التناسق والتناسب بين سورتي القمر والرحمن ..

المتأمل فى السورتين الكريمتين يجد أن بينهما تناسق عجيب ..

_ فى مطلع سورة القمر قال تعالى:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) ..
وقال فى سورة الرحمن:
(فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ..

_ قال تعالى فى سورة القمر:
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) ..
وفى سورة الرحمن قال:
(عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ..
وإذا سألنا لماذا علم القرآن ؟
فالإجابة للتذكرة والخشية

_ من التناسق فى ترتيب السور أن سورة القمر جاءت فى المصحف بعد سورة النجم ..
والمعلوم أن النجم جسم غازي مشتعل ..
وجاءت بعد سورة النجم سورة القمر .. والقمر كوكب صغير صخري معتم ..
وبعد سورتي النجم والقمر جاءت سورة الرحمن فجمعت بين النجم والقمر فى قوله تعالى:
(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)
والشمس نجم كبير ..

_ فى سورة القمر جاء ذكر الأقوام التى كذبت:
[كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ..
كَذَّبَتْ عَادٌ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ..
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ..] وذكر تعالى كيف كان هلاكهم جميعا ثم قال فى آخر السورة:
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) ..
وجاءت سورة الرحمن بقوله تعالى:
(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ المجرمون * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) لم يقل يكذب بها الكافرون أو المشركون بل استعمل نفس اللفظ الذى جاء فى سورة القمر للربط بين السورتين ..

_ قال تعالى فى سورة القمر:
(يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) .. والسحب فيه عنف وشدة ..
وفى سورة الرحمن قال:
(يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) ..
فعبَّر بلفظ الطواف ولم يقل يسحبون كما فى سورة القمر لأن سورة الرحمن كلها رحمة حتى فى استعمال الألفاظ مع المجرمين ..

_ قال تعالى فى سورة القمر متحدثًا عن إنجاء نوح ومن معه:
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) .. فعبَّر عن سفينة نوح بوصفها أنها مكونة فقط من ألواح ودسر ..
وفى سورة الرحمن سورة النعم والآلاء جاء التعبير عنها بفخامة وقال عن نفس السفينة بقوله تعالى:
(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ) ..
وهذا تطور عجيب .. من ألواح ودسر إلى سفن عظيمة تنشأ في البحر ..
وتعد هذه بشارة بأن صناعة السفن ستتطور .. وهذه البشارة تتلاءم مع سورة النعم والآلاء ..

_ تحدثت سورة القمر عن إهلاك الأقوام فقال تعالى عن قوم نوح:
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ) ..
وعن قوم هود:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ)
وعن قوم صالح:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ)
وعن قوم لوط؛
(وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ) ..
إذن فقد أهلك الله تعالى كل المكذبين بالرسل ..
وفى سورة الرحمن تحدث عن نهاية البشرية كلها فقال:
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) ..

_ جاء الحديث فى سورة القمر عن المتقين مختصرا فى آيتين:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)
وجاءت سورة الرحمن مفصلة فى وصف المتقين وجناتهم .. فهناك جنة للمحسنين ووصفها بقوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
(ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) ..
(فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ) ..
وحين انتهى من وصفها قال:
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) ..
لأن الحديث عن جنات المحسنين .. وهؤلاء هم الذين جاء ذكرهم فى سورة الواقعة وذكرتهم بأنهم هم السابقين: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ..

وذكر وصف جنة أصحاب اليمين فقال:
(وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) ..
(مُدْهَامَّتَانِ) ..
(فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ) ..
وهذا تناسق بديع بين السور المتتالية فى الترتيب ..

_ قال تعالى فى آخر سورة القمر فى وصف حال المجرمين فى سقر:
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) ..
وجاءت سورة الرحمن شارحة لوصف حال هؤلاء فى جهنم من قوله تعالى:
(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) ..
إلى أن قال تعالى:
(يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) ..

هل رأيتم كيف تتلاحم السور وتتناسب؟!! ⚘️

د. محمد صافى المستغانمي.

https://t.me/soundquran77

لا شك أن للتدبر علامات تظهر على صاحبها فلننظر في كتاب الله ونفتش عن الأمارات التي إن وجدتها في نفسي عرفت أنني من المتدبرين .
من هذه العلامات :

امتلاء القلب بالتعجب من عظمة هذا الكلام ويكون هذا حال حضور الفكر في القراءة فتحس بشعور من الرهبة والمحبة والتعجب حين تقرأ الآيات وقد كان هذا حال الجن حين سمعوا آيات من القرآن أنصتوا إليها وعرفوا أن هذا الكلام كلام عجيب لم يسبق لهم أن سمعوا مثله .

