205 ص
عن العصيان
تأليف: إريك فروم
ترجمة: يوسف نبيل

عن العصيان - إريك فروم

نظن أننا نشعر بشئ ما لا نشعر به حقًا. يحدث ذلك ببساطة لأننا نتبع الإيحاءات والرأى العام، وما يشبه ذلك. لذا فعلينا أن نجد سببًا لهذه الأفعال التي تبدو كأن شعورنا الذي ندركه هو الذي حفَّزها. على سبيل المثال، إذا انتميت إلى الصفوة الثقافية فربما تشعر أن أعمال بابلو بيكاسو جميلة للغاية وتُعبِّر عن فن عظيم. مع ذلك إذا تشربت فكرة أن بيكاسو قد أبدع فنًا جميلا، فستنظر إلى أعماله وتشعر أنها رائعة، لكنك لا تشعر حقًا بشئ. كل ما يحدث أن لديك اعتقادًا بشعور ما، وأغلب الناس غير قادرين على التمييز تمامًا بين الشعور الأصيل الذي هو حقيقة، يستجيب إلى شئ ما يعمل داخل الجهاز النفسي للشخص، وبين الاعتقاد بشعور ما، وهو يشبه شعورًا حقيقيًا إلا أنه ليس كذلك.

98 ص
انتصار الدين
جاك لاكان

كتاب انتصار الدين – جاك لاكان

يأتي هذا النص من أحد أكثر الأصوات الفلسفية والنقدية إثارة للجدل في القرن العشرين: جاك لاكان، الذي جعل من التحليل النفسي ساحةً لفهم الذات واللغة والرغبة، لا مجرد علاج سريري. في هذا الكتاب الصغير والكثيف، يفتح لاكان نافذة على سؤال عميق: ما الذي يقدمه لنا التحليل النفسي ولا يمكن أن نجده في أي مكان آخر؟
يرى لاكان أن المعرفة التي تُكتسب عبر التحليل النفسي ليست شيئًا يمكن نقله عبر التعليم التقليدي أو التمارين الروحية، فهي خبرة وجودية تنكشف للذات في لحظة مواجهة مع لاوعيها. هذه المعرفة – الغامضة والجارحة أحيانًا – لا تُدرّس، بل تُعاش.
لكن الكتاب لا يقف عند حدود التحليل النفسي، بل يلامس سؤالًا أبعد: كيف يبقى الدين، في عصر سيطرت فيه العلوم والفلسفات الحديثة، حاضرًا ومؤثرًا في النفوس؟ بالنسبة للاكان، انتصار الدين يكمن في قدرته على مخاطبة البنية الرمزية العميقة في الإنسان، تلك التي لا يستطيع العقل وحده أن يملأ فراغها.
بهذا المعنى، يُفاجئنا لاكان: فبينما بدا وكأنه يُقصي الدين لصالح التحليل النفسي، يكشف أن الدين يملك ما يمدّ الإنسان بمعنى وملاذ، بل ويُعلن أن في النهاية، الدين هو المنتصر.
إنه كتاب يضع القارئ أمام جدلية حادة: بين العقل والرغبة، بين العلم والإيمان، بين اللاوعي والرمز. نص قصير، لكنه يحفر في العمق، ويدعو قارئه لإعادة التفكير في معنى المعرفة، وفي سرّ بقاء الدين حيًا رغم كل محاولات تجاوزه.