Информация о канале обновлена 15.10.2025.
Информация о канале обновлена 15.10.2025.
بعد توقيع اتفاق مولوتوف–ريبنتروب في ٢٣ أغسطس ١٩٣٩، وهي المعاهدة التي نصَّت على عدم الاعتداء بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا، مضت سنوات وخلال يونيو ١٩٤١، بدأت القوات الألمانية عملية بارباروسا، وهي أضخم عملية غزو بري في التاريخ الحديث، متوغلة داخل الأراضي السوفييتية من أجل شق الطريق نحو بولندا، ثم إلى قلب روسيا نفسها، ما يعني إلغاء الاتفاقية المبرمة مع روسيا.
ورغم أن تشرشل أبلغ ستالين بتحذيرات مؤكدة من أجهزة مخابراته، بأن هتلر يجهز لغزو الشرق، فإن ستالين رفض التصديق، ظنًّا منه أن تلك المعلومات مجرد دعاية بريطانية لجرِّه إلى مواجهة مبكرة مع ألمانيا. حتى صباح ٢٢ يونيو ١٩٤١، حين سمع بنفسه عبر الخط الهاتفي أن الجبهات السوفييتية تتهاوى واحدة تلو الأخرى، وأن الدبابات الألمانية بدأت بالفعل التوغل في العمق الروسي.
عندها أدرك ستالين أن الكارثة وقعت، لكنه لم يندفع إلى الخطوط الأمامية، لقد أحاط نفسه بأكثر فرق الحراسة ولاءً له داخل الكرملين، في خوف من أن يلقى مصيره على يد أحد ضباطه الغاضبين، بعد أن بات واضحًا أن الهزيمة الأولى وكمية الخسارة كانت من صنع قراراته الشخصية، ومسؤوليته كقائد، وتجاهله لكل التحذيرات.
الشاهد أن الديكتاتور مهما بلغ من التألُّه السياسي، يبقى في لحظةٍ ما واعيًا ولو لحدٍّ أدنى من شعور المساءلة عن قراراته من قبل شعبه وضبَّاطه، ويخشى بطشهم لحظة تكون المسؤولية الكاملة موضوعا ثقلها على كاهله، وبشكل أكثر حدة وقع مع موسوليني، صاحب مقولة (الشعوب تحب الرجال الأقوياء، الجماهير كالنساء تحب من يتغزل بها) وهو الذي ألقى ببلده في حرب طاحنة دون أن يملك دبابات كفوءة ولا أسلحة مضادة للطائرات ولا مقاتلات سريعة ولا حاملات طائرات ولا رادارات ولا عملة صعبة، وكان كل افتراضه كما قال بول كيندي أنَّ (الحرب قد كُسِبَت سلفًا)، فماذا كان؟ علَّقت الجماهير الإيطالية قائدها موسوليني مشنوقًا في ميدان عام بعد هزيمة المحور!
أربعٌ من عوائدنا السياسية العربية!
١- الجبرية السياسية عادةً تاريخيَّة، بعد هزيمة ١٩٦٧م، خطب الملك حسين (الهاشمي) في الشعب الأردني قائلًا "يبدو أنني أنتمي إلى أسرة كتب عليها المعاناة والتضحيات من أجل بلادها بلا نهاية، فإن لم تنالوا المجد فهذا لأن هذه هي إرادة الله".
– الخطاب القدري بعد الهزيمة يحول الشرعية من شرعية أداء إلى شرعية عناية إلهية، أو شرعية سلالة، ونتيجة هذا خفض كلفة الفشل على المسؤولين عنه، ورفع كلفة الاعتراض على المجتمع والنخب الناقدة.
٢- معيار الانتصار الوهمي، عادة تاريخية في حروبنا العربية الحديثة، كان البعث السوري أستاذًا في الالتواء على مفاهيم النصر والهزيمة، بعد هزيمة ١٩٦٧م قال الجنرال السوري سويداني "لم يكن هدف الإسرائيليين احتلال بعض أميال من سوريا، بل الإطاحة بحكومتها التقدمية، فلم يحققوا ذلك، ولهذا فإننا نعتبر أنفسنا منتصرين في هذه الحرب". مع أن سوريا خسرت الجولان وخسرت مصر سيناء، ودمر طيران مصر بأكمله!
– إعادة تعريف النصر بعد وقوع الخسارة هدفه الوحيد نقل غاية الحرب من غاية استرداد الأرض، إلى غاية بقاء نظام، وعادةً ما يكون ذلك باستبدال النتائج الماديَّة والأرقام بموازين رمزية أيديولوجية، وهو نصر يحظف شرعية الحكم، لكن لا يحمي من تكرر الكوارث.
٣- الاستهتار بالمسؤولية العسكرية عادة تاريخية في حروبنا الحديثة، بعد هزيمة ١٩٦٧م قدم وزير الخارجية السوري/البعثي ماخوس تصريحًا أشبه بتصريحات نسمعها اليوم مرارًا، "لو سقطت دمشق أو حلب فبالإمكان إعادة بنائهما ولكن لا يمكن تعويض خسارة البعث لأنه أمل الأمة العربية".
– تغليب أمن الحزب، أو التيار الأيديولوجي المسؤول عن حرب خاسرة، على أمن الأمة، يشي بأدلجة العقيدة العسكرية وتآكل العقد المدني العسكري، وهو ما يعني استخدام القوة كأداة مقايضة لسلامة المجتمع بالرأسمال الرمزي للحزب أو التيار، لذا لو ذهبت حلب أو دمشق بأهاليها، فذلك يعوض، لكن الحزب لا! حذو القذة بالقذة غزة وشعبها.
٤- التاريخ الدعائي، عادة يحبها العالم العربي، إلا أنها بلغت شيخوخة مثقلة، يوم كانت فتيَّة يرصد التاريخ أنَّه خلال هزيمة ١٩٦٧م، كتبت جرائد مصر "الجيش العربي يزحف داخل إسرائيل" "قواتنا تتوغل داخل اسرائيل". وتطلب الوضع ١٠ سنوات حتى بدأت النخب تتحدث عن أسباب (الهزيمة) كتاريخ حقيقي، فحمَّل صلاح الحديدي القاضي الرئيس في محاكمات الضباط الذين اعتبروا مسؤولين عن الهزيمة، قائلًا "يمكنني القول إن قيادة مصر السياسية هي التي دعت إسرائيل للحرب" وعبر الجنرال فوزي "القيادة البيروقراطية الفردية هي المسؤولة عن الهزيمة" وتحدث محمد صادق عن "الترقيعات والترقيات على أساس الولاء، وليس على أساس الخبرة".
– البروباغاندا المتخمة والمتثاقلة شيخوخةً وقت الحرب تصنع فجوات معلوماتية هائلة يصعب تغيير القناعات التعبوية المتسرعة والتي سدَّت محلَّها لاحقا، فهي تؤخر التعلُّم وتعيق تصحيح المسارات، والاعتراف المتأخر بأسباب الهزيمة، دلالة على تضخُّم الهيمنة الخطابية على حساب الإصلاح.
الصورة تجمع جمال عبد الناصر مع ماخوس وزير الخارجية السوري.
Рост подписчиков
Публикации
Просмотры
Средний охват + ERR%
Владелец канала не предоставил расширенную статистику, но Вы можете сделать ему запрос на ее получение.
Также Вы можете воспользоваться расширенным поиском и отфильтровать результаты по каналам, которые предоставили расширенную статистику.
Также Вы можете воспользоваться расширенным поиском и отфильтровать результаты по каналам, которые предоставили расширенную статистику.