»الوجه الثالث :
أكثر الناس في الحمد والشكر ، وأيهما أخص .

🔘 قول من فرق بين الحمد والشكر :

*والتحقيق :
إن بينهما عموما وخصوصا من وجه ؛
فيجتمعان في ثناءٍ في مقابلة نعمة ، ويوجد الحمد بدون الشكر في ثناءٍ ولا مقابل نعمة ،
والشكر بدون الحمد في فعل لنعمة ،
* فليس كل حمد شكرا ، ولا كل شكر حمدا .

» متعلق الحمد : ـ وهو المحمود عليه - أعم من متعلق الشكر ، فكل ما يصح الشكر عليه يصح الحمد عليه ، ولا ينعكس .

»الوجه الرابع :
اختار المصنف الحمد دون المدح لأمرين :

*أحدهما : التأسي بالقرآن المجيد .
*ثانيهما : أنه بعد الإحسان بخلاف المدح .

»» فرق السهيلي بينهما : لأن الحمد يشترط أن يكون صادرا عن علم ، وان تكون تلك الصفات المحمودة صفات كمال ، والمدح قد يكون عن ظن و بصفة مستحسنة وإن كان فيها نقص ما .

»» وفرق الرضا القزويني صاحب ( العروة الوثقى ) بأن المدح يكون للحي وغيره ، بخلاف الحمد تقول : مدحت اللؤلؤ ، ولا تقول حمدتها .

🔘 والمدح : قد يكون منهيا عنه ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ( احثوا في وجوه المداحين التراب ) رواه مسلم عن همام بن الحارث ، عن المقداد بلفظ : (( إذا رأيتم المداحين فاحثوا على وجوههم التراب )) بخلاف الحمد ، فالحمد أعم .
» ولأنه يصح إطلاقه للشاهد والغائب بخلاف المدح فإنه مختص بالغائب .

*(والحمد لله) : يدل على كونه فاعلا مختارا بخلاف المدح لله لعمومه .

» الوجه الخامس :
اختار المصنف الحمد دون الشكر أيضا ؛
* لانه ثناء عل الله بسبب كل إنعام ، فهو أفضل بخلاف الشكر ؛ فإنه ثناء عليه بسبب إنعامه عليك .
» فالحمد : يكون مع الإنعام عليك وعدمه .
» والشكر : مختص بالإنعام عليك .

و( الحمد لله) معناه : أن الحمد حق الله ، وأنه تعالى مستحقه لذاته لكثرة آلائه على عبيده .
و( الحمد لله) كلمة كل شاكر .

📒شرح الشيخ رسلان حفظه الله تعالى ]