حساسيّتك ليست ضعفًا… بل روح أكبر من ضجيج الناس

أحيانًا تكون المسلمة من أصحاب هِمّة وذكاء ونيّة خالصة لله،
لكن تبتلى بأشخاص لا يُحسنون التعامل مع أخطائها أو قصورها…

يسخرون، يجرحون، أو يقدّمون الأذى بلباسٍ رسمي أو عرفي أو شرعي.

ومع الوقت تشعر أنها استنفذت الصبر كله.

يا ابنة الاسلام…

الحساسيّة العالية ليست عيبًا، بل علامة صفاء.
لكنها تحتاج “حدودًا” تحميها، لا جلدًا للذات ولا انسحابًا من الحياة.

ليس كل من يتعامل معك يُحسن التربية،
وقد تُترك في القلب جروح من كلمة قاسية أو موقف مؤذٍ…

أخلاقك ومبادئك وتربيتك نفسها ليس فيه ذنب.

اجعليها منفصلة عن كل سلوك بشري أوجعك،
فالناس يخطئون… والله لا يظلم أحدًا.

تعلمي أن تضعي مسافة ذكية بلا خصام،
أن تأخذي حاجتك دون انفتاح زائد،
وأن تفهمي أن الناس درجات…
منهم من يعطي علمًا بلا رحمة،
ومنهم من يعينك لكن يخفق في التعامل،
ومنهم من لا يصلح إلا لسلامٍ عابر.

شيئًا فشيئًا…
ستعرفين من يستحق قلبك، ومن يستحق فقط أدبك.
وستتعافى الروح حين تستقيم الحدود.

الله معك… ومع كل قلب لطيف منهك من قسوة الآخرين.

د.نور النومان

عندما يهاجمك الشيطان من باب “الإخلاص”…

بعض الأخوات تصل لمرتبة جميلة من الطاعة:
قيام، وقرآن، ونوافل، وذكر… ثم فجأة تبدأ رحلة قاسية:

وسواس رياء… ثم وسواس عُجب… ثم اتهام مبالغ للنفس… ثم جلد ذات… حتى تفقد لذة العبادة كلها.

وتظن المسكينة أنها سقطت من عين الله، وأن ما يصيبها دليل بُعد أو ذنب أو طرد.

والحقيقة؟
هذا من أقدم مداخل الشيطان على أهل الطاعة.

الإمام ابن الجوزي يقول:
“كم أفسد إبليسُ عبادًا بالتشدد والمبالغة، كما أفسد آخرين بالتفريط والتضييع.”

الشيطان لا يريدك ريائية…
هو يريدك محطّمة.

يريدك تنظرين لطاعتك أكثر من نظرك لربك.
يريدك تشكين في قلبك أكثر من مراقبة الصلاة نفسها.
يريدك مشغولة بـ”هل أُخلصت؟” بدل أن تنشغلي بـ”مَن أُخلص له؟”.

خَطَر هذا الباب ليس في الرياء…
بل في تحويل العبادة إلى امتحان يومي بدل أن تكون سكنًا.

وإذا جاءك الخاطر فاذكري حديث النبي ﷺ عندما شكا الصحابة من خواطر عقدية عظيمة:
فقال لهم: «ذاك صريح الإيمان».
لأن انزعاج النفس دليل حياة قلبك… لا فساده.

اطمئني يا ابنة الإسلام:
● لستِ خارجة عن الإيمان.
● لم تُرفعي من محبة الله.
● ولم تُسلب منكِ منزلتك.

هذا فقط “تعب الإيمان”… له فترة مثلما للطاعة شِرّة.
ولعل ثباتك الآن — رغم الفتور — أقرب إلى الله من قيامك الطويل الذي كنتِ عليه.

اهدئي…
واذهبي إلى الله بلا وسوسة، بلا تحليل، بلا جلد.

واللذة؟
تعود… حين يعود قلبك ليعبد ربّه لا ليحاسب نفسه - إن شاء الله- .

