الحمد لله القائل (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) والقائل (إنما المؤمنون إخوة) والصلاة والسلام على رسول الله القائل (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)..

وبعد.. فهذه رسالة من المكلومين المستضعفين في غزة إلى إخوانهم في الشام وتحديدا إخواننا المعنيون في الدولة السورية الجديدة، نرسلها إليكم من بين حطام الواقع وصرخات الأيامى وبكاء الأيتام وأوجاع المجوعين، فنقول لكم ابتداءً نحمد الله أن منّ عليكم بالفرج والنصر، ونسأله تعالى أن يعجل لنا بذلك، وأن يمنّ علينا كما منّ عليكم، ونحمده أن جعل نصركم وانفراج كربتكم بسبب ما تمرّ به غزة وأهلها، فإن ذلك كان لنا شيئا من السلوى أمام مآسينا التي يراها العالم أجمع.

إننا اليوم يا إخواننا نرسل إليكم هذه الرسالة التي نرجو أن تجد لديكم موقعا في قلوبكم كما هو الظن بكم، وأن لا تردونا خائبين، فنحن مجموعة من العوائل المسلمة الغزية التي أكرمها الله بشيء من أموال المسلمين عبر حملة جاهد بمالك، فكانت لنا هذه الأموال معينة لنا على الصمود قليلا، وهذا في وقت كنا فيه في شيء من البحبوحة عن أيامنا هذه، فنحن اليوم نمر بما لا يخفى عليكم من قتل وهدم وتهجير وملاحقة وتجويع شديد، حتى بتنا لا نجد لقيمات نضعها في أفواه أطفالنا، وكان غياب أخينا الشيخ أبي عبد الرحمن الغزي له شديد الأثر السلبي على حالنا، فما كان قبل غيابه بالكاد يكفينا أصبح اليوم أقل مما سبق في وقتٍ نحن بحاجة إلى أضعاف ما سبق! فنسألكم بالله ونناشدكم بالله والرحم أن تطلقوا سراح أخينا كرامةً لنا، ونصرةً لنا التي هي حقنا عليكم، فلسنا نسألكم إلا ذلك، وأن تعفو وتصفحو لأجل إخوانكم المسلمين في غزة المنهكة، فلو أن أخانا الشيخ أبا عبد الرحمن قد ارتكب جرما لكانت مصلحة إطلاقه ليقوم على واجب أهله في غزة تربو أضعافا مضاعفة على مصلحة اعتقاله إن كان في ذلك مصلحة، فكيف وأخونا لم يرتكب جرما أصلا وليس مثله من يكون مجرما حاشاه، إنما خالف ببعض اجتهاداته بعضا من سياساتكم التي لا نعارضكم عليها، بل ندعو لكم بالسداد والرشاد فيها.

فإن كان أخونا الحبيب قد اجتهد وأخطأ في شيء من هذا القبيل فاقبلوا منا شفاعتنا فيه، واجعلوها من قبيل النصرة لنا التي هي حق لنا على المسلمين جميعا، فلا تردونا وتجمعوا علينا ذلك مع خذلان أمتنا لنا، وإننا لنرجو لأخينا الشيخ أبي عبد الرحمن أن يكتب له أجره فيما اجتهد فيه أخطأ أم أصاب، فما علمنا عنه إلا نصرته للحق وجفاءه عن ضده، وأن يجعل ما مر به في المعتقل كفارة له، ويغفر له ولنا ولكم، ويجمعنا عما قريب في المسجد الأقصى وقد تحرر وعاد إلى أمة الإسلام.


إخوانكم المنهكون في غزة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته