الناس أجناس والزهور أنواع فمنها الورد ومنها الصبار
وكذالك البشر
فيهم الطيبون وفيهم الماكرون
فيهم الحليمون وفيهم المتهورون
فيهم الأسوياء وفيهم المعتلون
فيهم المتعاطفون وفيهم الأنانيون
فيهم المنحطون وفيهم النبلاء
إدراكك لهاذا المفهوم عن طبائع البشر وحقائقهم وتقبلهم كما هم يختصر عليك الكثير من المعاناه والألم
كيف ذالك؟؟
من رحمة الله بنا جل في عُلاه أنه أخبرنا في كتابه الكريم عن بعض الصفات المذمومه للإنسان منها ( الجدل ،الجحود لنعم الله ،کثرة الظلم للنفس ، الضعف ،الیأس والقنوط ، والخصومة ،العجلة ،البخل ،الجهل ،الهلع والجزع ،الطغیان)حتى لاتنخدع بالمظاهر وتتألم من الطبائع المؤذيه للبشر وتُستغل وحتى تدرك طبيعتك أيضًا فقد تكون أحد المؤذين وأنت لاتعي أو قد تكون شديد الحساسيه تجاه مايصدر من الآخرين أو تكون جاهل بمعرفتهم فمعرفتك بطبيعتك كبشري يساعدك بتزكية نفسك وتهذيبها أولًا وبنفس الوقت حمايتك من الطبائع البشريه المؤذيه ومعرفتك لها وكيف تتعامل معها لتنال النعيم الدنيوي والأخروي فتمعنك للآيات القرآنيه مدرسه وعي كبيره دستورها لايخضع لأرآء البشر ووجهات نظرهم بل هو من لدن عليم حكيم حين تعلم ذالك
لن يؤلمك المستفز ولايؤذيك النرجسي ولا يثني عزمك السلبي لن تكون فريسه للمضطربين أو ألعوبه للمتصنعين
ولن تتلون وتتواضع تواضع مزيف لترضي المتنمرين أو تصمت خوفًا من المؤذون بل ستكون بقناعه ورضى ممن قال الله فيهم ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾
فإدراكك لطبيعتهم البشرية بتفحص ونظره ثاقبه لايجعل منك شخصًا سطحيًا تغره الأقنعه التي يرتدونها أوالسلوك المنمق المغري اللذي يصطنعه بعضهم مؤقتًا أو المنصب اللامع اللذي يحتلونه فأنت تدرك الجوهر قبل المظهر وتدني الشخص أو تبعده وفق جوهره فلا يتم خداعك
وهاذا سيخفف عنك الكثير من العناء حينها ستحيط نفسك بسور عالي ولن يستطيع أحد إختراق حدودك أو التلاعب بمشاعرك بدرجه كبيره كما يحصل مع الأشخاص العاديون ومع ذالك أنت منفتح على الآخرين ولديك علاقات طيبه وداعمه "فتزن من وزنك بما وزنك"
💡مثال بسيط الشخص الحسود عندما تكون شخص عميق وواعي ستدرك الطبيعه البشريه من البدايه ستنكشف طبيعته بالتلميحات ونظرات الحقد التي تظهر لمدة ثواني ثم يخفيها وستكشفها بنبرت صوته وهو يهنئك بها بعض التكلف والتوتر أو لحظة الشماته على تعابير وجهه لحظة سماع خبر سيء عنك لثواني قبل أن يلبس قناعه أو تذكيره لك ببعض إخفاقاتك عندما تكون في مزاج جيد وقد يتسبب لك أمام الآخرين ببعض الإحراج من باب المزاح فقط والمدح الكاذب أمامك والحديث بسوء خلفك علامات مبدئيه بسيطه ولاكنها مؤشرات واضحه تنبهك عن طبيعته فلك أن تتجنبه
أو عندما يزيح هاذا القناع لن تتأثر بما يصدر عنه من أقوال وأفعال أو مؤامرات ونميمه تجاهك فأنت تدرك طبيعته وتعي إن مايصدر منه أمر لايعنيك أنت شخصيًا 👌بل هو ألم نابع من نقص عميق بداخله وشعور يأكل خلجات نفسه ليل نهار !! لأنك تمتلك ماينقصه فيرى إن أفضل وسيله لتنفيس عن هذه الصراعات الداخليه والحرمان أن يأخذك هدفًا يرمي عليه مايشعر به من إحباط متراكم على مر السنين فإذا كان لديك هاذا الادراك فسيكون من البسيط والسهل عليك أن تتجاهله ولاتنزعج منه بل وربما تنظر إليه بشفقه كبيره وتسامح لأنك تعلم المحرك الأساسي بداخله لهاذا السلوك تجاهك وقس عليها معرفتك ووعيك بطبائع شخصية المتنمر المستفز النرجسي والكثير من الشخصيات السامه وبذالك تكون:
ربحت الحرب بلا سلاح أو مقاومه فهذه حربه وليست حربك
وفرت طاقتك وجهدك لمواجهة المعارك الحقيقيه التي تأتي من طبيعة الحياه نفسها
أرحت نفسك من المعاناه فعواطفك محميه
برودك وعدم إنفعالك سيجعلك تنتقي الرد المناسب في حال أحببت الرد
لست فريسة سهله لاتستدرج ولاتستهلك بمعارك تافهه
يكون جهدك الأكبر مصروف لأهدافك ومايخدمك بحق
تشعر تجاههم بالتسامح وتقبلهم كما هم وبهذا يكون صدرك سليمًا من الغل
تنعم بسلام داخلي وبجاذبيه طاغيه .
أخيرًا تذكر
"أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم".
بدريه العنزي