د.نور النومان

أي جهة دعوية ترغب بدعوتي للحديث عن هموم النساء، والتحديات في تربية الأطفال، أو لتعزيز الصحة النفسية للمسلمات في المناطق المنهكة بالحرب، أو لتجهيز كوادر الداعيات على استخدام الأسلوب النفسي المناسب… فأنا مستعدة لتقديم المحاضرة دون مقابل، ما دام العمل للتعليم والتمكين، ولا يُطلب فيه مقابل من الشريحة المستفيدة، إلا إن كان هناك مبلغ رمزي يغطي أعمال التنظيم فقط.

أمّا منهجي في التعليم والدعوة فهو ما دلّ عليه قوله تعالى:
﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ – العنكبوت: 46
وهو منهج يقوم على الرفق، واللين، وترك الانفعال، والدعوة بالحكمة… دون خصومة، ودون ارتفاع صوت.
وقال سبحانه أيضًا:
﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾
وهو أصلٌ جامعٌ في تهذيب النفس، وكفّها عن حظوظها، وإقامة الدعوة على الرحمة لا على الغضب.

هذا المنهج الذي حُرمنا منه سنوات طويلة هو ما أحرص اليوم على التعاون مع أي مؤسسة جادة في إحيائه… منهج رحيم، هادئ، واضح، بعيد عن حظوظ النفس.

واهتمامي موجَّه كذلك للأطفال واليافعات اللواتي مررن بصدمات الحرب والمخيمات والاعتقال؛ فهؤلاء أشد حاجة إلى لغة تُداوي ولا تُؤذي، وتُطمئن ولا تزيد الشرخ.

وأفضّل دائمًا أن يكون العمل عبر جهات مؤسسية؛ لأنني أؤمن بأن العمل المؤسسي هو الذي يصنع الأثر ويحفظ الجهد ويحقق الغايات الكبرى، مع إبقاء الباب مفتوحًا للجهود الفردية المباركة.

أتمنى إيصال عرضي للجهات والمؤسسات المعنية، ولكم الأجر والمثوبة.
@NourNouman_bot

إن سكوتَ علماءِ الأرضِ كلِّهم على الباطلِ في الدِّينِ لا يُصيِّرُه حقًّا، وإن تواطُؤَهم جميعًا على منكَرٍ فيه لا يُصيِّرُه معروفًا.

آثار الإبراهيمي (153/3).

تسألني بعض المراجعات
أأنتِ مصرية أم سورية أم من بلاد الحرمين؟


والحق أن قلبي ممتدّ بين هذه الديار كلها،
ولأنّ حدود الحب لا يرسمها الجواز بل الروح.

إذا تحدّثتِ معي قليلًا عن موطني سورية ، ستعرفين كم أحبّها؛
كأرضٍ ، ووطنٍ للجَمال، ومناخ يجذب الروح كما يجذب الضوء الفراشة.

وإن تكلّمنا عن مصر، فستعرفين أنّها بلدي الغالية لأقصى مدى في قلبي،
فيها العلم، والذكريات، والقلوب التي احتضنت رحلتي.

أما بلاد الحرمين، فهي المهد الذي بارك الله فيه كلماتي،
ومنها خرج كتابي بأفكاري إلى النور عبر دار النشر المباركة دلائل،
لتصل رسالتي إلى كل امرأة تبحث عن سكونٍ وتعافٍ وصدقٍ مع الله.

وجهة نظري بسيطة وعميقة:
كلُّ الأمة المسلمة أرضُها واحدة،
والأرض كلُّها لله،
وأي مكان أصلي فيه لله سيدخل لقلبي وأماكن انتمائي..

اللهم احفظ بلاد المسلمين، واملأ قلوبنا حبًّا لا يعرف الحدود،
حبًّا يرفعنا جميعًا إلى سموّ الإيمان ووحدة القلوب ب"لا إله إلا الله " على منهج سلفنا الصالح.

د.نور النومان