الشرح الموسّع على متن المنهاج 🔥

مما وَصف به شيخُ الإسلام تقيُّ الدين ابنُ تيميةَ أهلَ السنةِ -في كتابه منهاج السنّة- أنّهم: (أعلمُ بالحقِّ وأرحمُ بالخلقِ)، وهذا الجمع بين مقامي العلم والرحمة من أخص خصائصهم.

وبعض النّاس -لا سيما من طلاب العلم- يعتني بالمقام الأوّل (مقام العلم) فيسعى لإحقاق الحقّ وبيانه وتقريره غافلاً عن مقام الرحمة مع المخالف -خاصّةً إن كان من أهل القِبلة- بدعوته والنّظر إليه بعين القَدَر والسعي لهدايته وإرشاده والحرص على ذلك.
ومن أقبح ما قد يقع فيه طالب العلم: أن يتحوّل عن مقام (الرحمة بالخلق) إلى مقام (الاستطالة بالحق)، فتُصبح غايته -بالحق الذي معه، وهو فعلاً حقّ- أن ينتقم من المخالف، ويغالبه ويسفّهه ويهينه وينتصر منه، متناسياً مقام الرحمة الذي بعث الله به رسول الله ﷺ (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).