✍️ في كل زمن صراع بين الحق والباطل. وهنالك حزب للحق هو حزب الله (أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 22المجادلة) وهنالك حزب للباطل وهو حزب الشيطان (أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ 19 المجادلة ) وهناك إمام للحق وهناك إمام للباطل. وهناك أولياء للحق هم أولياء الرحمن. وهناك أولياء للباطل هم أولياء الشيطان. وهناك جنود للرحمن. وهناك جنود للشيطان معسكرين يقوم بينهما الصراع.
النتيجة. في زمن النبي الخاتم صلى الله عليه واله استطاع إبليس طبعا إبليس هنا ليس كائنا افتراضيا وليس شخصا اعتباريا أو معنويا لا.. إنما ابليس شخص متجسد يعني له وجود.
وهذا الشخص سمعت له رنة. عندما نزل الوحي على رسول الله. يعني يشعر ويتابع ويهتم. وهذا الشخص يتصرف من خلال أوليائه وجنوده. وعندما يشعر بالخطورة الشديدة ينزل بنفسه إلى ساحة الميدان. والدليل أنه عندما شعر بخطورة بعثة النبي صلى الله عليه واله خرج بنفسه وتجسد في صورة وذهب إلى دار الندوة واقترح عليهم مشروع لاغتيال الرسول صلى الله عليه واله.
إذا هو شخص ليس غيبي غير منظور غير موجود بل هو شخص موجود ويتابع بنفسه
استطاع ابليس وللأسف الشديد أن يتسبب في اغتيال رسول الله صلى الله عليه واله. واستطاع إبليس أن يتسبب في اغتيال أمير المؤمنين عليه السلام. واستطاع إبليس أن يتسبب في اغتيال الإمام الحسن عليه السلام. واستطاع إبليس أن يتسبب في اغتيال الإمام الحسين عليه سلام الله . وهكذا استطاع إبليس أن يتسبب في اغتيال كل الأئمة عليهم السلام طبعا هذا كله من خلال اوليائه وجنوده معناه أن الصراع الأخير. الله سبحانه وتعالى وببركة وجود المعصومين الاثني عشر امتد إلى اثنى عشر جولة إضافية، ونحن الأن نعيش الجولة الأخيرة من المعركة الأخيرة في صراع الحق والباطل.
وهذه الجولة الأخيرة التي ابتدأت بتولي الإمام المهدي عليه السلام الإمامة وها نحن نعيش في أواخرها، إذا كانت هناك ساعة كونية. نحن نعيش في الساعات أو الدقائق الأخيرة من الجولة الأخيرة من المعركة الأخيرة من صراع الحق والباطل الذي ابتدأ في الملأ الأعلى. ولم يبقى لمشروع الحق من فرصة الانتصار إلا الامام الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه
لذلك إنما غاب سلام الله عليه غاب مخافة القتل من معسكر الباطل الذي استطاع قتل كل ابائه عليهم السلام .وها نحن نعيش مرحلة الغيبة الكبرى لهذا السبب وهنا تأتي المسؤولية مضاعفة علينا بسبب غياب امامنا عليه السلام في ان نقوم بدورنا وواجبنا في طاعته والتمهيد لظهوره ونصرة الحق على يديه ...
السؤال . من هم جنود ابليس واوليائه في زماننا الحاضر؟
هذا ما سنجيب عليه في المحاضرة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

✍️ (صراع الحق والباطل ) المبحث الثاني كما تقدم سابقا ان صراع الحق والباطل تأسس عندما تحدى ابليس عليه اللعنة رب العزة والجلالة بانه على حق وانه افضل من ادم وان ادم وبنوه لن يصدر منهم الا الفساد وقتل النفس .وطلب ابليس المهلة لإثبات ذلك ... وبالفعل الله سبحانه وتعالى اعطاه المهلة الى (يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ38 الحجر)وهنا كانت وعود ابليس بانه سيغوي بني ادم وسيضلهم من خلال الاماني والاوهام . ولكن ابليس "الذكي" كان يعلم بانه لن يستطيع اغواء عباد الله الصالحين لذلك استثناهم من التحدي بقوله (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( 83ص)) وهذا يعني ان محل تحدي ابليس ليثبت انه على حق هو (نحن) وليس احد غيرنا مع العلم ان ابليس هذا ليس عنده من ادوات ليجبرنا على المعصية الا التسويلات والاوهام والوعود الكاذبة (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 22ابراهيم)
وعلى كل حال فان جولات ابليس بين الحق والباطل ابتدأت مع ابنيَ ادم (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ 27 المائدة ) ونجح ابليس في اغواء قابيل وتشجيعه على قتل اخيه . واذا لاحظنا سبب هذا الصراع وهذه الجريمة سنجد انها كذلك بسبب (الأنا) عندما لم يتقبل منه وتقبل من اخيه وكانت هذه الجولة من نصيب ابليس واستطاع ان يكسبها..
ثم أتت الجولة الثانية التي كانت في زمن نوح عليه السلام. (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) نوح). والنتيجة لم يؤمن مع نوح إلا قليلا. وهذه الجولة كذلك كسبها إبليس. الدليل أن الله سبحانه وتعالى سلط عليهم عذاب الاستئصال.
وهكذا في زمن هود وفي زمن صالح وزمان كل الأنبياء الذين عوقب أقوامهم بعذاب الاستئصال إذا كان هناك 124 ألف نبي. فهذا يعني ان 123 ألف و 999 نبي انتهى صراع الحق والباطل معهم بمصلحة ابليس حين لم يؤمن من هذه الاقوام الا (القليل)
ووصلنا إلى التحدي الأخير والمواجهة الخاتمة وهي في زمن النبي الاعظم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه واله
فهذا هو الصراع الأخير والفرصة الأخيرة .لانتصار الحق على الباطل فإما ان يستطيع ابليس أن يغوي هؤلاء القوم ويجعلهم كذلك يطيعونه أو يستطيع الرسول صلى الله عليه واله أن يهدي البشرية الى الخير والعدالة .. وبالفعل بدأ رسول الله بذلك واستطاع خلال فترة محدودة ان يملأ اكثر جزيرة العرب عدلا وانسانية ورحمة .... ولكن يتبع ........