ليس سلوك طريق الإصلاح بالتمني والتشهي، ولا برفع الشعارات والتغني به.

هذا الطريق لمن أراد بلوغ الغاية الممكنة فيه يحتاج إلى صدق في السعي، وبذل للنفس، وتضحية بالغالي والنفيس، وصبر طويل، واستمرار دون كثرة انقطاع، وتحمل للأذى، ومجاهدة في نشر الحق.

نعم؛ هو شاق على النفس، لا سيما الأنفس التي نشأت على التراخي وحب الراحة، لكن هذه المشقة تزول إذا علمنا أننا بالإصلاح على منهج الأنبياء نسلك طريقًا لا خسارة فيه، ونقوم مقامًا نرجو من الله تعالى فيه أن نكون من ورثة النبيين في وظيفتهم في هداية الخلق للحق وإرشادهم.

يا ابن الإسلام، قم وانفض عنك غبار الكسل، وحلّق في الأفق، دع عنك الكسل والتراخي، واسلك سبل المعالي، واركب في مركب الصادقين المجاهدين الذين أرخصوا أنفسهم فداء لهذا الدين.

وليكن شعارك (لا قرت عيني ولا هنئت نفسي إن لم أكن في ركب العاملين لهذا الدين).

ثم هنيئًا لك إن مت على هذا الطريق، ولقيت ربك وقد بذلت شبابك في العمل لدينه.

«من أصابه الفتور والإحباط من الذين يتقدمون الصفوف فليلجأ إلى ربّه، ولينشغل بنفسه، ولا يخرج على الناس ليسوّغ لهم الفتور ويؤصّل لهم ثقافة الهزيمة! »

الشيخ البشير عصام المراكشي - حفظه الله -.

جعل الله صباحكم صباح نشاط وعلو همة وإقدام يا شباب الإسلام.

كثيرًا ما تأتيني أسئلة مِن قَبيل: "كيف أستدرك المواد في برنامج ما؟" "كيف أجمع بين طلب العلم والدراسة النظامية؟" ونحو ذلك من الأسئلة.

وبعد قراءة في هذا الموضوع وسماع وتجربة تبين لي أن جماع الأمر في شيئين من طبّقهما أنجز وربح بعد توفيق الله وعونه:

الأول: وضع جدول منظم واضح مناسب لك.

الثاني: الحفاظ على الوقت.

أما إذا كان الطالب يسير بعشوائية وكما تشتهي نفسه، فاليوم يقرأ في الفقه صفحتين، ثم يقرأ في التاريخ صفحتين، ثم ينتقل لمصطلح الحديث ويقرأ صفحتين، دون أن يكون ذلك ضمن خطة منهجية فأبشره بالشتات والعمل دون الحصول على الثمرة التي كان ينبغي أن تُحقق.

ومَن كان يضع خطة محكمة مناسبة له ثم كان مفرّطًا في وقته، كلما أمرته نفسه بدخول مواقع التواصل أجابها، وكلما جاءته رسالة ذهب مسرعا للإجابة عنها دون مراعاة لما عنده من مسؤوليات ودون حرص عليها ؛ فأبشره بعدم الإنجاز واليأس بعد مدة.

والوقت أنفسُ ما عُنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع.

ختاما: لا بد أن نعلم ونفهم جيدًا أن «معالي الأمور والطموحات الكبرى في العلم والتعليم والتأليف والإصلاح والتغيير والنهضة بالأمة؛ لا تكشف وجهها لك، حتى تمسح العرق عن جبينك بيد ترتعش من العناء» [1] و«سل من شئت من أهل العلم المبدعين، ونقّب في السيرة الذاتية لمن يأسرك تدفقه بالعلوم وستجد في كل هذه الشخصيات أن المتضرر الأكبر في حياتهم هو النوم والطعام والشراب والترفيه»[2]

[1] مسلكيات (12)
[2] مسلكيات (12)