ومن هذه العلامات أيضا :
البكاء من خشية الله ومما يتلى على المسلم من آيات الله وقد ذكر الله مثل هذا في سياق المدح و الثناء وما يتلو ذلك من زيادة الخشوع في قلب القارئ المتدبر

ومنها : زيادة الإيمان إذ أن التلاوة مع تدبر تزيد الإيمان في قلب صاحبها وكلما ازداد القارئ المتدبر من كتاب الله كلما زاد الإيمان في قلبه

ومنها : الفرح والاستبشار بما يتلوه من معان وهدايات فليس سورة من سور القرآن إلا وفيها نعمة وبشارة وفرح وهداية

ومنها : القشعريرة خوفا من الله ومن ما توعده لأعداءه وما سبق من قصصهم وإهلاكهم ثم لا تلبث هذه القشعريرة في نفس المسلم إلا قليلا ليتلوها لين وسكينة بالله وآياته .

ومنها : حاجة للسجود يجدها الإنسان في نفسه حالما تمر به آيات ربه

ومنها : العمل وهو ثمرة التدبر وغايته ودليله البين وأثره الظاهر

هذه هي أهم علامات التدبر فمن وجد منها شيئا فليبشر بأنه من المتدبرين وكلما كانت هذه العلامات أعمق وأكبر كلما كان نصيبه من التدبر أكبر إذ أن التدبر كالإيمان درجات فلينظر كل واحد منا حظه منه . 

https://t.me/soundquran77

كيف اتدبر القرآن ؟؟؟
خطوات تساعد على تدبر القرآن للمريض روحياً ..

أولاً : أن تقرأ القرآن في مكان هادئ إضاءته مناسبه ، وفي وقت لا تعاني فيه من نوم ونعاس.

ثانياً: ركز نظرك على الآيات وقلبك على المعنى والأفضل أن لا تقرأ ايّ سوره الا بعد معرفة تفسيرها ولو تفسيراً مختصر . لأنه يساعد على التدبر.

ثالثاً: احرص حين ذكر الله أن يكون دائماً بصوت مسموع وخاصه القرآن اقرأ بصوت تسمعه فهو يساعد على التدبر وعدم التملل السريع
.
‏رابعاً: اقرأ الآيات بحضور قلبك واذا ما شعرت بتدبر كرر الآيه عده مرات .

خامساً: اقرأ القرآن في بدايه يومك ولا تنتظر آخره كان العلماء يبكّرون بالاعمال الصالحة لأنهم لا يضمنون بقاءهم إلى الليل أو إلى الغد وقال تعالى إن قرآن الفجر كان مشهودا تتقوى في هذا الوقت قوه الحفظ وقدره التركيز وتحضره ملائكة الليل وملائكه النهار ‏.

سادساً : ترتيل القرآن وعدم الاسراع فالقراءة تساعد على التدبر واستحضار القلب وتستشعر كلام الله وتتذوق حلاوه القرآن ويكون تاثيره على نفسك وحياتك جليّ ~

أبو إيمان حجازي
( بتصرف )

‏ التدبر مفتاح حياة القلب
‏https://t.me/soundquran77 ‏

‏شيء واحد سيمنحك الراحة ويطرد كل المخاوف ويأخذك إلى السكينة والطمأنينة:

إنه ‎القرآن

سيقول لك:
لماذا تخاف
من المرض
والخسارة
والفقد
والفقر
والموت؟!

ويخبرك باختصار:
﴿قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا﴾
﴿قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً إلا ما شاء الله﴾
﴿قل إن الأمر كله لله﴾

https://t.me/soundquran77

لطائف سورة الكوثر ..

من لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابِلة لسورة الماعون ..
وذلك أن الله تعالى وصف المنافق فى سورة الماعون بأمور أربعة:
البخل ..
وترك الصلاة ..
والمراءاة فيها ..
ومنع الزكاة ..

فجاءت سورة الكوثر متضمنة:
العطاء ..
والصلاة ..
والإخلاص ..
والتصدق ..

ثم ختم السورة بقوله تعالى:
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}
أي أن المنافق الذى يأتى بتلك الأفعال القبيحة المذكورة فى تلك السورة سيموت ولا يبقى من دنياه أثر ولا خبر ..

أمّا أنت فيبقى لك فى الدنيا الذِّكر الجميل وفي الآخرة الثواب الجزيل ..

