كان حصدة يحصدون حقلاً. وفي هذا الحقل، كانت تعيش، تحت مدرة، حجلة وصغارها. وبينما كانت عائدة، وهي طائرة، بزقتها، قرب العش لاحظت أن العش قد حصد ما حوله. فقالت لصغارها:
-آه! يا أولادي، هذه هي المصيبة! اسكتوا الآن، ولا تتحركوا بعد الآن، وإلا هلكتم. سأحملكم غداً إلى مكان آخر.
لكن الصغار أخذت تقول فيما بينها، وقد استبد بها الفرح لأن الحقل قد غمره الضوء الآن: «ماما، عجوز! ولذلك تريد ألا نلهو». وأخذت الصغار تزقزق وتصفر.
كان الأولاد يحملون إلى الحقل طعام الفلاحين. سمعوا صغار الحجل فدقوا أعناقها!

«إذا غاب عن الإنسان الفهم والبصيرة بأنّ كل ما هو مؤقت ليس إلا نوعاً من الوهم، فإنّه لن يؤمن إلا بما هو مؤقت، أمّا إذا رأى ببصيرته أنّ كل ما هو موقوت ليس إلا وهم، فحينئذ سيؤمن بما هو باقٍ ودائم.»

- ليو تولستوي.

ستطاردك كل المرات التي كان عليك أن تصمت فيها وتكلمت !

- ليو تولستوي

الحياة كلها. يمكن القول إن الحياة الحقيقية لا تبدأ إلا بهذا التغيير الطفيف، ومعه تبدأ سلسلة لا نهائية من التغييرات الطفيفة ومتناهية الصغر. لا تجري الحياة الحقيقية حيث التغييرات الخارجية الضخمة، ولا حيث يتعارك الناس ويتصادمون ويتشاجرون ويقتل بعضهم بعضًا، لكنها تجري عندما تحدث تغييرات متفاوتة طفيفة.
لم تتحقق حياة راسكولنيكوف الحقيقية حينما قتل العجوز أو شقيقتها. عندما قتل المرابية العجوز، والأهم عندما قتل شقيقتها، لم يكن يحيا حياته الحقيقية، بل يتحرك كآلة، ويفعل ما لم يمكن ألا يفعله، وقد أطلق أخيرًا الشحنة التي أُودِعت فيه منذ زمن طويل. قُتِلت العجوز، وظهرت امرأة أخرى أمامه، والبلطة في يده!
لم تجر حياة راسكولنيكوف الحقيقية في الوقت الذي التقى فيه بشقيقة العجوز؛ بل قبل أن يلتقي بالعجوز، وقبل أن يقتحم شقة إنسان غريب بهدف القتل، وقبل أن يحمل البلطة بعد في يده، ولم تكن في معطفه عروة يعلق عليها البلطة؛ في لحظة لم يكن قد فكَّر فيها بعد في العجوز، وكان مستلقيًا على الأريكة، من دون حتى أن يفكر فيما إن كان يحق لإنسان أن يمحو من على وجه الأرض إنسانًا آخر لا ضرورة له ومضر أم لا... بدأ الأمر في لحظة فكر فيها هل عليه أن يعيش في سان بطرسبرج أم لا، وهل عليه أن يأخذ مالًا من أمه أم لا، وأمور أخرى من هذا القبيل، لا علاقة لها البتة بالعجوز. في هذا المجال المستقل تمامًا عن النشاط الحيواني للإنسان، حُسم أمر قتل العجوز. لم تُحسم المسألة عندما قتل العجوز، ووقف أمام امرأة أخرى، والبلطة في يده... لم تُحسم هذه المسألة بتاتًا عندما بدأ في ارتكاب الفعل، بل عندما جلس لا يفعل شيئًا سوى التفكير، ولم يعمل فيه شيء سوى الوعي، وفي هذا الوعي جرت تغييرات طفيفة. في مثل هذه الأوقات يبدو مهمًا للغاية من أجل التوصل لقرار صحيح بخصوص مسألة ما أن يفكر الإنسان بأقصى قدر من الوضوح والصفاء، وحينها فقط يمكن لكأس واحد من الجعة، أو سيجارة واحدة أن تَحول بين الإنسان وبين قراره المهم هذا، وأن تطفئ صوت ضميره...

👍⬇️⬇️⬇️


1⃣المجموعة الأولى – قنوات الكتب الصوتية
قنوات مميزة لكل من يريد استغلال وقته بالاستماع إلى الكتب المسموعة والاستفادة منها في أي مكان وزمان.
⚫️https://t.me/addlist/8uNL6_7lUHUzMTkx

2⃣المجموعة الثانية – قنوات الفكر والمعرفة
هنا تجد قنوات تُخاطب العقول قبل القلوب؛ بعضها يضع نقاط المنطق على حروف الفكر، وأخرى متنوعة الفائدة بين الأدب، والدورات التعليمية، والفوائد التقنية.
⚫️https://t.me/addlist/MdWs2iAF3d00YzEx

3⃣المجموعة الثالثة – شخصيات أدبية وفلسفية
في هذه المجموعة ستصادفون عظماء الأدب الروسي مثل تولستوي، دوستويفسكي، وتشيخوف. وسيناجيكم رهين المحبسين، ويحدثكم غسان كنفاني، وتلتقون بذٰلك الذي كُتب على قبره: هذا الذي جعل الشباب يقرؤون!
⚫️https://t.me/addlist/LcBdrEeifm8xNmZh