيد المؤمن توقيرًا للنبي الكريم ﷺ أن أصحابه الكرام رضوان الله عليهم هُم من يدلُّون السائل عنه دون أي رسميات! مما يدفع المقتفي لمسيرته، المتَّبع لسيرته، أن يقف طويلاً في فقه قيادته ﷺ.

وأن أحوج الناس لهذا الدرس هم من حملوا أرواحهم علىٰ أكفهم لسنواتٍ طِوال، وبسط الله لهم بقدره في الظهور والسيادة، وأعزّهم من بين عبيده بالقيادة.

وهم اليوم في سدة القيادة لأعظم أرضٍ ذكرتها كتب المغازي والسير، يقودونها في مرحلة تاريخيّة عظيمة، لها ما بعدها من النّصر والظفر بإذن الله.

فتذللوا لله ﷻ، وتواضعوا بين عبيده، واحذو حذوَ الرجل النبيل ﷺ، واقتفقوا سيرته، واعملوا بوصاياه، وامشوا بحاجة الصغير والكبير، فما زاد العبد بتواضعه إلّا رفعة، وما زاد بكبره إلّا دنوًا عياذًا بالله.

#حمزة_السيف

﴿قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ ۚ ﴾


#تلاوة

🇸🇾↖️

لسنا متسلّطين علىٰ السُّلطة، ولسنا كذلك هواة قتل "لمن سالمونا"، وعهودنا هي مواثيق إيمانية ومسؤولية شرعية، ولم نأتي ونحرر وندخل دمشق علىٰ الورود، وقادتنا ما جاؤوا من فراغٍ تاريخيّ، ولم تصنعهم الرفاهية والانتخابات وحرب الوكالة!!

جئنا لدمشق وخلفنا صوت مليون ونصف شهيدٍ يدفعوننا لإقامة دولة العدل لا الانتقام، وقبلهم ألفٌ وأربعُمَائة عامٍ قضاها أسلافنا في صناعة التاريخ، وتسيير الجيوش الفاتحة، والخيول اللاهثة لنشر الإسلام الحقّ في المعمورة.

جئنا لدمشق يوم بلغت القلوب الحناجر، وراهن السّفاح علىٰ المقام فيها للأبد، وتجبّرت قوىٰ الشّر والمكر والخديعة قاطبةً علىٰ الثلَّة المؤمنة التي كانت تقطن في مدينة الشّام المنورة" إدلب"، حتىٰ جاءها عامُ الفتح، وتفرّق الأحزاب، وإقامة حجة الله علىٰ خلقه في هذا العصر العجيب!

ومما لا يفوت المرء ذا اللّب المستبصر أن قدر الله ونصره لا يتنزّل علىٰ الفارغين المتفرقين، ولا علىٰ أصحاب الأحلام السلمية، ولا يأتي بالاستجداء أو بالاستعداء، بل له سُننه الكونية الجارية في خلقه، يأخذها﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾.

#حمزة_السيف

🇸🇾🗺
ثمَّ أذنَ الله بمعركة ردع العدوان الشَّاميَّة..
فكان التاريخ بـ8 ديسمبر 2024 ليس كسابقه!
وكلّ هذه الأمواج المُباركة قدّرها الله ﷻ لتقرّبنا من القُدس زُلفىٰ، ويُصاغ عزّ الإسلام والمسلمين من جديد بلحن البواتر وعزف الرماح، وارتقاء الأرواح، نحو جنان النعيم، والخُلد المقيم، فاللهمّ ألحقنا واجمعنا بهم.