تفسير/ الإمام فخر الدين الرازي.

https://t.me/soundquran77

(( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ))

ماهو السباق الذي تكلمت عنه الآية الكريمة؟؟!!

السباق هو المسارعة لعمل الخيرات
فمن سابق وسارع في الخيرات، وامتثل لرب الأرض والسموات، فسيكون الجزاء عظيم، قال تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السموات وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133- 135]
وقال سبحانه: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد: 21]
وقال سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) [الواقعة: 10 - 12].

👈 فالسابق في هذه الدنيا بالأعمال الصالحة سابق إلى جنات النعيم، السابق في الأعمال الصالحة في الامتثال لأمر الله والامتثال لأمر رسوله -ص- سابق يوم القيامة إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26]
وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 60 - 61]، وقال سبحانه: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 148].

👈فهذه جملة من الآيات تدعوك أيها الإنسان للمسابقة بفعل الخير فالمسارعة في الخيرات دليل على الإيمان، دليل على قوة اليقين بالرحمن، والمسابقة في الخيرات دليل على محبة الله لعبده، فإذا أحب الله عبدا شرح صدره ووفقه وأعانه على فعل الخيرات وأن الله أراد بهذا الإنسان خيرا...فيا عباد الله: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

https://t.me/soundquran77

كيف نتدبر القرآن العظيم

" إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به

آخرين "
لا يشك شاك ولا يتنازع اثنان أن رفعة المؤمنين

كانت مصداقا للشق الأول من هذا الحديث

وبسب التصاقهم بالقرآن الكريم فهما وتطبيقا

وحسن تدبر رفعهم الله سبحانه
ولا يشك شاك ولا يتنازع اثنان أن سبب الذلة

التي نعانيها اليوم هو مصداق للشق الثاني

للحديث حيث ابتعدنا عن القرآن الكريم فهما

وتطبيقا وتدبرا فأذلنا الله سبحانه
لذلك كان لزاما علينا إن كنا نريد لأمتنا أن

تستعيد مجدها وشهودها الحضاري أن نعيد

تنظيم علاقتنا مع القرآن الكريم وفق المنهج

الذي ارتضاه الله لنا
وهذا المنهج يكمن في قوله تعالى " أفلا

يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "

ويكمن هذا في علاقة الرسول الكريم مع

القرآن فقد كان عليه السلام قرآنا يمشي على

الأرض
والمؤمنون كانوا لا يتعلمون الآية حتى ينتهوا

من الآية التي سبقتها فهما وتدبرا فانعكس ذلك

على سلوكهم وحياتهم فلذلك رفعهم الله
وسار وا على ذلك فارتقوا وارتفعوا وجعلهم الله

سادة للأمم بعد أن كانوا رعاة للغنم
ثم خلف من بعدهم خلف وجاءت أقوام جعلت

العلاقة بينها وبين القرآن على غير الذي كانت

عليه فأوكلوا للمسلم حفظ القرآن الكريم

وانتشرت مسابقات الحفظ ومباريات الذاكرة

واختلت المفاهيم فصارت المقدمة الاجتماعية

للحافظ وإن كان لا يعلم من القرآن إلا رسمه

ونطقه وليس هذا تقليلا من شأن الحفظ لكن

يجب ألا يكون هو الهدف بحد ذاته وتـنحت

فكرة التدبر للقرآن جانبا لأسباب مختلفة

وتنحى بعدها الاهتمام بالدين شيئا فشيئا
فحتى نعيد علاقتنا مع القرآن الكريم فلا بد من

التدبر والتدبر هو المفتاح لأنه يعني الاهتمام

والمسلم اليوم لا ينقصه شيء مثل ما ينقصه

الاهتمام بدينه و قرآنه.


شاركنا بنشر القناة فالدال على الخير كفاعله

‏ https://t.me/soundquran77

هذه الدنيا لا تحتمل إلا بالله...
وكلما كانت علاقة المرء بربه متينة
كان تجاوز آلام الحياة أهون عليه وأيسر...

