الغفلة عن الإصغاءِ في المحاضرةِ، والانشغال بالهواتفِ أو الأحاديثِ الجانبيّةِ، فيها خيانةٌ للأهلِ، وتقصيرٌ في حقِّ النفسِ، واستهانةٌ بالعلمِ الذي جئنا نتلقّاهُ.

ولستُ أزعمُ أنّنا نستوعبُ كلَّ ما يُقالُ، لكن يكفينا أن نأخذَ بالأسبابِ، فنحضر بقلوبِنا وعقولِنا، ونُسلِّمَ أسماعَنا وأبصارَنا لشرحِ أستاذِنا الذي يؤَدِّي ما عليه.

الحضورُ البدنيُّ لا يُغنِي عن الحضورِ الذهنيِّ، ومَن يستخفُّ باللحظةِ ضيَّع عمرَهُ، ومَن يفرِّطْ فيما يُبذَلْ لهُ بقي أسيرَ انتظارِه للظروفِ أن تصنعَهُ. فابذلْ جهدَكَ في الفهمِ، وإن لم تفهمْ فحاولْ؛ فإنَّ الاجتهادَ عادةٌ، ومَن غرسَها اليومَ كفَلَ لنفسِهِ -بإذن اللهِ- غدًا لا يخيبُ.

فإن لم يصنعْكَ العلمُ الذي تدرسه، فحسبُكَ أنّك تُجزى على سعيٍ تُبذِلُهُ، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾.

🤍🤍🤍