إذا أمكن لنيتشه ، بروست ، بودلير أو رامبو ، أن يتصدّوا لتقلّبات الموضة ، فإنّهم مدينون بذلك إلى وحشيّتهم اللامبالية ، إلى جراحتهم الشيطانيّة ، إلى سخائهم بالسمّ ...
مَا مِنْ شيءٍ يجعل أثرا ً يدوم ويمنعه من التقادم سوى شراسته . تأكيد غير مبرّر ؟
أنظروا إلى مجد الإنجيل ، أليس الكتاب العدوانيّ والمسموم بامتياز ؟
الجمهور يتهافت على ما يُسمّى بالكتّاب الإنسانيّين . هوَ واثق
بأنّه لا يخشىٰ منهم شيئا ً .
إنه يعرف أنّهم وقد توقّفوا - مثله - في منتصف الطريق ، سيقترحون عليه صلحا ً مَعَ المستحيل ، رؤية ً
منسجمة للفوضى .

-إميل سيوران

مع بودليو اقتحمت الفيزيولوجية مجال الشعر، مع نيتشه اقتحمت مجال الفلسفة، وبهما رفعت اضطرابات الجسد إلى مرتبة النشيدالمفهوم


إميل سيوران

الرومانسيون كانوا آخر المختصين في الانتحار بعدهم صار الانتحار عرضة إلى عدم الانقاذ من أجل تحسين نوعيته نحن في حاجة كبيرة إلى مرضٍ جديد للعصر

-إميل سيوران

نحن مونادانت
«منشقة» نشهد نهاية الأحزان المخدرة والانحرافات المتوقعة فقد أكثر من علامة تنذر بهيمنة الهذيان.

إميل سيوران

أتى الليل في منتصف أيار
كطعنة فجائية في القلب
لم نتحركْ
شفاهنا مطبقة ً على لحن الرجولة المتقهقر
في المقصورات الداخلية ثمة عويل يختنق
ثمة بسالة مضحكة في قبضة السوط
الأنوارُ مطفأة .. لماذا ؟
القمرُ يذهب الى حجرته
وشقائق النعمان تحترق على الأسفلت
قشٌّ يلتهبُ في الممرات
وصريرُ الحطب يئنُّ في زوايا خفية
آلاف العيون الصفراء
تفتش بين الساعات المرعبة العاقة
عن عاهرة ٍ إسمها الإنسانية
والرؤوس البيضاء ، مليئة بالأخاديد
يا رب تشرق الشمس ، يا إلهي يطلع النجم
دعه يغني
لنا إننا تعساء
غذبنا ما أستطعت
القملُ في حواجبنا
وأنتِ يَا ليلى لا تنظري في المرآة كثيرا ً
أعرفكِ شهية ً وناضجة
كوني عاقلة والإ قتلتكِ يا حبيبة .

-محمد الماغوط

دعْ الهواء الغريب
يكنس أقواس النصر ، وشالات الشيوخ والراقصات
أنهم موتى
حاجز من الأرق والأحضان المهجوره
ينبت أمام الخرائب والثياب الحمراء
وذئاب القرون العائدة بلا شارات ٍ ولا أوسمه
تشقُّ طريقها داخل الدم
تموتُ على الرمال البهيجه الحارة
لا شيء يُذكر الأرض حمراء
والعصافير تكسر مناقيرها على رخام القصر .
وداعا ً ، وداعا ً إخوتي الصغار
أنا راحلٌ وقلبي راجعٌ مع دخان القطار .

-محمد الماغوط