من الجهل الحديث عن الإتفاق الإبراهيمي وكأنه مجرد هدنة أو صلح كما يصور البعض، فنص الإتفاق وحتى عنوانه متضمن لمعان دينية أقل ما يقال فيها الحرمة وقد تصل بأصحابها إلى الكفر، ولهذا يفترض أن يكون مستغربا أن يتحدث بعض الدعاة عن هذا الإتفاق بوصفه تطبيعا مع اليهود فقط، ولا يذكرون البتة ما يتضمنه عنوان هذا الإتفاق من طوام كفرية قد تدخل من يتبناها نار جهنم!

وذلك أن تسمية الديانات الثلاث بالإبراهيمية أو السماوية إقرار بوحدة هذه الديانات وتساويها في النسبة إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى إبراهيم عليه السلام، وهذا المعنى في ذاته كفر ومن يعتقد به كافر بإجماع المسلمين، وقد قال الله سبحانه وتعالى ((مَا كَانَ إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّٗا وَلَا نَصۡرَانِيّٗا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفٗا مُّسۡلِمٗا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ))، وسبحان الله وكأن هذه الآية ما نزلت إلا ردا على هؤلاء !

ولهذا على من يستخدم هذا المصطلح أن يوضح مقصوده للناس، فإن قال لا أقصد المساواة بين هذه الديانات الثلاث، بل أقصد تساوي دين موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام أو أقصد كذا وكذا من المعاني الأخرى، فهذا لا يكفر نعم ولكن هذا لا يعني جواز استخدام هذه التسميات والمصطلحات خصوصا على لسان الدعاة إلى الله.

ففي قول الله سبحانه تعالى "قل يا أيها الكافرون" أمر إلهي بوصف الكافر الذي يعبد غير الله سبحانه وتعالى بوصفه الحقيقي وهو الكفر، والأنبياء ما بعثوا إلا ليميزوا للناس بين الكفر والإيمان أصلا، وكذلك يفترض أن يكون من يزعم أنه من ورثة الأنبياء.

واللطيف أن سورة قل يا أيها الكافرون والتي يستدل بآخر آية فيها بعض الملاحدة على ما يسمونه حرية الإعتقاد والتدين وعلى السلام والوئام بين الأديان، هذه السورة نزلت بعكس هذا المعنى تماما ولإظهار المخالفة والبراءة التامة بين الإسلام والكفر.

فمناسبة نزول هذه السورة أنها كانت ردا على طلب كفار قريش من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يكفّ عن شتم آلهتهم والانتقاص من دينهم ودين أجدادهم، وأن يعبدوا إلهه عاما ويعبد هو آلهتم عاما فكان الرد ببساطة قل يا أيها الكافرون.

وما أظن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يشتم الأصنام ويشتم دين قريش كما هو الظاهر من أقوال كفار قريش في شكواهم لأبي طالب بحسب الروايات، خصوصا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى فقال "وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖۗ …"

لكن هم يريدون أن لا يوصف دينهم ودين أجدادهم بأنه دين باطل وأنه دين كفري وأنه ضلال مبين، ولا يريدون أن توصف آلهتهم بأنها لا تضر ولا تنفع ولا تستحق العبادة، فهذا هو الشتم الذي شتمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لآلهة قريش وبهذا عاب دينهم وانتقص منه.

وهذا ذاته هو ما يريد أصحاب تسمية الديانات الإبراهيمية أو السماوية من المسلمين أن يعتقدوا به، فإن لم يعتقدوا بتساوي اليهودية والنصرانية مع الإسلام، فلا أقل من ألا توصف هذه الأديان بالبطلان والضلال والكفر والشرك، والرد القرآني على هؤلاء هو قل يا أيها الكافرون.

ولهذا فالإتفاقات الإبراهيمية هي أشبه ما يكون بالعروض التي عرضها كفار قريش على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أجاب عليها بقل يا أيها الكافرون وهو مستضعف في مكة، وكل من يتناول الحديث عن الإتفاقات الإبراهيمية سواء بالتبرير أو حتى بالمعارضة من باب أنها تطبيع مع العدو الصهيوني دون التطرق لما ذكر في هذا المنشور عليه أن يستحي من نفسه ويراجع أولوياته كداعية، هذا إن كان يعد نفسه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وارثة الأنبياء، الأمة التي يفترض أن تقوم بمهمة الأنبياء على الأرض
.

خالد الصغير

قد تحبك المرأة وتكون صادقة في حبك فعلا..
ومع ذلك لقلة عقلها تؤذيك كما لا يؤذي العدو عدوه!

لأنها تحب أشياء أيضا كما تحبك.. أشياء تتعارض مع حبها لك.

قد تحب هذه الأشياء أكثر مما تحبك فتحاربك لأجلها.
وقد تحبك أكثر لكن لا تتصور أنها تخسرك إن حاربتك لأجل هذه الأشياء..
فتخسرك.
وقد تظن أنها تحبها أكثر فتخسرك ثم تكتشف أنها كانت تحبك أكثر وهذه قاتلة.
وقد تظن أن خسارتك حتمية فبدل أن تبذل مجهودا لتحافظ على حبك تبذله لتجعلك تعاني كما تعاني هي لخسارتك.

قلت في أول المنشور "قد"؟
عفوا.. هذا هو الأصل وغيره أندر من النادر.
الأصوب: "قد تحبك المرأة ولا تؤذيك، ما أسعدك"

حب المرأة مؤذي والله وخطير ولا ينجو منه نبي ولا ولي ولا حكيم إلا بعناية المولى وحده.

لا بذكاء ولا بعقل ولا بحذر ولا بأي شيء.
قد أُتي يوسف عليه السلام وأوذي أشد الأذى لا لشيء إلا لأنه "أُحب".

كفانا الله شرور المحبين قبل شرور الكارهين.

وقد علمنا حبيبنا ﷺ أن نقول إذا تزوجنا قبل الدخول:
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه.

محمود سامح

جزم الصحابي بما يقول يؤكد أنه ليس إسرائيلية، لأن الاسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، فكيف يجزم بما لا يصدق ولا يكذب، وقد نبه على هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية.

كما في مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٤٥ ): " وَمَا نُقِلَ فِي ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ نَقْلًا صَحِيحًا فَالنَّفْسُ إلَيْهِ أَسْكَنُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ لِأَنَّ احْتِمَالَ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ ﷺ أَوْ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ أَقْوَى؛ وَلِأَنَّ نَقْلَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَقَلُّ مِنْ نَقْلِ التَّابِعِينَ وَمَعَ جَزْمِ الصَّاحِبِ فِيمَا يَقُولُهُ فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَدْ نُهُوا عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؟ ".

[تقويم المعاصرين (ص٢٢)]