التعريف بكتاب الله تبارك وتعالى، تحقيقًا لقوله سبحانه: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ}!
Информация о канале обновлена 17.11.2025.
التعريف بكتاب الله تبارك وتعالى، تحقيقًا لقوله سبحانه: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ}!
(٢)
فهل بعد ذلك يُحال الطالب عليها هكذا من دون أن يُعلم خبره، ولا سابق دراسته، وبدون شيخٍ، اللهم إلا أن تكون هذه المنهجية قد وضعت للأذكياء المُفلقين ولأفذاذ العصر، فله الحق ولصاحبها علينا المعذرة.
ثم أتى واضع المنهجية بعد ذلك بأعجب العجب، فبعد أن ينفق الطالب في هذه المنهجية السابقة ما لا يقل عن 6 سنوات من الدرس والتحصيل الذي لا ينقطع أبدًا، سيكون ما حصّله هو ما قاله هكذا بنصه: "وهنا تكون قد ألممت بمجمل علوم هذا الفن، وأتيت على تحرير دقائق مصطلحاته، وأجدت تنزيل آلته، ولم يبق سوى المراس والتطبيق على مادته".
وهذا كلامٌ يلعنُ آخره أوله، فأنّى لك أن تكون قد أتيت على "تحرير دقائق المصطلحات" ثم تكون في نفس الوقت "قد ألممتَ بمجمل علوم هذا الفن"! أكلّ هذا إلمام وإجمال!
ثم أحال واضع المنهجية في التطبيق البلاغي على كشاف الزمخشري رضي الله عنه وعلى شرّاحه بحواشيهم، والناظر في تفسير الزمخشري وطريقته ومنهجه يعلم أنّه يستحيل أن يعمل الطالب من نفسه قواعد البلاغة التي درسها في كلام الزمخشري، ولن يرجع من كلام الزمخشري إلا بخُفي حُنين، وذلك لأنّ كثيرًا من عبارات الفنّ التي درسها لم تستقرّ إلا بعد الزمخشري بقرنٍ من الزمان تقريبًا، ولأنّ الزمخشري يكشف عن نكات القرآن بكلام دقيق موجز، لا بكلام سهل يسير على الطالب، يقول الطيبي عنه: "فإنه بلغ في الغموض وراء حدّ حلِّ الإلغاز".
ولكن واضع المنهجية قد أتى بالحل، وهو أنّه رمى الطالب في بحر شروح الكشاف وحواشيه، وأن يُطحن ويُعرك بين الشراح والمحشين، وهذا يصدّ الطالب ولا ينفعه، بل لا بد من الاستفادة من كل هذا أن يكون على بصيرة من شيخ متقن، وليس كل طالب يحال عليه، وليس يُطلب من كل طالب أن يفعل هذا، لذلك كان التعميم مضللا لا مرشدا.
ولا أحبّ أن يفهم أحدٌ من كلامي أنّي أزهّد في هذه الكتب وهذه الحواشي وأقول إنها مضيعة للعمر إلى آخر هذه الأغنية الشهيرة، وإنما حديثي عن الترتيب، وعن إلقاء الكلام بإبهام وتضليل يُغرّ به الطالب، فما إن يبدأ ويجد هذه الطلاسم وحده إلا ويكره البلاغة وأهلها، لأنه ما أتاها من بابها، والله المستعان.
(١)
انتشر بأخرة "سُلَّم مناسب لدراسة البلاغة العربية" وما إن نظرتُ فيه إلا ووجدته لا يخرج إلا من إشكال على إشكال، ولا يحيل إلا على إبهامٍ بعد إبهام، فأحببتُ أن أكتب في بيان ذلك شيئا مفصّلا يكشف للطالب مشكلاته.
وهو بإيجاز:
المستوى الأول: موجز البلاغة لابن عاشور
والثاني: "مختصر السعد" مع الإفادة من "حاشية الدسوقي"
والثالث: "المطول" وللمطول حاشيتان مليئتان بالفوائد هما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي. وجعل التطبيق فيما أودعه الزمخشري في الكشاف مع مناقشات شُرَّاحه. هذا كلامه بإيجاز.
