من باب التذكير:

عن عائشةَ رضِيَ اللَّه عنْهَا لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ ﷺ, عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ تَعَاهُدًا مِنهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ. متفقٌ عَلَيهِ.

وعنها عن النبيِّ ﷺ قالَ: رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيها رواه مسلم.

وفي ورايةٍ: "لَهُمَا أَحب إِليَّ مِنَ الدُّنْيا جميعًا".

هذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بسنة الفجر، سنة الفجر مؤكدة، وهما ركعتان قبل الصلاة وإذا فاتتا قضاهما بعد الصلاة أو بعد طلوع الشمس.

الأمر الذي لا يريد هؤلاء المتساهلون الاعتراف به، هو أن وجود طبيبات في المستشفيات ليس حلاً أصلًا. أنا رجل درست سنة كاملة في الطب قبل تحويل مساري إلى طب الأسنان، وقد شاهدت في السنة الأولى من دراسة الطب أموراً مثيرة للدهشة حقيقةً...

كان لدينا تدريب عملي لمدة ثلاثة أسابيع في مستوصف، يضم طبيباً وممرضة على الأقل. عندما تأتي امرأة إلى المستوصف، لا تظن - أيها العاقل - أن الطبيب سيترك الممرضة تفحصها وتعالجها بالشكل المطلوب، بل يتقدم الطبيب بنفسه وقد يكشف عن أجزاء من جسدها أمام الآخرين دون اعتبار للخصوصية. كذلك الأمر عندما يأتي رجل، فقد تتقدم الممرضة وتلمس مناطق معينة من جسده وتفحصها دون اعتبار للحدود المناسبة.

هؤلاء الأشخاص - أكرمكم الله - يريدونكم أن تصدقوا أن وجود طبيبات في المستشفيات حلّ لمن أراد أن يذهب بزوجته للمستشفى. وأنا قد رأيت بعيني امرأة يكشف الطبيب عن مقعدتها أمام الطلبة من الجنسين، والحالة لا تستدعي ذلك، فالممرضة كانت قادرة على الانفراد بها ومعالجتها بما يلزم. كما رأيت ممرضة تعالج رجلاً في مكان لا يحق لها رؤيته فكيف بلمسه.

لا تخدعوا أنفسكم - يا أصحاب العقول - فالمشكلة متجذرة، وخروج النساء للعمل سواء كنّ طبيبات أو كنّ غير ذلك لم يزد الأمر إلا تعقيداً. اذهب إلى أي مستوصف وستشاهد ما أخبرتك به: تأتي امرأة منقّبة، فيكشف عنها الطبيب أمام الآخرين دون اكتراث. يأتي رجل ملتزم، فتلمسه الممرضة وتفحص أجزاء من جسده لا يجوز للرجال لمسها، فكيف بالنساء؟

كفّوا عن استحمار الناس يا رحمكم الله !

أبو مريم المالكي

التضخيم النسوي للمصطلحات.

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم دكتور قاسم، نسأل الله لكم الشفاء العاجل. سمعت خطيب الجمعة يتحدث عن النساء في زمن النبوة، وأنهن كن طبيبات ومحتسبات ومجندات.. فهل فعلا كانت النساء مجندات في عد النبي صلى الله عليه وسلم.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

من الأمور التي يجب التنبيه عليها أن الخطاب النسوي وبعض شيوخه يوظفون مصطلحات معاصرة ذات وقع إعلامي للتضخيم والتهويل، فيُسقطونها على وقائع زمن النبوة إسقاطًا يوهم بواقع لم يكن موجودًا.
فتجدهم مثلًا في مسألة أن بعض نساء الصحابة كن يداوين الجرحى، يعبرون عن ذلك بقولهم: "دكتورات" أو "طبيبات"، فيتوهم السامع أنهن درسن في جامعات، وسافرن وحدهن، وركبن الطائرات والحافلات، واختلطن بالرجال لسنوات.. بينما الأمر لا يتجاوز ما تفعله اليوم بعض النساء في البوادي، أو ما تفعله أي أم أو زوجة من إسعاف جريح في بيتها، وهو ما يمكن وصفه بـ"الإسعافات الأولية" التي لا تحتاج إلى دراسة أكاديمية ولا إلى اختلاط أو سفر بلا محرم.
وكذلك تعبيرهم عن استشارة النبي ﷺ لأم سلمة في موقف واحد بلفظ "مستشارة"، حتى يُخيَّل أن لها منصبًا سياسيًا ومكتبًا وسائقًا شخصيًا! بينما الواقع أن الأمر مجرد مشورة في واقعة واحدة.
وأما مصطلح "مجندات" فذلك من أقبح التعبيرات، لأنه يوحي بوجود تدريبات عسكرية يومية ولباس رسمي، والحقيقة أنها مواقف محدودة من الدفاع عن النفس، فأم كبشة رضي الله عنها حين استأذنت النبي ﷺ أن تغزو معه فقال :«اجلسي، لا يتحدث الناس أن محمدًا يغزو بامرأة» [الطبقات الكبرى 10/291]. فيكف يزعم أحد بعد هذا بوجود مجندات؟!.
وكذلك وصف بعضهم الشفاء بأنها "محتسبة" في السوق زمن عمر رضي الله عنه، وهي دعوى لا سند لها، أو زعم أن خديجة رضي الله عنها كانت "رائدة أعمال"، فرغم أن الخبر لا أصل له، فالذي ورد هو أنها كانت مضاربة لا غير.

التهويل والانتقائية في عرض الأحداث يراد منه تضخيم دور المرأة في سياق لم يكن موجودًا بتلك الصورة، لفرض تصورات معاصرة تخدم الفكر النسوي ومن تأثر به.

المجيب : د. قاسم اكحيلات.

سورة النساء فيها آيات عن إباحة التعدد للرجال وآيات عن قوامة الرجل على زوجته، وهي آيات تغيض النسويات ومن لا يقبلن شرع الله سبحانه.
وفيها آيات الإرث وآيات ضرورة التحاكم إلى شرع الله سبحانه وهي آيات تغيض الظالمين ومن يريدون تبديل شرع الله ويبتغون القوانين العلمانية.
وفيها آية طاعة ولي الأمر (بعد طاعة الله ورسوله) وهي آية تغيض الخوارج.
وفيها آيات الحض عن الجهاد في سبيل الله وهي آيات تغيض المنافقين وأصحاب الإسلام المميع.
وفيها آيات تبين ضلال اليهود وعداوتهم وافتراءهم على عيسى ابن مريم وأمه الطاهرة التقية وكذلك آيات بطلان دعوى ألوهية عيسى عليه السلام، وهي آيات تحرج أصحاب توحيد الأديان.

ومن يجد أن أيا من هذه الآيات تسبب له حرجا أو ضيقا في داخله فليراجع نفسه وليعلم أنه داخل في الأصناف المذكورة أعلاه.

#عبدالرحمن_أرو