المطر قريب عهد بالعرش
# الرعد والبرق تخويف وطمع .

《 وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 》.

الآية هي السمة والعلامة ، فالله تعالى يُرينا بعض الآيات تخويفاً كي نرتدع ، ونفس هذه الآيات تكون قد طمع بها الإنسان كونها مصدر حياة ورزق له ، ومثاله البرق في الآية الانفة فإنه علامة ردع وزجر لنا واضحة كي نرتدع ، وبنفس الوقت هي علامة طمع لما ينتج عنها من حياة للبر والبحر من تسبيب نزول مطر يُحيي الله تعالى به الارض بعد موتها .

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال : اللّهمّ لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك .

وعن الامام الباقر عليه السلام قال : كان عليّ عليه السلام يقوم في المطر _ أوّل مطر يمطر _ حتّى يبتلّ رأسه ولحيته وثيابه فيقال له : يا أمير المؤمنين ، الكنّ الكنّ 《 يعني احتمي واختبئ من المطر 》 ، فيقول عليه السلام : إنّ هذا ماء قريب العهد بالعرش .

فلذلك من السُنة المستحبة ان تتعرض للمطر اول نزوله ، فانه شفاء من الأمراض ، وشفاء من السحر واللمم وغيرها .

لذا قال تعالى : 《 وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ 》.

وبإسناده عن جابر الجعفي ، عن عبد الله بن نجي ، قال : كان علي عليه السلام إذا مطرت السماء خرج ، فإذا أصاب صلعته الماء مسح رأسه ووجهه وجسده ، وقال : بركة نزلت من السماء لم تمسها يد ولا سقاء .

وعن امير المؤمنين عليه السلام قال : إن تحت العرش بحراً فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات فإذا أراد الله عز ذكره أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه أوحى الله إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى السماء الدنيا .

نسأل الله تعالى بمحمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ان يكون مطر خير ورحمة وبركة ، وان لا نرفعه بذنوبنا ، فان النعم تنفر كما تنفر غريبة الإبل .

محمد العامري