استمر، فربما لحظتك لم تحن بعد

لا تستغرب حين أوجه لك حديثي دون مقدمات، فأنا أعرفك جيدًا.. أنا عثمان ديمبلي؛ أفضل لاعب في العالم

أنت الذي كنت واعدًا في مراهقتك، اعتادوا الإشارة إليك ثم القول: هذا الفتى هو الأكثر نبوغًا بين أقرانه، وسيكون له شأن كبير خلال سنوات قليلة.

ثم مرت السنوات القليلة، ولم تدرك ذلك سوى مع الشعرة البيضاء الأولى في رأسك، بينما تنظر في مرآتك لتتذكر نبوءة الماضي. والآن، أنت الأتعس بين من كنت أكثرهم نبوغًا.

ولكن دعني أخبرك، أنه ستمر سنوات أخرى، وربما تحتضنك أسرة المستشفيات أكثر من سريرك، وتعاني للسير على قدميك اللتين اعتادتا إبهار من حولك.. وفي أذنيك، ستتحول أصوات التصفيقات إلى قهقات ضاحكة على خيبات أملك المتتالية. ببساطة؛ لأن الحياة لا ترحم من يسقط أرضًا.

ولكن لا بأس، ستتغير المعطيات، وتتحول كل هذه الفصول إلى مقدمات للفصل الأجمل، الذي ليس شرطًا أن يحدث في اللحظة التي تنتظره فيها، لأن الحياة أوسع مما تراه، والمستقبل لا يُرسم بناء على ما يحدث الآن، وأمس، وأمس الأول.

لقد أخبرتك في البداية أنني أعرفك جيدًا، لأنني كنت مكانك يومًا ما، لقد شعرت بكل ما يجول بخاطرك الآن، اعتدت رغرغة الدموع في عيوني، وصاحبت خيبات أملي، ورضيت بدور الأضحوكة بعض الوقت، وتمردت وسط كل ذلك متذكرًا ذاك الصبي الفلتة الذي تاه مني في زحام العثرات التي لم تتركني وشأني.

واليوم، أقف أمامك، يصفق لي العالم بأسره، في الثامنة والعشرين من عمري، أتسلم هذه الكرة الذهبية، لأن الحياة تستمر بعدما يضحك عليك الجميع ويغادرون كلٍ إلى حياته، وتبقى أنت وحدك في قصتك، لديك القدرة على تغيير بعض المعطيات، وربما، وقتها يتغير كل شيء.

أنا الجناح الذي يتلعثم كلما لمح خيال المرمى. فجأة، وجدت نفسي الهداف الذي كان يحتاج فقط الاقتراب من الهدف حتى لا تتعثر قدماه وهو يسدد.. لم يكن أحد يتخيل أن الحل هنا، ولكن بهذه البساطة تغيرت حياتي.

لذا، لا يسعني سوى أن أقول لك: استمر، فدموع الثالثة والعشرين لم تعلن معها النهاية، وكرسي الخامسة والعشرين المتحرك لم يكتب الصفحة الأخيرة، وقهقات السابعة والعشرين لم تنصبّني كأفشل أهل الأرض.

كانت كلها فصول، حتى جاءت لحظتي، لأقف هنا على هذا المسرح، وأحدثك، قبل أن أختتم رسالتي لك بما بدأت به..

عزيزي الرجل التائه الذي لا يعلم إلى أين سينتهي به المطاف..

استمر، فربما لحظتك لم تحن بعد.. ولكنها ستأتي، يومًا ما.