استفق… عمرك يضيع، وأنت غارق في وهم أنك تعيش.
سافر، غادر أسوار وطنك، وامشِ بين شعوب لا تعرفك ولا تعرف تاريخك، لكنهم يحترمونك لأنك إنسان، لا لأنك ابن قبيلة أو طائفة أو مذهب.
هناك ستتعلم أن الاحترام عمل، لا شعار… وأن الابتسامة ليست ضعفًا، بل قوة.
وستتعرّى أمام نفسك حين تدرك أن ما كنت تفعله في وطنك كان عارًا: تجاوز الطوابير، دفء الرشوة، تخريب الممتلكات العامة، ورمي القمامة في الشوارع.

سترى أوهام البطولات تتساقط من رأسك كأوراق الخريف، وستكتشف أن أرضك التي رددت أنها خضراء ليست إلا صفراء ذابلة.
حينها ستفهم أننا لسنا “خير أمة أخرجت للناس”… بل عالة على الإنسانية، وجرح في جسد الحضارة، وحتى على أنفسنا لعنة.
وستعرف أن الغرب لا يخطط ولا يتآمر… لأنه لا يحتاج. نحن من نتآمر على أنفسنا ببراعة تفوق أي مؤامرة خارجية.