وإني لم أكتب في مناقشة ذلك إلا وقد عانيت كل هذه الكتب التي ذكرها وأكثر منها، وبعضها قد كتبت عليه شرحًا مثل موجز البلاغة ومنه ما درسته مرارا.
ذكر واضع المنهجية أن المستوى الأول هو: موجز البلاغة لابن عاشور.
وهنا قدرٌ عظيم من الفساد إذ جعل أوّل ما يتلقاه الطالب هو "موجز البلاغة" لابن عاشور وهذا مضرّ للطالب لا نافعٌ له، مع أن رأيي أن كتاب سيدي الطاهر يصلح في السلم التعليمي ولكن ليس هكذا ولا هنا. وبيان ذلك:
أن سيدي الطاهر - رضي الله عنه - قد خالف أهل البلاغة ومستقرّ مصطلحاتهم في مسائل، وزاد في كتابه ما ليس في كلامهم، فإن كان ذلك بوابة دراسة الطالب للبلاغة ثم نظر بعد ذلك في "مختصر السعد" فسيشوّش عقله، ويضل نظره، ويفهم أمورًا على غير وجهها، ولا أكثر من أن تفتح الكتاب وتنظر بعينك.
ثم هَبْ أنّ الله رزقك شيخًا خرّيتًا بهذا الفن – ومَنْ لك به – وشرحَ لك الكتاب على مراده، وفصّل لكَ وميّز، ثم انتقلتَ إلى المستوى الثاني:
وهو دراسة "مختصر السعد" مع الإفادة من حاشية الدسوقي= فإنّ في هذا الانتقال مباشرةً هكذا طفرة، إذ لا يحل لطالب البلاغة أن ينتقل من مستوى إلى آخر إلا بعد أن ينظر في ملكة أهل العلم التي استفادوها من هذه القواعد وذلك بالنظر في صنيعهم، ولا أقول أنه يطبق بنفسه القواعد، إذ الطالب المبتدي لا يطبِّق بنفسه لأن قواعد علم البلاغة هادية لا قاضية، ومَن ظنّ أنه يدرس كتابًا ثم يعمد إلى النصّ فيطبّق فهو واهمٌ ومرتق مرتقى صعبا. فالانتقال إلى المختصر هكذا غير سديد. ثم إنّ في هذه المرحلة إشكالًا آخر، وهو أنّ "مختصر السعد" امتاز بدقّة عباراته، ودلالته بالخطرة على المعنى الكثير، فقد يشير بكلمةٍ لخلاف، وقد يشير بأخرى لتحقيق، وهكذا، فلا يقوى الطالب على ذلك إلا بتحصيل علومٍ غير البلاغة وبشيخٍ يفكّ ذلك، ولا يحل لك أن ترمي بالطالب في لجّة "مختصر السعد" وتقول له: "عليه حاشية ذاخرة هي حاشية الدسوقي" فإنْ كان كلام السعد يصعُبُ عليه، فما تقول في الحاشية؟ كيف وأدنى ما فيها فكّ ألفاظ الكتاب، وهي جامعة لشروح كثيرة، ولا يدرس الطالب أول الأمر كتابًا ويستحضر معه حاشية، فهذا عبث وتشويش، قلّما يسلم منه أحد.
ولكن هَبْ أنّ الله قيّض لك نفس الشيخ الخرّيت المتفنن، فشَرحَ لك "مختصر السعد" وفكّ لك ألفاظه وأوقفك على مراداته، وكمّل لك المباحث من حاشية الدسوقي، فحصّلتَ بذلك علمًا عظيمًا ثم انتهيت بعد ذلك إلى المستوى الثالث من المنهجية وهي دراسة المطول مع حاشيتيه المليئتين بالفوائد وهما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي= فاعلم أنّك قد انتهيتَ إلى فسادٍ في المنهجية يضيع الأعمار.