(ففروا إلى الله)


https://t.me/soundquran77

التوافق بين المطلع والنهاية في سورة يوسف

من التوافق العجيب بين مطلع القصة ونهايتها، أن القصة ابتدأت بالرؤيا، واختتمت بتأويلها، فقد ابتدأت القصة بمشهد يوسف أمام أبيه وهو يقص عليه رؤياه، ويقول له: ﴿ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (٤)﴾
واختتمت بمشهد يوسف أمام أبيه بعد أن تحقق تأويلها، وهو يقول له: ﴿ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ... (١٠٠)﴾

ومن التناسق العجيب بين مطلع السورة وخاتمتها، أن السورة افتتحت بالقرآن، وأكدت أنه قرآن عربي، وأن فيه أحسن القصص، قال تعالى: ﴿إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (٢) نحن نقص عليك أحسن القصص ... (٣)﴾
وفي ختام السورة بين الله تعالى الحكمة من ذكر القصص في القرآن، ونفى أن يكون هذا القرآن حديثا يختلق، وأنه من عند الله، فقال: ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (١١١)﴾.

وهكذا تظهر الوحدة بين مطلع القصة ونهايتها، والوحدة بين مطلع السورة ونهايتها.

غرر البيان في سورة يوسف /أحمد محمود الشوابكة

https://t.me/soundquran77

بلاغة الأبعاد المكانية فى القرآن الكريم ..

الملاحظ فى القرآن الكريم أن الله تعالى لم ينسب كلمة النار إلى نفسه بقوله (نارى) فى القرآن الكريم أبدًا .. وإنما وردت بقوله تعالى (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ) الهمزة 6
فأضاف النار إلى اسمه العَلَم الله ..

كما أن كلمة الجنة لم ترد فى القرآن بقوله جنة الله أبدا .. وإنما أضافها إلى نفسه فى سورة الفجر فقال (وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر 30 ..

إذن فى كل القرآن لا توجد عبارة نارى وتوجد (نار الله) ..
وفى المقابل لا توجد جنة الله وإنما توجد عبارة (جنتى) !!

والحقيقة أنه يوجد باب فى القرآن ونادر جدا من تحدث فيه وهو خاص بالأبعاد الزمانية والمكانية فى القرآن الكريم ..

فنلاحظ ان كلمة (جنتى) التصقت كلمة جنة بياء المتكلم ..
و(نار الله) باعد وفصل فيها بين لفظ نار واسم الله العلم .. ولم يقل نارى فتكون كلمة نار ملتصقة بياء المتكلم !!
ما معنى ذلك ؟

يعنى أن الله تعالى لما قال فى سورة الأنعام الآية 12:
(كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) فالله تعالى لم يذكر أبدا أنه كتب على نفسه العذاب .. بل كتب على نفسه الرحمة .. والجنة رحمة ..
فألصق كلمة جنة بياء المتكلم مباشرة فقال جنتى ..

أما النار التى تمثل العذاب فقد باعد بينها وبين لفظ الجلالة الله فلم يقل نارى بل قال نار الله وجعل مسافة بين لفظ النار واسمه العلم الله !! ..
سبحان الله
وكأن الله تعالى يريد لنا الجنة ويريد لنا الرحمة ولا يريد لنا العذاب ..
ولذلك ألصق الجنة بنفسه بياء المتكلم وكأنه يريد أن يقربها لنا ..
وباعد بينه وبين النار بالإضافة وقال (نَارُ اللَّهِ) وكأنه يريد أن يباعد بيننا وبينها !! ..

وهذه لمسة بيانية بمنتهى الروعة

وبالمناسبة .. فإن الله تعالى ذكر النار فى مواضع كثيرة فى القرآن ولكنه فى هذا الموضع أضافها إلى نفسه وقال (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) الهمزة 6 - 7
فماذا أعطت هذه الإضافة من خصوصية لهذه النار ؟
قال إنها تطلع على الأفئدة .. أي تسيطر عليها وتغشاها وتحرقها ..
أو بمعنى آخر أنها تطلع على الأفئدة التى هى مكان العقائد المزيَّفة والنوايا الخبيثة والأفكار الفاسدة وهي أرق شئ فى الجسم .. فهي تطَّلِع عليها وتحرقها بقدر ما فيها من كفر وفساد وزيف ..
وفى كل الأحوال فهذه النار هي نار خاصة لا تحرق فقط الجلود ولا العظام ولكن تطَّلِع على الأفئدة وما فيها من نوايا فتحرقها بمنتهى القسوة ..

كفانا الله وإياكم شر النار وأدخلنا الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

د. أنس كمال.

https://t.me/soundquran77

﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾

-لا أدري أيهُّما اكثر طَمأنينة، لفظ الرّحمة أم ربكم ، الذي نسبنا إليه رغْم مَعَاصِينَا ؟! اللهمّ رُدَّنا إليكَ رَدَّاً جَمِيلاً ..

https://t.me/soundquran77