وذلك لأنّ حاشية الدسوقي قد احتوت على أبحاث المطوّل وغيره، فمن درس مختصر السعد وأفاده شيخه الخرّيت بما في الحاشية وكمّل له المباحث فقد حوت دراسته جلّ المطوّل، فليس الأليق بطالب العلم أن يضيع عمره في إعادة ذلك، ويترك ما هو محتاج له أكثر، كأن ينظر في كتابي عبد القاهر الدلائل والأسرار، وحسبُك من فساد هذه المنهجية خلوّها تمامًا من النظر في هذين الكتابين، وأي طالب للبلاغة لم يطالع هذين الكتابين – وهذا أقل شيء – فهو يخبط في عمياء ويسير سير العشواء. وأيضًا كان من الأولى بعد مرحلة المختصر أن ينظر في الدراسات المعاصرة المؤصّلة ككتب شيخنا أبي موسى، ففيها من تحرير العلم وتدقيق النظر ما لا يقل عن ما في الحواشي، بل هو أجلّ من بعضها.
وأمر وراء ذلك كله، وهو أن وضع المنهجية يقتضي أن يمهّد واضعها للطالب الطريق، ويضعه عليه دون تضييع لعمره، وإذا كان ذلك كذلك، فأي فائدة يستفيدها الطالب عندما نقول له في المنهجية إنّ على كتاب المطول حاشيتين مليئتين بالفوائد هما حاشية الجرجاني وحاشية السيالكوتي، فهل ينُتظر من الطالب أن يدرس المطول ويراجع هذين الحاشيتين معًا؟ فكفى بفساد ذلك أن تحكيه، ولن أطيل عليك في بيانه، ولكن سأنقل لك كلام الطاهر ابن عاشور الجدّ في حاشيته "الغيث الإفريقي" عن حاشية السيالكوتي وهو يعلق عليها، يقول رحمه الله: "فلقد أجاد [أي السيالكوتي] الغاية، وبلغ من التحرير النهاية، إلا أنها لفرط الإيجاز كادت أن تنتظم في سمط الألغاز، حتى أن أرباب التحصيل لم يجدوا لتحصيل مداركها من سبيل، فُحرموا رذاذ نيلها، ورشاش سيلها ...". اهـ
إحياءُ مظاهر الجاهلية الوثنيَّة، وعبادة الأصنام، والفخرِ بهم، وبما كانوا يعبدون من دون الله، ولو في سياق هزليٍّ لا يليق بمن أنار الله بصيرته، إن فرعون أتبعه الله باللعنة في الدُّنيا والآخرة، وسائر أهل الكفر والوثنيين لهم من ذلك حظٌّ ونصيب، فلا تتبعوا أمر فرعون ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ [هود: 97-99].
وإني لأعجب ممن لا يجدُ في قلبه غصَّة لما يحصل لإخوانه من المسلمين، وبخاصة في (السُّودان)، وما يجري للضُّعفَاء الذين لا يملكون دفعًا عن أنفسهم أما عصابات الإجرام العالمي، ممن ينتسب إلى الإسلام زورًا وبهتانًا، ثم هم يسايرون أهل الباطل في فرحهم بالباطل وأهله!
وما أمر كلِّ فرعون برشيد!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وصحبه أجمعين:
خيرٌ يتجدد كلَّ عام، هذا برنامج (الارتباط بالقرآن)، جعلنا الله وإيَّاكم من أهل القرآن في الدنيا والآخرة.
- رابط (قناة البرنامج).
Владелец канала не предоставил расширенную статистику, но Вы можете сделать ему запрос на ее получение.
Также Вы можете воспользоваться расширенным поиском и отфильтровать результаты по каналам, которые предоставили расширенную статистику.
Также Вы можете воспользоваться расширенным поиском и отфильтровать результаты по каналам, которые предоставили расширенную статистику.
Подтвердите, что вы не робот
Вы выполнили несколько запросов, и прежде чем продолжить, мы ходим убелиться в том, что они не автоматизированные.
Наш сайт использует cookie-файлы, чтобы сделать сервисы быстрее и удобнее.
Продолжая им пользоваться, вы принимаете условия
Пользовательского соглашения
и соглашаетесь со сбором cookie-файлов.
Подробности про обработку данных — в нашей
Политике обработки персональных данных.